منتديات الأميرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الأميرى

منتدى تعليمى دينى ثقافى اجتماعى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى الأميرى يرحب بالعضو الجديد السيد الليثى ونتمنى له قضاء وقتا مفيدا معنا
منتدى الأميرى يرحب بالعضوه الجديده جنه الفردوس ونتمنى لها قضاء وقتا ممتعا معنا
ادارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد رجب الهلاوى ونتمنى له قضاء وقتا ممتعا معنا

 

 حروف المعانى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حروف المعانى Empty
مُساهمةموضوع: حروف المعانى   حروف المعانى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:45 am

الفصل الرابع

حروف المعاني



حروف المعاني وأقسامها :

تعريف الحرف ، وسبب تسميته :

تقسيم الحروف من حيث عملها :

الحروف العاملة . الحروف غير العاملة .

تقسيم الحروف العاملة إلى :

حروف عاملة في الجر . حروف عاملة في النصب .

حروف عاملة في الرفع . حروف عاملة في الجزم .

تقسيم الحروف من حيث مكانها في الكلام :

حروف تأتي قبل الاسم . حروف تأتي قبل الفعل . حروف تأتي قبل الاسم والفعل .



تعريف الحرف ، وسبب تسميته :

توطئة :

تعرض أكثر النحويين قديمهم وحديثهم لتعريف الحرف ، كما عرفوا الاسم والفعل ، ولم يلحق تعرفهم لهما خلاف في الرأي ، أما الحرف فلم يكن حظه من توافق الآراء مواتيا كما كان تقسيمه ، بل كان وما يزال محور خلاف النحويين ، ونحن في هذا الكتاب وحسب ما رسمنا لأنفسنا من منهج قررنا ألا نتعرض لخلافات النحويين حول مسألة من المسائل ، بل نأخذ بأيسر الأمور ، وأكثرها توافقا مع جمهور النحويين ، وكنا رأينا في هذا الباب ، ومن أجل زيادة المنفعة أن نتعرض لآراء كل من الفريقين في تعريف الحروف وتحليلها والتعليق عليها ، واستنتاج ما يمكن استنتاجه من هذه الآراء ، والتقريب بين وجهات النظر ، لعلنا نستطيع أن نصل إلى ما يرضي الدارس ، ويقنعه دون أن يبقى موزع الذهن بين موافق ، ومعارض ، فإن أصبت فيما صبوت إليه فذلك من فضل الله ، وإن جانبني الصواب يكون مما دفعتني إليه بصيرتي ، وأطلب العفو من الله ، وأن يهدينا إلى الصواب .

قبل أن نتعرض لآراء النحويين نود أن نعرض جملة من التعريفات المختلفة ذكرها صاحب كتاب إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي ، ورد عليها .

يقول البطليوسي في مسألة عن الحرف ، قال أبو القاسم الزجاجي :

" والحرف ما دل على معنى في غيره ، نحو : من ، وإلى ، وثم ، وما أشبه ذلك " .

وقد خطّأ البطليوسي أبا القاسم الزجاجي في هذا التعريف ، لأنه تعريفا ناقصا ، ولا تستقيم صحته حتى يزاد فيه " ولم يكن أحد جزأي الجملة المفيدة " أي : ما لم يكن خبرا ، ولا مخبرا عنه .

ثم قال : وعرفه سيبويه بقوله : " ما جاء لمعنى ليس باسم ، ولا فعل " .

وعلق البطليوسي على تعريف سيبويه ، بأنه أتم التعريفات فائدة ، ولو يدخله الخلل .

وتعرض البطليوسي لجملة من التعريفات ، ورد عليها ، فقال : لقد عرف الأخفش الحرف بقوله : الحرف ما لم يحسن له الفعل ، ولا الصفة ، ولا التثنية ، ولا الجمع ، ولم يجز أن يتصرف " . ثم علق على هذا التعريف بقوله : إنه خطأ ، لأن الفعل داخل في هذا التحديد ، فمن الأفعال ما لا يتصرف : نعم ، بئس ، وعسى ، وكذلك أسماء الأفعال : صه ، ومه ، وغيرها .

