عدد المساهمات : 116 شكروتقدير : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: المشتقات والمصادر (اسم الفاعل وصيغه المبالغه) الجمعة ديسمبر 11, 2009 2:25 pm
الفصل الأول
المشتقات
تعريف الاشتقاق :
هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ .
مثل : ضرب : يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى ذلك .
وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية فيها عن طريق إلصاق لواحق في أول المادة أو في آخرها .
وتشمل المشتقات في اللغة العربية :
اسم الفاعل – صيغ المبالغة ـ سم المفعول – الصفة المشبهة – اسم التفضيل – اسما الزمان المكان – اسم الآلة .
اسم الفاعل
تعريفـه :
اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث .
مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، رمى - رام ، وقى - واق .
ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم .
ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول – حاول ، حيد – حايد .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من الفعل المزيد :
يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول الشاعر :
ثم أصدرناهما في وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 )
والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .
5 ـ قد يضاف اسم الفاعل المتصل بأل الموصولة .
نحو : وصل المنقذُ الطفلِ من الغرق .
وقد شبه العرب هذا التعبير بقولهم : جاء الحسن الوجهِ .
وإن كان ليس مثله في المعنى .
ومثال مجيء اسم الفاعل المعرف بال المضاف إلى معموله قول المرار الأسدي :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فالبكري مفعول به للتارك ، واضيف إليه تخفبفا .
ومنه قول الأعشى :
الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها عُوذا ترجي بينها أطفالها
6 ـ يجوز أن يكون الاستفهام والنفي والمبتدأ والموصوف مقدرا ، وهو كالملفوظ به .
نحو : واصل أخوك أصدقاءه أم قاطعهم .
فاسم الفاعل واصل معتمد على استفهام مقدر بدليل وجود أم المتصلة ، لأنها لا تأتي إلا في سياق الاستفهام ، وأصل الكلام أواصل أخوك . . .ألخ .
ومثال المعتمد على وصف محذوف قول الأعشى :
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
7 ـ ذكر بعض النحويين أن من شروط عمل اسم الفاعل المجرد من " أل "
ألا يكون مصغرا ولا موصوفا لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية .
وقيل المصغر إن لم يحفظ له مكبر جاز عمله كما في قول الشاعر :
" تَرَقرَقُ في الأيدي كُمَيْتٌ عصيرُها "
فقد رفع " عصيرها " بكميت فاعلا له .
8 ـ الثبوت والحدوث في اسم الفاعل :
" والوجه عندنا أن اسم الفاعل بناء ودلالة متلازمان لا يتخلفان ، وأن هذه الدلالة ذات شقين شق يفيد الحدوث ، وشق آخر يفيد الثبوت ، سواء أكان ثبوتا استمراريا لا يمكن انفكاكه :
كطويل الأنف ، وعريض الحواجب ، وواسع الفم .
أم يمكن انفكاكه كحسن الوجه ، ونقي الثغر ، وطاهر العرض .
وسواء أكان ثبوتا استمراريا من غير تخلل : كحسن الوجه ، أم مع التخلل نحو : متقلب الخاطر .
ولا يجوز التعويل على شق دون شق في تقرير حقيقة اسم الفاعل ، ومعنى ذلك " توحيد بابي اسم الفاعل والصفة المشبهة في باب واحد وهو : اسم الفاعل باعتبار أن الصفة المشبهة فرع من فروع اسم الفاعل .
9 ـ اسم الفاعل يطلق ويراد به الحدوث أو الثبوت ، وان الصفة المشبهة تطلق ويراد بها الدلالة على الثبوت غالبا ، والحدوث فيها طارئ كما ينص الاستعمال اللغوي على ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة في اسم الفاعل للإمام أحمد بن قاسم العبادي تحقيق الدكتور محمد حسن عواد ص 20 .
10 ـ إن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ، وكان مضافا غير معرف بأل ، فالإضافة فيه أصل لا فرع ، والتنوين غير مقدر فيه ، والدليل على ذلك أنه قرئ بالوجهين بالتنوين والنون وبالإضافة :
قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت }1 .
