عدد المساهمات : 116 شكروتقدير : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: أساليب النحو (أسلوب الشرط) الجمعة ديسمبر 11, 2009 2:02 pm
الفصل الأول أسلوب الشرط أدوات الشرط غير الجازمة
تطلق تسمية أدوات الشرط غير الجازمة على تلك الأدوات الشرطية التي لا تؤثر جزما على الفعل المضارع ، إلا أن المعنى التعليقي موجود في هذه الأدوات .
نحو قوله تعالى : { إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين }1 .
وقوله تعالى : { ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم }2 .
وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }3 .
أنواعها : ـ
تنقسم أدوات الشرط غير الجازمة إلى نوعين :
1 ـ أدوات شرط امتناعية . 2 ـ أدوات شرط غير امتناعية .
أولا ـ أدوات الشرط الامتناعية وهي : ـ
لو ، لولا ، لوما .
المقصود من الامتناع أن الربط بين جملتي الشرط والجواب ، يكون ربطا سلبيا .
فالتعليق لم يكن لتوقف وجود الجواب على وجود الشرط ، وإنما لأن الربط بين الشرط والجواب يقوم على انعدام الجواب لانعدام الشرط ، كما هو الحال في " لو " ، وقد يكون انعدام الجواب لوجود الشرط كما هو الحال في " لولا " ، و " لوما " ، وذلك يعني أن الامتناع قد يكون للجواب والشرط معا كما في " لو " ، وقد يكون الامتناع للجواب دون الشرط كما في " لولا " ، و " لوما " .
وهذه أمثلة وشواهد مفصلة على ذلك : ــ
* لو : حرف شرط غير جازم يربط بين جملتي الشرط ، والجواب ، ويفيد امتناع لامتناع . أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وهو للتعليق في الزمن الماضي ،
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 15 القلم . 2 ــ 65 يوسف .
3 ــ 67 القصص .
ويقترن جوابه بـ " اللام " مطلقا ، إذا كان ماضيا متبثا ، ويتجرد منها إذا كان منفيا .
نحو : لو درست جيدا لنجحت في الامتحان . ولو بكرت في الحضور ما عاقبناك .
ومنه قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا }1 .
وقوله تعالى : { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض }2 .
وقوله تعالى : { لو شاء ربك لأنزل ملائكة }3 .
وقوله تعالى : { لو شاء الله ما تلوته عليكم }4 .
وقوله تعالى : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة }5 .
وقوله تعالى : { لو شاء الله ما أشركنا }6 .
وقد جاز اقتران جواب لو ، ولولا المنفي باللام في الشعر . كقول الشاعر :
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا
وتأتي " لو " الشرطية بمعنى " إن " الشرطية ، ولكنها غير جازمة ، فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال .
كقوله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية }7 .
أو ماض فتصرفه إلى الاستقبال .
نحو قوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين }8 .
ــ الأصل في لو الشرطية أن يأتي بعدها فعل ، غير أنه قد يليها اسم فيكون فاعلا لفعل محذوف . نحو : لو محمد سيسافر لأخبرتك .
ومنه قول الغطمش الظبي :
أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب
ـــــــــــــــــــ
1 ــ 31 الحشر . 2 ــ 27 الشورى .
3 ــ 24 المؤمنون . 4 ــ 16 يونس .
5 ــ 61 النحل . 6 ــ 148 الأنعام .
7 ــ 8 النساء . 8 ــ 17 يوسف .
أما إذا وليها ضمير فيعرب توكيدا للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده لأن ضمير المخاطب لا يجوز إظهاره .
نحو : قوله تعالى : { لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } 1 .
وفي مجيء الاسم بعد لو خلاف ، لأن بعض النحويين يقول لا يلي " لو " الشرطية إلا فعل ظاهر ، ومجيء الفعل مضمرا بعدها ضرورة شعرية كما في البيت السابق .
ولكننا نؤكد على أن انفصال الضمير عن الفعل المحذوف في الآية السابقة يعمم ذلك .
ــ وقد تأتي " أن " المشبهة بالفعل بعد " لو " وللنحاة في إعرابها وجوه .
أعربها سيبويه : في محل رفع مبتدأ حذف خبره .
نحو قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .
وقوله تعالى : { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام }3 .
ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل :
ما أطيب العيش لو أن الفتى حجر تنبو الحوادث عنه وهو ملموم
وأعربها الكوفيون وكثير من النحاة في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره :
ثبت ، أو حصل ، أو استقر ، وهذا هو الأفصح ، والله أعلم .
* لولا : حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من " لو " و " لا " الزائدة ، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، ويقترن جوابها باللام كثيرا إذا كان ماضيا مثبتا ، ويتجرد منها إذا كان منفيا .
نحو : لولا الله لوقع حادث أليم ، و: لولا والدك ما حضرت .
ومنه قوله تعالى : { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }4 .
وقوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }5 .
وقوله تعالى : { ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين }1 .
وقوله تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا }2 .
وقد يتجرد جوابها من اللام . كقول أبي العطاء السندي :
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد * لوما ـ حرف شرط غير جازم يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
أي : امتناع لوجود ، وهي مركبة من " لو " ، و " ما " الزائدة .
نحو : لوما الكتابة لضاع معظم العلوم . ونحو : لوما الشوق لم أكتب إليك .
ومنه قول الشاعر :
لوما الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
ثانيا ــ أدوات الشرط غير الامتناعية :
أما النوع الثاني من أدوات الشرط غير الجازمة ، فيطلق عليه أدوات الشرط غير الامتناعية ، أي : أن الشرط في هذا المقام لا يفيد الامتناع كما هو الحال في " لو " وأخواتها ، وإنما يفيد مجرد التعليق ، والربط بين جملتي الشرط والجواب ، مثله تماما مثل أدوات الشرط الجازمة .
وأدوات الشرط غير الجازمة الامتناعية هي : ـ إذا ، أمَّا ، لمَّا ، كلَّما . وإليكها بالتفصيل .
* إذا : أداة شرط غير جازمة لما يستقبل من الزمان ، تفيد الربط بين جملة الشرط ، وجوابه ، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا ، أو مقدرا .
فمثال مجيء الفعل بعدها ظاهرا قولهم : إذا حضر الماء بطل التيمم .