وأورد تعريف المبرد للحرف فقال قال أبو العباس المبرد : " الحرف ما كان موصلا الفعل إلى اسم ، أو عاطفا ، أو تابعا لتحدث به معرفة ، أو كان عاملا " .

وعلقق عليه البطليوسي بقوله : إنه فاسد أيضا ، لأن الحرف ما تأتى لمعنى الاستفهام ، ولمعنى الاستثناء ، ولمعنى النفي ، ولمعنى القسم ، والتمني ، والنهي ، وغير ذلك . ثم استعرض تعريف أبي إسحاق الزجاج للحرف فقال : قال أبو إسحاق الزجاج :

" الحرف ما لم يكن صفة لذاته ، وكان صفة لما تحته " .

نحو : مررت برجل فاضل ، ففاضل صفة لذاته .

ونحو : مررت برجل في الدار ، فقولك في الدار صفة لما تحته لا لذاته .

ورد عليه البطليوسي قائلا : إن أبا إسحق قصد بالصفة المعنوية ، لا اللفظية ، والفعل يشترك مع الحرف في هذا المعنى .

فإذا قلت : مررت برجل يضرب زيدا .

فـ " يضرب " صفة معنوية ، لا لفظية ، وكذلك الجمل الخبرية تكون صفات بمعانيها ، لا بألفاظها .

ثم استعرض تعريف أبي نصر الفارابي للحرف ، فقال : قال الفارابي في تحديد الحرف : " الأداء لفظ يدل على معنى مفرد لا يمكن أن يفهم بنفسه " .

وعلق البطليوسي عليه بقوله : لقد حده دون أن يقرن باسم ، أو كلمة ، وهذا تحديد صحيح ، وشبهه بتعريف سيبويه السابق ، وبتعريفه نفسه (1) .

كانت تلك جملة من التعريفات التي استعرضها البطليوسي في كتابه إصلاح الخلل الواقع في كتاب الجمل للزجاجي ، وتقويمه لها ورده عليها . ومن خلال استعراضنا السريع لما ذكره البطليوسي ، لم نقف فيه على جديد في تعريف الحرف ، أو وضع تعريف معين لما يمكن للنحاة الاتفاق عليه . وخلاصة ما سبق أن البطليوسي صحح ـ لا أكثر ، ولا أقل ـ لبعض النحاة تعريفاتهم التي كان يرها فيها خللا من وجهة نظره لعدم دقة تعبيرها ، ثم أقر بأن أدق التعبيرات في حد الحرف هو ما ذكره سيبويه في كتابه ، ثم ما عرفه به البطليوسي نفسه . وهذا الذي ذكرنا لا يكفي للوقوف على تعريف الحرف تعريفا دقيقا ، لأن فيه من التباين ، والاختلاف ما يضع الدارس في متاهة لا يحسن الخروج منها ، لذلك رأينا أن نستعرض آراء أئمة النحو غير الذين ذكرنا لعلنا نصل إلى جديد ، وبالله التوفيق .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ راجع كتاب إصلاح الخلل الواقع في الجمل للزجاجي ،

لعبد الله بن السيد البطليوسي ص 27 ، 31 بتصرف .



عرض الآراء : ـ

انقسم النحويون في تعريف الحرف إلى فريقين ، فريق يقول بدلالة الحرف على معنى في غيره ، وفريق يقول بدلالته على معنى في نفسه ، كما هو الحال في الاسم ، والفعل ، وسوف نستعرض معا أقوال كل من الفريقين لعلنا نصل إلى جديد .

أولا ـ آراء الفريق القائل بدلاله الحرف على معنى في غيره :

1 ـ الزمخشري : وهو أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري صاحب كتاب المفصل في علم العربية قال : " الحرف هو ما دل على معنى في غيره ، ومن ثم لم ينفك من اسم ، أو فعل يصحبه إلا في مواضع مخصوصة حذف فيها الفعل واقتصر على الحرف فجرى مجرى النائب " (1) .