وقوله تعالى : { إن الله بالغ أمره }2 .
وقوله تعالى : { إنما أنت منذر من يخشاها }3 .
وقوله تعالى : { وما كنت متخذا المضلين عضدا }4 .
وقوله تعالى : { إنكم لذائقو العذاب }5 .
ــــــــــــ
1 ـ 185 آل عمران . 2 ـ 3 الطلاق .
3 ـ 145 البقرة . 4 ـ 52 الكهف .
5 ـ 38 الصافات .
11 ـ إن اسم الفاعل إذا أضيف ، وكان دالا على الحال أو الاستقبال ، وكان مجردا من أل هو اسم نكرة توصف به النكرة كما في :
قوله تعالى : { ويحكم به ذوو عدل منكم هديا بالغ الكعبة }1 .
وقوله تعالى : { قالوا هذا عارض ممطرنا }2 .
وقوله تعالى : { فلما رأوه عاراضا مستقبلا أوديتهم }3 .
مع مراعاة إمكان تأويل الآيات تأولا لا يلزم به نعت النكرة بالمعرفة مع الإبقاء على كون اسم الفاعل في الآيات السابقة معرفة (4) .
ـــــــــــــ
1 ، 2 ـ 24 الأحقاف . 3 ـ 185 آل عمران .
4 ـ انظر الحاشية على شرح الفاكهي ج2 ص136، 137 .
12 ـ اختلف النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به يقول سيبويه : " وإذا قلت هم الضاربوك ، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ، لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر " .
وقد علق المبرد والرماني على قول سيبويه ، بأنه حمل عمل اسم الفاعل في الضمير على عمله في الاسم الظاهر . وأكد ابن هشام في أوضح المسال ما قال به سيبويه ، فالضمير في قولهم الضاربك يكون منصوبا ، لأن اسم الفاعل معرفا بأل ، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها .
غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم الفاعل يكون في موضع نصب تارة ، وفي موضع جر تارة أخرى دون أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا ، وذكر بعض مواضع النص في قوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }1 .
وقوله تعالى : { إنا منجوك وأهلك }2 .
فنصب إمام ، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين ، ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل عدم التقدير إلا إذا دعت ضرورة ملجئة إليه (3) .
ـــــــــــــــ
1 ـ 97 العنكبوت . 2 ـ 234 البقرة .
3 ـ شرح الكافية ج1 ص 116 .
ومن شواهد مجيء الضمير المتصل باسم الفاعل مجرورا قول الحطيئة :
غيبت كاسيهم في قعر مظلمة فاغفر عليك سلام الله يا عمر
ومما سبق يضح أن الضمير المتصل باسم الفاعل غير محمول على الظاهر من مثل : أنا ضاربٌ زيدا بتنوين ضارب ونصب زيد ، ولا أنا ضاربُ زيد بدون التنوين وجر زيد بالإضافة . لأنه لو كان محمولا على هذا الوجه ، لكان الوجه ثبوت التنوين والنون في اسم الفاعل العامل في الضمير ، كقول الشاعر :
هم القائلون الخير والآمرون به إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
فالأمر محمول في الجر والنصب على المظهر ، فالجر محمول
على قوله تعالى : { لا الليل سابق النهار } 1 .
في قراءة من قرأ بجر النهار ، وإضافة سابق ، والنصب محمول على قراءة من قرأ سابق بغير تنوين ، ونصب النهار .
ومما سبق نخلص أنه لا مجاراة بين اسم الفاعل والفعل المضارع ، وأن اسم الفاعل وأن اسم الفاعل يعمل عمل اسمه تعديا ولزوما ، وهذا العمل هو وجه الشبه الوحيد بين اسم الفاعل والفعل مع وجود رائحة من معنى الفعل لا المعنى بالكلية .