ومنه قوله تعالى : { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور }3 .
وقوله تعالى : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول }4 .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 57 الصافات . 2 ــ 64 البقرة .
3 ــ 7 الملك . 4 ــ 1 المنافقون .
وقوله تعالى : { إذا رأيتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } 1 .
ومثال مجيئه مقدرا :
قول الشاعر :
إذا المرء لم يرزق خلاصا من الأذى فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
ومنه قول أبي فراس الحمداني :
إذا الليل أضواني بسطت له يد الهوى وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
ومنه قول المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ومنه قول بشار بن برد :
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ضمئت وأي الناس تصفو مشاربه وعندما يجيء الفعل بعد إذا مقدرا يلها اسم ظاهر ، أو ضمير ، كما في الأبيات السابقة ، وعندئذ يعرب الاسم ، أو الضمير فاعلا لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر ، وقد استحسن النحاة هذا الوجه . وقد أجاز سيبويه إعراب الاسم ، أو الضمير الواقع بعد " إذا " مبتدأ ، إذا كان الخبر فعلا ، وأجاز الأخفش ، وابن مالك وقوع المبتدأ بعدها بلا شرط .
* أمَّا : أداة شرط غير جازمة ، تفيد تفصيل الجمل وتوكيدها ، وتطلب جوابا لنيابتها عن أداة الشرط " مهما " وفعلها ، وتلزم الفاء جوابها ، ولا يليها إلا الاسم سواء أكان مبتدأ ، نحو : أما عليٌّ فمجتد ، وأما أحمدُ فمؤدب .
ومنه قوله تعالى : { وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر }2 .
وقوله تعالى : { أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب }3 .
ـــــــــــــــــــــ
1 ــ 12 الفرقان . 2 ــ 79 الكهف .
3 ــ 41 يوسف .
وقوله تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين }1 .
ــ أو خبرا نحو : أمَّا حاضر فمحمد .
ــ أو مفعولا به تقدم على فعله . نحو : أما المجتهد فيكافأ ، وأما ألمهمل فيعاقب .
ومنه قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر }2 .
ــ أو جارا ومجرورا . نحو : أما لفعل الخير فنعم ، وأما لغيره فلا أفعل .
ومنه قوله تعالى : { وأما بنعمة ربك فحدث }3 .
* لمَّا : أداة شرط غير جازمة تفيد التعليق ، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية ، مبنية على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية بمعنى " حين " .
نحو : لما حضرت والدي الوفاة أوصاني بتقوى الله .
ونه قوله تعالى : { فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه }4 .
وقوله تعالى : { فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما }5 .
وقوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 .
* كلما : أداة شرط غير جازمة ، مركبة من " كل " ، و " ما " المصدرية ، نائبة عن الظرف الزماني في محل نصب ، تفيد التكرار ، ولا يليها إلا الماضي شرطا وجوابا ، والعامل فيها جوابها .
نحو : كلما سألني المعلم أجبته على سؤاله .
ومنه قوله تعالى : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها }7 .
وقوله تعالى : { كلما خبت زدناهم سعيرا }8 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 80 الكهف . 2 ــ 9 ، 10 الضحى .
3 ــ 11 الضحى . 4 ــ 70 يوسف .
5 ــ 190 الأعراف . 6 ــ 155 الأعراف .
7 ــ 8 الملك . 8 ــ 97 الإسراء .
وقوله{ كلما جاء أمة رسولها كذبوه }1 ومنه قول المتنبي :
كلما رحبت بنا الروض قلنا حلب قصدنا وأنت السبيل
جواز ووجوب الحذف في فعل الشرط وجوابه
أولا ـ جواز حذف فعل الشرط :
يجوز حذف فعل الشرط في المواضع التالية : ـ
1 ـ إذا وقع بعد " إن " المدغمة بـ " لا " النافية .
نحو : قل خيرا وإلا فاصمت .
والتقدير : قل خيرا وإن لا تقل فاصمت .
ومنه قول الشاعر :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
والتقدير : وإن لا تطلقها يعل ... إلخ .
2 ـ يجوز حذف فعل الشرط وأداته إذا دل عليه دليل ، والدليل هو سياق الآيات الكريمة . كقوله تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم }2 .
والتقدير : إن افتخرتم ( أو ما في معناه ) بقتلهم فلم تقتلوهم ، وقوله : " ولكن الله قتلهم " يستدل به على المحذوف .
وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } 3 .
فالجواب في الآية السابقة : يحببكم الله ، وحذف الشرط مع الأداة ، والتقدير : فإن تتبعوني . والدليل قوله : " فاتبعوني " المذكورة في الآية .
3 ـ ويجوز حذف الشرط بدون الأداة إذا وقع بعد " من " المتلوة بـ " لا " النافية .
نحو : من أكرمك فأكرمه ومن لا فدعه . والتقدير : ومن لا يكرمك فدعه .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 44 المؤمنون . 2 ــ 17 الأنفال .
3 ــ 31 الأعراف .
ثانيا ــ جواز حذف جواب الشرط .
يجوز حذف جواب الشرط إذا وجد ما يحل محله ويدل عليه .
نحو قوله تعالى :
{ فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فأتيهم بآية }1 .
والتقدير : فابتغ ، أو افعل .
ومنه قوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم }2 .
الجواب محذوف ، والتقدير : لارتعدتم . وقد دل عليه قوله تعالى : لترون الجحيم .
وقوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة }3 .
حذف جواب الشرط في أسلوب الشرط الثاني من الجزء الثاني من الآية وهو قوله : { ولو كنتم في بروج مشيدة } .
والتقدير : يدركم الموت ، ودل عليه جواب الشرط في : قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركم الموت } .
فكان حذف جواب الشرط في الجزء الثاني من الآية لدلالة جواب الشرط في الجزء الأول من الآية عليه .
ثالثا ـ وجوب حذف جواب الشرط :
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ـ
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف .
نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد .
التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد .
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي .
2 ـ إذا تقدم جواب الشرط قسم دال عليه .
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 35 الأنعام . 2 ــ 5 ، 6 التكاثر .
3 ــ 78 النساء .
نحو قوله تعالى :
{ ولئن اتببعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين }1 .