2 ـ ابن يعش : موفق الدين يعش بن على بن يعش صاحب كتاب شرح المفصل ، لقد تابع ابن يعش الزمخشري في تعريف الحرف ، فقال شارحا معنى قول الزمخشري " وقولنا دلت على معنى في غيرها ـ يعني الكلمة المقصود بها الحرف ـ فصل ميزه ـ أي الحرف ـ من الاسم والفعل ، إذ معنى الاسم ،والفعل في أنفسهما ، ومعنى الحرف في غيره " (2) . ثم مثل على قوله بكلمة ( الغلام ) بأنه قد فهم منها المعرفة ، ولكن إذا ذكرت كلمة " أل " مفردة لو يفهم منها معنى ، وإذا قرنت بما بعدها من اسم أفادت التعريف فيه ، وهذا معنى دلالتها في غيرها .

3 ـ ابن عقيل : بهاء الدين عبد الله بن عقيل صاحب شرح الألفية قال : " وإن لم تدل على معنى في نفسها ـ يعني الكلمة ـ بل في غيرها فهي الحرف " (3) .

4 ـ ابن الناظم : أبو عبد الله بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن مالك صاحب الألفية قال في شرحه على ألفية والده : " هذه الحروف ـ يعني حروف الجر ـ كلها مستوية

ـــــــــــــــــ

1 ـ المفصل ص 283 .

2 ـ شرح المفصل ج8 ، ص2 .

3 ـ شرح ابن عقيل ج1 ، ص15 .



في الاختصاص بالأسماء ، والدخول عليها لمعان في غيرها " (1) .

5 ـ الحسن بن قاسم المرادي صاحب كتاب الجنى الداني في حروف المعاني قال : " وقد حد الحرف بحدود كثيرة ومن أحسنها قول بعضهم : الحرف كلمة تدل على معنى في غيرها فقط " ثم فسر ذلك بقوله : " إن دلالة الحرف على معناه الإفرادي غير متوقفة على ذكر متعلق ألا ترى أنك إذا قلت " الغلام " فهم منه التعريف ، ولو قلت " أل " مفردة لم يفهم منه معنى ، فإذا قرن بالاسم أفاد التعريف " (2) .

6 ـ وممن تابعهم من النحاة المحدثين عباس حسن فقال في كتابه النحو الوافي : " الحروف : من ، في ، على ... إلخ لا تدل كل كلمة من الكلمات السابقة على معنى ، أي معنى ، مادامت منفردة بنفسها . لكن إذا وضعت في كلام ظهر لها معنى لم يكن من قبل " . ثم قال في مكان آخر : " فالحرف كلمة لا تدل على معنى في نفسها ، وإنما تدل على معنى في غيرها فقط ـ بعد وضعها في جملة ـ دلالة خالية من الزمن " (3) .

7 ـ أبن جني : أبو الفتح عثمان بن جني صاحب كتاب اللمع في العربية قال : " والحرف ما لم تحسن فيه علامات الأسماء ، ولا علامات الأفعال ، وإنما جاء لمعنى في غيره " (4) .

ثانيا ـ الفريق القائل بدلالة الحرف على معنى في نفسه :

1 ـ من الفريق الثاني الذين عرفوا الحرف بأنه يدل على معنى في نفسه محمد بت إبراهيم النحاس الحلبي صاحب كتاب إعراب القرآن ، فقد ورد في كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي نقلا عن بغية الوعاة ما نصه : " كان محمد بن إبراهيم النحاس الحلبي النحوي يذهب إلى أن الحرف معناه في نفسه على خلاف قول النحاة قاطبة

ـــــــــــــــ

1 ـ شرح ابن الناظم على الألفية .

2 ـ الجنى الداني ص20 ، 22 .

3 ـ النحو الوافي ج1 ، ص62 ، 63 .

4 ـ اللمع ص 91 .



أن معناه في غيره " ، وقد تابعه في هذا الرأي أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 هـ ، قال ابن هشام في شرح اللمحة البدرية : " والثاني دعوى دلالة الحرف على معنى في غيره وهذا وإن كان مشهورا عند النحويين إلا أن الشيخ بهاء الدين أبن النحاس نازعهم في ( التعليقة ) وزعم أنه دال على معنى في نفسه ، وتابعه المؤلف ( ابو حيان ) في شرح التسهيل " (1) .