12 ـ أود السيوطي في الأشباه والنظائر عددا من الفروق بين اسم الفاعل والفعل منها :
1 ـ أن اسم الفاعل مع فاعله يعد من المفردات ، بخلاف الفعل مع فاعله .
2 ـ أن اسم الفاعل يتعدى بنفسه وبحرف الجر خلافا للفعل الذي يمتنع فيه ذلك ، كقوله تعالى : { فعال لما يريد } 2 .
يستثنى من ذلك بعض الأفعال التي سمعت عن العرب بالوجهين ، نحو : سمعه وسمع له ، ونصحه ونصح له ، وشكره وشكر له ، ونحوها .
ونستخلص من الفروق السابقة : عدم حمل اسم الفاعل على الفعل من جهة المطابقة في المعنى ، فضلا عن أن يكون اسم الفاعل العامل فعلا قائما برأسه (3) .
ـــــــــ
1 ـ 40 يس . 2 ـ 16 البروج .
3 ـ رسالة في اسم الفاعل ص 54 .
13 ـ يعمل اسم الفاعل إذا كان بمعنى المضي مجردا من أل والتنوين .
كقوله تعالى : { جاعل الملائكة رسلا } 1 .
نحو قوله تعالى : { وجاعل الليل سكنا } 2 .
14 ـ يضاف اسم الفاعل ، وتكون إضافته محضة على إرادة المضي ، أو إرادة الحال والاستقبال .
مثال الأول قولك : أنا مكرمُ محمدٍ . بمعنى أكرمته .
ومثال الثاني قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت } 3 .
ـــــــــــ
1 ـ 1 فاطر . 2 ـ 96 الأنعام .
3 ـ 185 آل عمران .
صيغ المبالغة
تعريفهـا :
أسماء تشتق من الأفعال للدلالة على معنى اسم الفاعل بقصد المبالغة .
وقد تحول صيغة اسم الفاعل نفسها إلى صيغ المبالغة .
مثل : صام صوام ، قام قوام ، فعل فعال .
ومثل : صائم صوام ، قائم قوام ، فاعل فعال .
صـوغهـا :
لا تؤخذ صيغ المبالغة إلا من الأفعال الثلاثية على الأوزان التالية :
1 ـ فعَّال ، مثل : ضراب وقوال .
ومنه قوله تعالى : { إنه كان تواباُ رحيماً } 16 النساء .
2 ـ مِفعال ، مثل : منوال ومكثار .
ومنه قوله تعالى : { وأرسلنا عليهم السماء مدراراً } 6 الأنعام .
3 ـ فَعُول ، مثل : صدوق وجزوع وشكور وغفور .
ومنه قوله تعالى : { وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً } 7 الأحزاب .
4 ـ فعيل ، مثل : رحيم وعليم وأثيم .
ومنه قوله تعالى : { إن الله كان سميعاً بصيراً } 58 النساء .
5 ـ فَعِل ، مثل : حَذِر وفَطِن وقَلِق .
ومنه قوله تعالى : { بل هم قومٌ خَصِمون } 58 الزخرف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ قَلَّ مجيء صيغ المبالغة من الأفعال المزيدة – غير الثلاثي – وقد ورد منها :
مغوار من أغار ، مقدام من أقدم ، معطاء من أعطى ، معوان من أعان ،
مهوان من أهان ، دراك من أدرك ، بشير من بشّر ، نذير من أنذر ، زهوق من أزهق .
2 ـ وردت لصيغ المبالغة أوزان أخرى غير التي ذكرنا وقد اعتبرها الصرفيون
القدماء غير قياسية إلا أنها ورد في القرآن الكريم ، وهذه الأوزان هي :
أ – فُعّال ، مثل : طُوّال ، كُبار ، وُضّاء . وفُعال بتخفيف العين .
كقوله تعالى : { إن هذا لشيءٌ عجاب } 5 ص .
وفُعّال كقول الشاعر :
والمرء يلحقه مفتيان الندى خلق الكرام وليس بالوُضّاء