تم حذف جواب الشرط من الآية ، لأن القسم أحق بالجواب منه ، فالقسم إذا سبق الشرط كان الجواب له دون الشرط ، لأن جواب الشرط خبر يجوز فيه التصديق ، والتكذيب ، في حين جواب القسم لا يحتمل إلا الصدق ، لذلك كان أولى من الشرط بالجواب . والتقدير : إن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذن لمن الظالمين . فيكون حينئذ الجواب للشرط .
والدليل على أن الآية قد سبق فيها القسم الشرط ، أن اللام المتصلة بأداة الشرط لام القسم الموطئة له ، والتقدير : والله لئن اتبعت ... الآية .
3 ـ يجب حذف جواب الشرط ، إذا كان فعل الشرط ماضيا ، وتقدم ما يدل على الجواب المحذوف . نحو : أنت تستحق الجائزة إن تفوقت .
والتقدير : إن تفوقت فأنت تستحق الجائزة .
فحذف الجواب لوجود القرينة الدالة عليه ، والتي سبقت فعل الشرط الماضي الزمن .
ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي قتادة الحارث بن ربعي عن الرسول الكريم ... الحديث " أن رجلا قال يا رسول الله أ رأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال له الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر " . والتقدير : أكفر عنك خطاياك .
* جواز حذف فعل الشرط وجواب الشرط معا : ـ
يجوز حذف فعل الشرط وجوابه معا ، وإبقاء الأداة فقط إذا دل عليه دليل .
نحو : من ساعدك فساعده وإلا فلا . فقد حذف فعل الشرط وجوابه .
ــــــــــــــــ
1 ــ 37 الرعد .
والتقدير : وإن لم يساعدك فلا تساعده .
ومنه قول الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كانــــ فقيرا معدما ، قالت : وإن
الشاهد قوله : وإن كان فقيرا معدما ارتضي به . فانحذف الفعل والجواب معا .
* اجتماع الشرط والقسم في جملة واحدة : ــ
1 ـ إذا تقدم الشرط على القسم في جملة واحدة ، فالجواب للشرط من باب أولى ، وهذا هو الصحيح . نحو : إن تحضر إلينا ـ والله ـ نكرمك .
فالجواب : نكرمك ، يكون للشرط مجزوما .
2 ـ ويكون الجواب للشرط إذا تأخر عن القسم ، ولكن تقدم عليها مبتدأ ، يكون الشرط والقسم خبرا له . نحو : أنت والله إن تجتهد تتفوق .
فالجواب : تتفوق ، جاء جوابا للشرط رغم تقدم القسم عليه ، والدليل على مجيئه جوابا للشرط جزمه بأداة الشرط ، والعلة في مجيئه جوابا للشرط دون القسم تقدم المبتدأ " أنت " على القسم والشرط ، والجملة من القسم والشرط في محل رفع خبر .
ومنه : العلم والله إن أحسن استغلاله تسعد بثمرته البشرية .
3 ـ إذا تقدم القسم على الشرط ولم يسبقهما مبتدأ يخبر عنه بجملتي القسم والشرط معا كان الجواب للقسم . نحو : والله إن تدرس لتنجحن إن شاء الله .
الجواب : لتنجحن ، جاء جوابا للقسم دون الشرط ، والدليل اتصال الفعل بلام القسم ، وتوكيده بالنون ، ولو كان جوابا للشرط لكان مجزوما .
وقوله تعالى : { قالوا لئن لم تنته يا نوح لنكونن من المرجومين }3 .
اقتران جواب الشرط بالفاء
ذكرنا سابقا أن الشرط هو تعليق لفعل الشرط ، وجملة جوابه ، كما يتوقف الجواب على الشرط ، وأن فعل الشرط أساس في وجود الجواب .
لذلك لا بد أن يتوفر في الجملة الشرطية ركنين أساسين هامين هما : فعل الشرط ، وجواب الشرط ، ولكل منهما صور قد تأتي مختلفة في الجملة الشرطية ، ولكن مع اختلاف الصور ينبغي أن يكون فيها الجواب بصورة خاصة صالحا لأن يكون جوابا للشرط .
وهذه الصور هي :
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من يدرس ينجح .
ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل }4 .
وقوله تعالى : { إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين }5 .
وقوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به }6 .
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .
نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }7 .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 56 الصافات . 2 ــ 7 إبراهيم .
3 ــ 116 الشعراء . 4 ــ 161 آل عمران .
5 ــ 100 آل عمران . 6 ــ 123 النساء .
7 ــ 65 الواقعة .
وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله }1 .
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
نحو : إن ادخرتم ادخرتم لمستقبلكم .
ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }2 .
وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا }3 .
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }4 .
وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }5 .
يتضح من هذا العرض السريع لصور فعل الشرط وجوابه ، أن جواب الشرط ـ وهو موضع حديثنا ـ قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية : ـ
1 ـ إنها أفعال مشتقة غير جامدة .
2 ـ لم تكن أفعالا طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
3 ـ لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن .
4 ـ لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن .
5 ــ لم تكن جملا اسمية .
وبعد هذه التوطئة الضرورية نعود إلى موضوعنا الأساس ، وهو اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون
ـــــــــــــــــــــــ
1 ــ 115 البقرة . 2 ــ 7 الإسراء .
3 ــ 10 الفرقان . 4 ــ 20 الشورى .
5 ــ 15 هود .
جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في لقائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه .
وإليك أخي الدارس بعض الأمثلة والشواهد على اقتران جواب الشرط بالفاء : ـ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .
نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .
ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي }1 .
وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها }2 .
وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون }3 .
وقوله تعالى : { إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل }4 .
وقوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له }5 .
ومنه قول الشاعر :
إن كان عادكمُ عيد فربَّ فتى بالشوق قد عاده من ذكركم حزن
الشاهد : فربَّ ، وقد دخلت الفاء عليها باعتبارها حرف شبيه بالزائد لا يدخل إلا على الأسماء .
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو ما كان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك .
ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }6 .
وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }7 .
وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }1 .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء }2 .
3 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .
ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل .
ونحو : أيان نزرك فهل تكن موجودا ؟
ومنه قوله تعالى : { من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء }3 .
وقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه }4 .
وقوله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }5 .
وقوله تعالى : { قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا }6 .
وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }7 .
ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا .
ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني }8 .
ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .
ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }9 .
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " .
نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ــــــــــــــــــــــ 1 ــ 19 النساء . 2 ــ 28 آل عمران .
3 ــ 178 الأعراف . 4 ــ 41 المائدة .
5 ــ 31 آل عمران . 6 ــ 75 مريم .
7 ــ 59 النساء . 8 ــ 76 الكهف .
9 ــ 160 آل عمران .
ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر }1 .
وقوله تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا }2 .
وقوله تعالى : { إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير }3 .
ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره .
ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }4 .
وقوله تعالى : { ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا }5 .
وقوله تعالى : { ومن يضلل فلن يجد له وليا مرشدا }6 .
وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }7 .
ونحو : من يقصر فلا يلومنَّ إلا نفسه .
ومنه قوله تعالى : { من يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا }8 .
وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }9 .
وقوله تعالى : { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى }10 .
وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره }11 .
وقوله تعالى : { فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله }12 .
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " .
نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة .
ومنه قوله تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما }13 .
ــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 72 يونس . 2 ــ 80 النساء .
3 ــ 63 هود . 4 ــ 97 الإسراء .
5 ــ 144 آل عمران . 6 ــ 17 الكهف .
7 ــ 80 التوبة . 8 ــ 13 الجن .
9 ــ 230 البقرة .10 ــ 123 طه .
11 ــ 23 لقمان . 12 ــ 136 الأنفال .
13 ــ 48 النساء .
وقوله تعالى : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح }1 .
وقوله تعالى : { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }2 .
وقوله تعالى : { من يطع الرسول فقد أطاع الله }3 .
ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .
ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما }4 .
وقوله تعالى : { فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا فسيدخلهم في رحمة من }5 .
ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة .
ومنه قوله تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }6 .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا }7 .
وقوله تعالى : { فإن استقر مكانه فسوف تراني }8 .
ـــــــــــــــــــــــــ
1 ــ 19 الأنفال . 2 ــ 4 التحريم .
3 ــ 80 النساء . 4 ــ 10 الفتح .
5 ــ 175 النساء . 6 ــ 28 التوبة .
7 ــ 30 النساء . 8 ــ 143 الأعراف .
فوائد وتنبيهات : ـ
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك .
نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ، وذلك كما مر معنا في مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء .
2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .
نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة التي ذكرنا سابقا .
ومنه قوله تعالى :
{ وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء }1 .
ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح .
أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح .
فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية
ـــــــــــــــ
1 ــ 284 البقرة .
المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .
4 ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية : ـ
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }1 .
ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }2 .
وقوله تعالى : { فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون }3 .
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " .
5 ـ تعرب جملة جواب الشرط الواقعة بعد أدوات الشرط الظرفية ، في محل جر مضاف إليه . أما جملة جواب الشرط فلا محل لها من الإعراب ، إلا إذا اتصلت بالفاء فتعرب في محل جزم بأداة الشرط .
6 ـ إذا جاء فعلي شرط متواليين بأداتيهما ، وبدون عاطف للثاني على الأول ، فإن جواب الشرط للأداة الأولى .
كقوله تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم )4 .
ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .
إن تستغيثوا بنا ، إن تُذعروا تجدوا منا معاقل عزٍّ زانها كرم
فالجواب " تجدوا " ، وهو جواب للشرط الأول : أن تستغيثوا ، لأنه صاحب الصدارة في الكلام ، وهو أولى بالجواب من الشرط الثاني ، ولأن الشرط الثاني : إمَّا جاء به الشاعر للتوكيد ، أو ليبين سبب الاستغاثة وهو الذعر .
أما إذا كان التوالي بين فعلى الشرط بحرف " الواو " ، أو بـ " أو " ، أو بـ " الفاء " كون القول كالتالي :
ــــــــــــــــــــــ
1 ــ 23 يونس . 2 ــ 36 الروم .
3 ــ 48 الروم . 4 ـ 34 هود .
أ ـ إذا عطف فعل شرط بأداته على فعل شرط آخر بأداته ، وكان حرف العطف هو " الواو " ، يكون الجواب للفعلين معا ، لأن الواو تفيد الجمع .
نحو : من يستيقظ مبكرا ومن يؤد واجبه بنشاط يفز بالأجر .
ب ـ إذا كان العطف بينهما بـ " أو " ، الجواب لأحدهما ، لأن أو تفيد التخيير .
نحو : إن تشترك في إعداد الصحيفة ، أو إن تتفوق في الامتحان تنل جائزة .
فالجواب : تنل جائزة ، يكون لأي الفعلين شئت .
ج ـ وإذا كان التوالي عطفا بحرف " الفاء " يكون جواب الشرط للفعل الثاني ، لأن الفاء تفيد مع العطف الترتيب .
نحو : متى تبذل جهدك ، فإن تجتهد تنجح في الامتحان .
فالجواب : تنجح ، يكون جوابا لفعل الشرط الثاني ، لأن الفاء تفيد الترتيب .
7 ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة كما أوضحنا سابقا ، وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها " ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة .
ونذكر على سبيل المثال بعضا من أقوال النحاة :
لم يذكرها ابن الحاجب ضمن أدوات الشرط ، وإنما اكتفى بالتعليق عليها بقوله : " والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا " (1) .
ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى . نحو : كيف تصنع أصنع .
ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق .
ــــــــــ
1 ــ الكافية لابن الحاجب ج2 ، ص 117 .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط " (1) .
وفي شرح المفصل لم يذكرها ابن يعش في باب أدوات الشرط (2) .
ولم يذكرها ابن هشام في قطر الندى (3) ، ولا في شذور الذهب (4) .
كما لم يذكرها شراح الألفية على كثرتهم انظر (5 ، 6 ، 7 ، 8 ) .
ولم يذكرها أيضا ابن معط في ألفيته (9) .
ولم يذكرها الخليل بن أحمد في مفصله ضمن الجوازم (10) .
ونقول وبالله التوفيق : إن " كيف " إذا اتصل بها " ما " الزائدة يمكن التفريق بينها وبين " كيف " الاستفهامية الحالية ، وحينئذ تؤدي عمل أدوات الشرط من تعليق الجواب على الشرط ، سواء أكانت عاملة الجزم في الفعل المضارع ، أم لم تعمل لأفادتها معنى العموم والمجازاة ، والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج3 ص 60 الطبعة الثالثة 1983 تحيق وشرح عبد السلام هارون .
وانظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص453 .
2 ــ شرح المفصل لبن يعش ج7 ، ص 40 .
3 ــ قطر الندى لابن هشام ص 85 .
4 ــ شذور الذهب لابن هشام ص 334 .
5 ــ شرح الاشموني ج3 ، ص 583 .
6 ــ شرح ابن الناظم ص 693 .
7 ــ شرح ابن عقيل ج2 ، ص 365 .
8 ــ أوضح المسالك على شرح الألفية ج3 ، ص 189 .
9 ـ انظر ألفية ابن معط ج 1 ص 319 .
10 ـ انظر المفصل للخليل بن أحمد الفراهيدي ص 252 .
Admin المدير العام
عدد المساهمات : 116 شكروتقدير : 0 تاريخ التسجيل : 08/12/2009
موضوع: تكمله الجمعة ديسمبر 11, 2009 2:04 pm
تكملة أسلوب الشرط
نماذج من الإعراب
قال تعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) 15 القلم .
إذا : ظرف للزمن المستقبل مبين على السكون في محل نصب متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط . تتلى : فعل ماض مبني للمجهول .
عليه : جار ومجرور متعلقان بتتلى .
آياتنا : نائب فاعل وآيات مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة وجملة تتلى في محل جر بإضافة الظرف إليها .
قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
أساطير الأولين : أساطير خبر لمبتدأ مضمر والتقدير هي أساطير ، وأساطير مضاف والأولين مضاف إليه مجرور بالياء .
قال تعالى : { ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم } 65 يوسف .
ولما فتحوا : الواو حرف عطف ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط غير جازمة مبنية على السكون في محل نصب .
فتحوا : فعل وفاعل . متاعهم : مفعول به ومضاف إليه ، وجملة فتحوا في محل جر بإضافة لما إليها . وجدوا : فعل وفاعل . بضاعتهم : مفعول به ومضاف إليه ، وجملة وجدوا لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
ردت : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
إليهم : جار ومجرور متعلق بردت وجملة ردت إليهم في محل نصب مفعول به ثان لوجدوا .
وجملة لما وما بعدها عطف على ما قبلها .
قال تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين } 67 القصص .
فأما : الفاء حرف استئناف ، أما حرف شرط وتفصيل غير جازم .
من : اسم موصول في محل رفع مبتدأ .
تاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو وجملة تاب لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وآمن : الواو حرف عطف وآمن فعل ماض والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة عطف على تاب .
وعمل : الواو حرف عطف وعمل فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
صالحاً : مفعول به أو نائب عن المفعول المطلق مبين لصفته منصوب بالفتحة والتقدير : عمل عملا صالحا .
فعسى : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وعسى فعل ماض جامد من أفعال الرجاء تعمل عمل كان ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
أن يكون : أن حرف مصدري ونصب ، ويكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
من المفلحين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليكون .
وجملة أن يكون في محل نصب خبر عسى .
وجملة عسى في محل رفع خبر اسم الموصول ، وهي في نفس الوقت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
وجملة أما وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة مسوقة لبيان حال المؤمنين بعد بيان حال الكافرين .
قال تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً } 21 الحشر .
لو : حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أنزلنا : فعل وفاعل . هذا : اسم إشارة في محل نصب مفعول به .
القرآن : بدل منصوب بالفتحة . على جبل : جار ومجرور متعلقان بأنزلنا .
لرأيته : اللام رابطة لجواب لو ، ورأيته فعل وفاعل ومفعول به .
خاشعاً : مفعول به ثان إذا اعتبرنا رأى قلبية ، وحال إذا اعتبرناها بصرية .
وجملة لو أنزلنا لا محل لها من الإعراب كلام مستأنف مسوق للتشبيه .
قال الشاعر :
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نداهم لنا روحاً ولا جسدا ( سيعرب لاحقا )
قال تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية } 9 النساء .
وليخش : الواو حرف عطف ، واللام لام الأمر حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويخش فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
الذين : اسم موصول في محل رفع فاعل .
لو تركوا : لو حرف شرط غير جازم ، وتركوا فعل وفاعل .
من خلفهم : جار ومجرور متعلقان بتركوا ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ذرية : مفعول به منصوب بالفتحة . وجملة ليخش عطف على ما قبلها .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين } 17 يوسف .
وما : الواو حرف عطف ، ما حجازية نافية .
أنت : ضمير منفصل في محل رفع اسم ما .
بمؤمن : الباء حرف جر زائد ، ومؤمن مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ما .
لنا : جار ومجرور متعلقان بمؤمن ، وجملة ما أنت معطوفة على ما قبلها .
ولو : الواو حرف عطف ، ولو شرطية غير جازمة .
كنا : كان واسمها . صادقين : خبر كان منصوب .
وجملة ولو كنا معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } 100 الإسراء .
قل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
لو أنتم : حرف شرط غير جازم وحقها أن تدخل على الأفعال دون الأسماء لذا لا بد من تقدير فعل يفسره ما بعده والتقدير لو تملكون أنتم ، فلما أضمر على شريطة التفسير انفصل الضمير المتصل ، فأصبح أنتم تأكيداً للفاعل المستتر في الفعل المحذوف الذي يفسره ما بعده .
تملكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة مفسرة لما قبلها لا محل لها من الإعراب .
خزائن : مفعول به منصوب بالفتحة ، وخزائن مضاف ، ورحمة مضاف إليه ، ورحمة مضاف ، وربي مضاف إليه ، وربي مضاف ، ياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
قال الشاعر :
أخلاي لو غير الحما أصابكم عتبت ولكن ما على الدهر معتب
( سيعرب لاحقا )
قال تعالى : { ولو أنهم صبروا } 5 الحجرات .
ولو : الواو حرف عطف ، ولو حرف شرط غير جازم .
أنهم : أن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .
صبروا : فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر أن .
وأن وما في حيزها في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت على رأي المبرد والزجاج والكوفيين ، أو مبتدأ لا يحتاج إلى خبر ، لأن الخبر يحذف وجوباً بعد لو ولولا على رأي سيبويه وجمهور البصريين .