واستطرد الفضلي قائلا : " وأشار الدكتور هادي نهر في هامشه على اللمحة البدرية إلى دليل ابن النحاس بالتالي : وحجة ابن النحاس في دلالة الحرف على معنى في نفسه هي أنه إذا خوطب بالحرف من لا يفهم موضوعه لغة كان كذلك ، وإن خوطب به من يفهمه فإنه يفهم منه معنى ، عملا بفهمه موضوعَه لغة ، كما إذا خوطب بـ " هل " من يفهم أن موضوعها الاستفهام ، وكذلك سائر الحروف ، قال : والفرق بينه وبين الاسم والفعل أن المعنى المفهوم منه مع غيره أتم من المعنى المفهوم منه في حال الإفراد بخلافهما ، فالمفهوم منهما في التركيب غير المفهوم منهما في الإفراد " (2) .

وبعد أن استعرضنا أقوال الفريقين يمكننا أن ندرك أن الفرق واضح بين الرأيين ، فالفريق الأول ـ ويشمل جل النحويين ـ مجمع على أن معنى الحرف لا يدرك في حالة انفراده ، أي إذا لم يكن الحرف في بناء من أبنية الكلام المفيد ، كأن نذكر حرف الجر " في " ، أو " إلى " دون ارتباطه بكلام لآخر في جملة مفيدة يحسن السكوت عليها ، وإنما يدرك معنى الحرف ، أو يكون له دلالة لغوية عندما يكون في جملة مفيدة ، لأنه يكتسب معناه ، أو يظهر معناه الكامن في ذاته من خلال تلاحمه مع مفردات الجملة المساندة له ، وهذا معنى قولهم "في غيره " ، فالضمير في غيره عائد إلى الألفاظ ، بمعنى أن الحرف لا يظهر معناه إلا من خلال انضمامه إلى ألفاظ أخرى ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ، 2 ـ اللامات للدكتور عبد الهدى الفضلي ص 56

نقلا عن شرح اللمحة البدرية ج1 ، ص214 .



فكلمة " في " مثلا لا يظهر معناها إلا إذا انضمت إلى كلمات أخرى ، كأن تقول : في الإبريق ماء .

فمعنى الظرفية الذي تدل عليه " في " لم يظهر إلا من خلال انضمامها إلى كلمة " ماء " ، و كلمة " الإبريق " . وشأن الحرف في ظهور معناه في هذه الحالة ، كشأن المبتدأ والخبر ، فكل منهما متمم الفائدة للآخر ، أي لا يتم معنى المبتدأ باعتباره مبتدأ إلا حيث وجد معه الخبر ، وكذلك الحال بالنسبة للحرف ، فمعناه لا يظهر إلا حيث كان معه كلام آخر يوضح دلالته .

أما رأي الفريق الثاني وقد قال به قلة من النحاة ندرك منه أن دلالة الحرف عندهم لا تحتاج إلى مساعد ، أو بتعبير أوضح لا يحتاج إلى بناء لغوي يلتحم معه حتى تظهر دلالته ، وإنما تظهر دلالته في نفسه ، أي منفردا ، كما تظهر حين ارتباطه بكلام آخر ، وهذا ما قصده أصحاب هذا الرأي من عبارة " في نفسه " ، أي أن الحرف يدل على معناه منفردا ، أو ضمن جملة مفيدة ، كما تدل الأسماء ، والأفعال على معناها منفردة ، أو ضمن جملة ، ومثال ذلك إذا قلنا " تحت " فإنها تدل على معنى في حالة انفرادها ، كما تدل على نفس المعنى في حالة تركيبها في جملة ، كقولنا " جلست تحت الشجرة " فدلالة " تحت " وهي اسم منفرد على معنى التحتية كدلالتها على نفس المعنى وهي في بناء لغوي مفيد ، وكذلك إذا قلنا " على " وهو حرف جر يدل على معنى العلو منفردا ، كما يدل على نفس المعنى عندما يكون في جملة مفيدة ، كأن نقول : " الكتاب على المكتب " ، أو " العصفور على الغصن "

وخلاصة القول أن المقصود من دلالة العبارة التي قال بها أصحاب الرأي الثاني " في نفسه " هو أن الحرف يدل على معنى سواء أكان منفردا ، أم في تركيب من تراكيب الكلام المكون لجملة مفيدة .