قال تعالى : { ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض } 251 البقرة .
ولولا : الواو حرف استئناف ، ولولا حرف امتناع لوجود متضمن معنى الشرط .
دفع : مبتدأ حذف خبره والتقدير موجود ، ودفه مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه .
الناس : مفعول به للمصدر .
بعضهم : بدل منصوب من الناس ، وبعض مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . لبعض : جار ومجرور متعلقان بدفع .
لفسدت : اللام واقعة في جواب لولا ، وفسد فعل ماض ، والأرض فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة فسدت الأرض لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم .
وجملة لولا وما في حيزها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
قال الشاعر :
لولا أبوك ولولا قبله عمر ألقت إليك معد بالمقاليد
لولا : حرف شرط يدل على الامتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط " ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أبوك : مبتدأ مرفوع بالواو ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر بالإضافة ، والخبر محذوف وجوباً تقديره موجود .
ولولا : الواو حرف عطف ، ولولا معطوفة على ما قبلها .
قبله : قبل ظرف زمان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
معد : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب جواب لولا .
بالمقاليد : جار ومجرور متعلقان بألقت .
الشاهد : قوله " ولولا قبله عمر " حيث ذكر فيه خبر المبتدأ وهو قوله : قبله مع كون ذلك المبتدأ واقعاً بعد لولا التي يجب حذف خبر المبتدأ الواقع بعدها ، لأنه قد عوض عنه بجملة الجواب ، ولا يجمع في الكلام بين العوض والمعوض عنه .
ويجوز أن نعرب قبله ظرف متعلق بمحذوف حال ، وعليه لا شاهد في البيت ، والخبر محذوف .
والشاهد الذي جئنا بالبيت من أجله هو حذف اللام من جواب لولا في غير النفي .
قال الشاعر :
لولا الإصاخة للوشاة لكان لي من بعد سخطك في رضاك رجاء
( سيعرب لاحقا )
قال تعالى : { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور } 7 الملك .
إذا : ظرف للزمان المستقبل متضمن معنى الشرط مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه .
ألقوا : فعل ماض مبني للمجهول ، وواو الجماعة في محل رفع نائب فاعل ، والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها . فيها : جار ومجرور متعلقان بألقوا .
سمعوا : فعل وفاعل جواب الشرط ، والجملة لا محل لها من الإعراب ، لأنها جواب شرط غير جازم .
لها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال لشهيقاً ، لأنه في الأصل صفة وتقدم عليه .
شهيقاً : مفعول به لسمع .
وهي : الواو واو الحال ، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
تفور : خبر مرفوع بالضمة ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .
وجملة إذا وما بعدها لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
قال تعالى : { أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر } 79 الكهف .
أما : حرف شرط وتفصيل مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
السفينة : مبتدأ مرفوع بالضمة .
فكانت : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وكانت كان فعل ماض ناقص ، والتاء للتأنيث ، واسمها ضمير مستتر جوازاً تقديره هي .
لمساكين : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر كان ، وجملة كان في محل رفع خبر للسفينة .
يعملون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
في البحر : جار ومجرور متعلقان بيعملون ، وجملة يعملون في البحر في محل جر صفة لمساكين ، وجملة فكانت لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
قال تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر } 9 الضحى .
فأما : الفاء الفصيحة ، وأما حرف شرط وتفصيل .
اليتيم : مفعول به منصوب بالفتحة مقدم للفعل تقهر .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية جازمة .
تقهر : فعل مضارع مجزوم بلا ، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت .
قال تعالى : { فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه } 70 يوسف .
فلما : الفاء حرف عطف ، ولما ظرفية أو رابطة .
جهزهم : فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ن والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة جهز في محل جر بإضافة لما إليها .
جعل : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
السقاية : مفعول به منصوب بالفتحة ، جملة جعل لا محل لها من الإعراب جواب لشرط غير جازم .
في رحل أخيه : في رحل جار ومجرور متعلقان بجعل ، ورحل مضاف ، وأخيه مضاف إليه مجرور بالياء ، وأخي مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وجملة لما جهزهم معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها } 8 الملك .
كلما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بجوابه وهو سألهم .
ألقي : فعل ماض مبني للمجهول . فيها : جار ومجرور متعلقان بألقي .
فوج : نائب فاعل مرفوع بالضمة ، وجملة ألقي في محل جر بإضافة الظرف إليها .
سألهم : فعل ماض ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
خزنتها : فاعل مرفوع بالضمة ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة سألهم لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم .
قال الشاعر :
فطلقها فلست لها بكفء وإلا يعل مفرقك الحسام
فطلقها : الفاء حسب ما قبلها ، وطلق فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
فلست : الفاء حرف تعليل ، ليس فعل ماض ناقص ، وتاء المخاطب في محل رفع اسمها .
لها : جار ومجرور متعلقان بكفء الآتي .
بكفء : الباء حرف جر زائد ، وكفء خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
وإلا : الواو حرف عطف ، إلا مركب من حرفين أحدهما إن الشرطية والثاني لا النافية ، وفعل الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام .
يعل : فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف عرف العلة .
مفرقك : مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
الحسام : فاعل مرفوع بالضمة .
الشاهد فيه قوله : " وإلا يعل " حيث حذف فعل الشرط لأن الأداة إن وهي مقرونة بلا ، وتقدير الكلام : وإلا تطلقها يعل .
قال تعالى : { فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم } 17 الأنفال .
فلم : الفاء الفصيحة ، ولم حرف نفي وجزم وقلب ، وقد وقعت الفاء في جواب شرط مقدم أي : إذا افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم .
تقتلوهم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وضمير الغائب في محل نصب مفعول به .
ولكن : الواو حرف عطف ، لكن حرف استدراك ونصب .
الله : لفظ الجلالة اسمها منصوب .
قتلهم : قتل فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، وجملة قتلهم في محل رفع خبر لكن .
قال تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين . لترون الجحيم } 5 - 6 التكاثر .
كلا : حرف ردع وزجر لا عمل له مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
لو : حرف شرط غير جازم .
تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو في محل رفع فاعل ، والمفعول به محذوف تقديره : عاقبة التلهي والتفاخر ، وجواب لو محذوف والتقدير : لو تعلمون ما أمامكم من هول
لفعلتم ما لا يمكن وصفه ، وقد دل على الجواب المحذوف قوله تعالى : " لترون الجحيم " .
علم اليقين : علم مفعول مطلق منصوب بالفتحة على المعنى ، لأن رأى وعاين بمعنى واحد ، وقيل أصله العلم اليقين ، فهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته .
لترون : اللام جواب قسم محذوف ، وترون فعل مضارع مرفوع وعمة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، وأصله لترأيون ، فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفاً ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها ، ثم ألقيت حركة الهمزة التي عي عين الكلمة على الراء ، وحذفت لثقلها ، ثم دخلت النون المشددة التي هي للتوكيد ، فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال ، وحركت الواو بالضم لالتقاء الساكنين ، ولم تحذف لأنها لو حذفت لاختل الفعل بحذف عينه ولامه وواو الضمير .
وواو الجماعة في محل رفع فاعل . الجحيم : مفعول به منصوب بالفتحة .
قال الشاعر :
قالت بنات العم يا سلمى وإن كان فقيراً معدماً قالت وإن
قالت : قال فعل ماض ، والتاء للتأنيث .
بنات العم : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والعم مضاف إليه مجرور بالكسرة .
يا سلمى : يا حرف نداء ، وسلمى منادى مبني على الضم المقدر على الألف في محل نصب .
وإن : الواو حرف عطف على معطوف محذوف ، وإن حرف شرط جازم .
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم ، واسمه ضمير مستتر جوازاً تقديره هو . فقيراً : خبر كان منصوب .
معدماً : صفة منصوبة لفقير ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام .
وجملة الشرط وجوابه معطوفة بالواو على محذوف يدل عليه سياق الكلام أيضاً ، وتقدير هذه المحذوفات : قالت بنات العم : يا سلمى ، إن كان غنياً موسراً ترضين به ، وإن كان فقيراً معدماً ترضين به .
قالت : فعل ماض ، والتاء للتأنيث ، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي يعود إلى سلمى .
وإن : الواو حرف عطف ، إن حرف شرط جازم ، وفعل الشرط وجوابه محذوفان يدل عليهما سابق الكلام ، والتقدير : قالت : إن كان غنياً موسراً أرضى به ، وإن كان فقيراً معدماً أرضى به .
والشاهد قوله : " وإن كان … وإن " حيث حذف فعل الشرط وجوابه لدلالة سياق الكلام عليهما .
قال تعالى : { وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن } 53 النور .
وأقسموا : الواو حرف استئناف ، وأقسموا فعل ماض وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
بالله : جار ومجرور متعلقان بأقسموا .
جهد أيمانهم : جهد مفعول مطلق منصوب بالفتحة ، وجهد مضاف ، وأيمان مضاف إليه ، وأيمان مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
ويجوز في جهد النصب على الحال والتقدير : مجتهدين .
لئن : اللام موطئة للقسم ، وإن حرف شرط جازم .أمرتهم : فعل وفاعل ومفعول به .
ليخرجن : اللام واقعة في جواب القسم ، ويخرجن فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة
لتوالي الأمثال ، فقد أوضحنا هذا الحذف في الآية السابقة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والنون المثبتة نون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ولم يبن الفعل على الفتح لأن نون التوكيد لم تباشره .
وجملة وأقسموا لا محل لها من الإعراب مستأنفة .
قال تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها } 89 النمل .
من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
جاء : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو والجملة في محل جزم فعل الشرط .
بالحسنة : جار ومجرور متعلقان بجاء ، أو بمحذوف في محل نصب حال إذا اعتبرانا الباء للملابسة ، والتقدير : جاء متلبساً بها .
فله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وله جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .
خير : مبتدأ مؤخر .
منها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لخير ، أو متعلق بخير باعتباره اسم تفضيل .
وجملة جواب الشرط في محل رفع خبر من ، وجملة من جاء لا محل لها كلام مستأنف مسوق للتمهيد لختام السورة بإجمال مصير المحسن والمسيء .
قال تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي } 271 البقرة .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تبدوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل . الصدقات : مفعول به منصوب بالكسرة .
فنعما : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لأن الجواب فعل جامد ، ونعم فعل ماض جامد لإنشاء المدح ، وما نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على التمييز ، وفاعل نعم ضمير مستتر مفسر بما .
هي : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، وخبره جملة نعما ، لأنه المخصوص بالمدح ، وجملة نعما هي جملة اسمية في محل جزم جواب الشرط .
وإن تبدوا كلام مستأنف لا محل له من الإعراب مسوق لتفصيل ما أجمل في الجملة الشرطية السابقة لذلك ترك حرف العطف .
قال تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه } 41 المائدة .
يقولون : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة صفة رابعة لقوم في أول الآية .
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أوتيتم : فعل ماض مبني للمجهول في محل جزم فعل الشرط ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، والميم علامة الجمع .
هذا : اسم إشارة في محل نصب مفعول به ثان ، والمفعول الأول نائب الفاعل .
فخذوه : الفاء رابطة لجواب الشرط ، وخذوه فعل أمر وفاعل ومفعول به ، وجملة خذوه في محل جزم جواب الشرط ، واتصلت به الفاء لأنه طلبي أمر لا يصلح أن يكون جواباً للشرط . وجملة إن وما بعدها في محل نصب مقول القول .
قال تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } 76 الكهف .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
إن : حرف شرط جازم .
سألتك : فعل وفاعل ومفعول به ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
عن شيء : جار ومجرور متعلقان بسألتك .
بعدها : بعد ظرف منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه ، والظرف متعلق بمحذوف في محل جر صفة لشيء .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ولا ناهية .
تصاحبني : تصاحب فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء في محل نصب مفعول به ، وجملة لا تصاحبني في محل جزم جواب الشرط ، واتصلت به الفاء لأنه طلبي نهي .
وجملة إن سألتك في محل نصب مقول القول .
قال تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده } 160 آل عمران .
وإن : الواو حرف عطف ، وإن شرطية جازمة .
يخذلكم : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به .
فمن : الفاء رابطة لجواب الشرط ، ومن اسم استفهام إنكاري مبني على السكون في محل رفع مبتدأ . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر .
والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ، لذلك اتصلت بها الفاء .
وجملة إن يخذلكم معطوفة على ما قبلها .
الذي : اسم موصول في محل رفع بدل من اسم الإشارة .
ينصركم : ينصر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والكاف في محل نصب مفعول به .
وجمل ينصركم لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
من بعده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في مح نصب حال ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
قال تعالى : { ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً } 80 النساء .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
تولى : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره : هو .
فما : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بما ، وما نافية لا عمل لها .
أرسلناك : فعل وفاعل ومفعول به ، وجملة ما أرسلناك في محل جزم جواب الشرط هذا في الظاهر ، وعند التأمل يظهر لك أن الجواب محذوف تقديره : ومن تولى فلا يهمنك ، وعله تكون ما أرسلناك وما في حيزها مفيدة للتعليل لا محل لها من الإعراب . عليهم : جار ومجرور متعلقان بحفيظاً . حفيظاً : حال منصوب بالفتحة .
وجملة الشرط وجوابها في محل رفع خبر المبتدأ من .
وجملة من تولى معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه } 97 الإسراء .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم ليضلل .
يضلل : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
فلن : الفاء واقعة في جواب الشرط لأن جواب الشرط جملة فعلية مسبوقة بلن ، ولن حرف نصب .
له : جار ومجرور متعلقان بأولياء . أولياء : مفعول به منصوب بالفتحة .
من دونه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ، ودون مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .
وجملة من يضلل معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً } 13 الجن .
فمن : الفاء حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
يؤمن : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة من يؤمن معطوفة على ما قبلها .
بربه : جار ومجرور متعلق بيؤمن ، والضمير في محل جر بالإضافة .
فلا : الفاء رابطة لجواب الشرط ، لأنه فعل مضارع مسبوق بلا النافية ، ولا نافية لا عمل لها .
يخاف : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة لا يخاف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : فهو لا يخاف .
وجمل المبتدأ المقدر وخبره في محل جزم جواب الشرط . بخساً : مفعول به .
ولا رهقا : الواو حرف عطف ، ولا نافية لا عمل لها ، ورهقا معطوفة على بخساً .
قال تعالى : { ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً مبيناً } 48 النساء .
ومن : الواو للاستئناف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
يشرك : فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بالله : جار ومجرور متعلقا بيشرك .
فقد افترى : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية مسبوقة بقد ، وقد حرف تحقيق ، وافترى فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة جواب الشرط في محل جزم .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من .
قال تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً } 10 الفتح .
ومن : الواو حرف عطف ، ومن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ .
أوفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر في محل جزم فعل الشرط ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو .
بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول في محل جر ، وشبه الجملة متعلقان بأوفى . عاهد : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، وجملة عاهد لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
عليه : جار ومجرور متعلقان بعاهد ، وضمت الهاء مع أنها تكسر بعد الياء لمجيء سكون بعدها فيجوز الضم والكسر .
الله : لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة .
فسيؤتيه : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه جملة فعلية فعلها مضارع مسبوقة بالسين ، والسين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، ويؤتي فع مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على الله ، وهاء الغائب في محل نصب مفعول به أول ، وجملة سيؤتيه في محل جزم جواب الشرط . أجراً : مفعول به ثان .
عظيماً : صفة منصوبة لأجراً .
وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من .
وجملة من أوفى وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله } 28 التوبة .
وإن : الواو حرف عطف ، وإن حرف شرط جازم .
خفتم : فعل وفاعل ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
عليه : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب مفعول به .
فسوف : الفاء رابطة لجواب الشرط لأنه فعل مضارع مسبوق بسوف ، وسوف حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
يغنيكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء ، وكاف المخاطبين في محل نصب مفعول به مقدم ، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة .
من فضله : جار ومجرور متعلقان بيغنيكم ، ويغني مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .
وجملة إن وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون } 23 يونس .
فلما : الفاء حرف عطف ، ولما حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط .
نجاهم : فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به ، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة لما إليها .
إذا : إذا الفجائية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، رابطة لجواب الشرط سدت مسد الفاء . هم : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
يبغون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ هم .
وجملة لما وما بعدها معطوفة على ما قبلها .
قال تعالى : ( إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم ) 34 هود
إن أردت : إن حرف شرط جازم ، وأردت فعل وفاعل ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
أن أنصح : أن حرف مصدري ونصب ، وأنصح فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا .
وجملة أن أنصح في محل نصب مفعول به لأردت .
لكم : جار ومجرور متعلقان بأنصح .
إن كان : إن حرف شرط جازم ، وكان فعل ناقص .
وجملة كان في محل جزم فعل الشرط ثاني .
الله : لفظ الجلالة اسم كان مرفوع .
يريد : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .
وجملة يريد في محل نصب خبر كان .
أن يغويكم : أن حرف مصدري ونصب ، ويغوي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .
وجملة أن يغويكم في محل نصب مفعول به ليريد .
وفي هذه الآية لم يذكر جواب الشرط ، وغنما تقدم فيها على الشريطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول فينبغي أن يقدر إلى جانبه جواب ، ويكون الأصل إن أردت أن أنصح لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم .
وبناء على القاعدة التي نحن بصددها وهي : إذا تكرر شرطان بدون عاطف كان الجواب للشرط الأول ، فيقدر في الآية السابقة جواب شرط محذوف ، ويكون للشرط الأول . ويقول العكبري : حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جوابا للشرط الأول كقولك : إن آتيتني إن كلمتني أكرمتك .
فقولك : إن كلمتني أكرمتك جواب إن آتيتني .
وما قاله العكبري فيه نظر لأنه لا يتوافق مع القاعدة التي تقول : " وإن توالى شرطان فصاعدا من غير عطف فالأصح أن الجواب للسابق ، ويحذف جواب ما بعده لدلالة الأول وجوابه عليه " . (1) وقد يكون قول العكبري من باب التجويز .
ــــــــــــ
1 ـ انظر حاشية الصيان على الألفية ج3 ص 569 .
وانظر شرح الأشموني على حاشية الصبان ج4 ص 30 .
1 ـ انظر همع الهوامع للسيوطي ج2 ص465 ط1 1418 هـ تحقيق أحمد شمس الدين .