وفي رأيي المتواضع أن الحرف وإن لم يدل دلالة واضحة على معناه في حالة انفراده ، كما هو الحال في قسيميه من تقسيم الكلمة " الاسم ، والفعل " إلا أنه يحمل في نفسه دلالة ولو خفية يلمحها من تفهم موضوعه لغة ، وأعني بذلك من كان ذا نظر ثاقب ، وفاحص في دراسة النحو ، ولديه إدراك واع لسبر أغوار الحرف ، والوقوف على معناه الخفي ، ولم يكن هذا الأمر مقصورا على الحرف وحده من تقسيم الكلمة ، بل هو أيضا في الاسم والفعل ، وإن كان الأخيران أوضح معنى في حال انفرادهما .

والحرف من وجهة نظري كحجر غير مستو موضوع مع حجارة أخري مستوية ، فهو لا يظهر نفعه في نظر الإنسان العادي ، أما في نظر صاحب الصناعة ، وأعني " البناء " الذي يبني الجدار ، فهو ذو نفع منفردا ، وغير منفرد كغيره من بقية الحجارة المستوية ، وإن كان نفعها يظهر واضحا في نظر الجميع ، فنفعه يكون أكثر وضوحا عندما يشيد به بناء متكامل مع بقية الحجارة المستوية الأخرى . فإذا عوضنا في تمثيلنا السابق عن الحجر غير المستوي بالحرف ، وعن الحجارة المستوية بالاسم ، أو الفعل ، أو بهما معا فإننا نلحظ المعنى المراد من ذلك التمثيل . فالحرف يصدق عليه ما يصدق على ذلك الحجر غير المستوي ، فهو قليل النفع ، أو لا قيمة لغوية له منفردا ، أو لا يكون واضح الدلالة إذا لم يكن في بناء لغوي مفيد ، وهو مع ذلك يحتفظ في نفسه بمعنى يلمحه المشتغل بصناعة اللغة ، والأمر نفسه يكون في الاسم والفعل ، وإن كانت دلالة كل منهما الإفرادية ، والقيمة اللغوية لهما أكثر وضوحا ، وأجلى رؤية من الحرف ، ولكن إذا ما وضع كل منهما في بنية الجملة كان المعنى أظهر ، وأبين ، والقيمة اللغوية حاصلة .

ويمكننا أن نوضح ما ذهبنا إليه آنفا بالتمثيل العملي على النحو التالي :

فإذا قلت " في " ، أو " إلى " ، أو " من " فهي أحرف جر قد لا يظهر معنى كل منها منفردا لغير المتخصص في دراسة النحو ، أو لمن لا يستوعب موضوعها في اللغة ، بينما يظهر معناها منفردة ولو بصورة ضئيلة يلمحها من هو على فهم بموضوعها لغة ، فحرف الجر " في " لا بد وأن يوحي إلى المخاطب به ، أو الدارس بصفة عامة معنى معين يستوحى منه أن هذا الحرف هو أحد أحرف الجر ، وقد تكون الرؤية في ذهنه أوضح عندما يعرف أنه أيضا يدل على الظرفية ، ولكن متى وضع هذا الحرف " في " ، أو غيره من الحروف الأخرى في جمل مفيدة يبرز معناه الذي كان يلمح لمحا ، ويكون واضحا جليا للمتخصص ، بل وربما لغير الدارس المتخصص ، ويدرك أن معنى " في " يفيد الظرفية المكانية إلى جانب الربط بين جزئي الكلام الذي يشكل معه الجملة المفيدة ، كأن نقول مثلا " الكتاب في الحقيبة " ، فلو نزعنا حرف الجر من بين جزئي الجملة ، وهو الكتاب من جانب ، والحقيبة من جانب آخر لصبح معنى كل من الاسمين لا يفيد معنى يحسن السكوت عليه ، وإن كان لكل منهما معناه الانفرادي في نفسه ، وهو معنى أوضح من ذلك المعنى الذي يحمله حرف الجر " في " ، ولكن متى وضعت الألفاظ الثلاث في تركيب واحد وثق الحرف عرى المعاني الظاهرة والخفية في كل من الاسمين من ناحية ، وفي نفسه من ناحية أخرى ، ولو كان الأمر غير ذلك لكان بإمكان الاستغناء عن الحرف كلية وهذا لا يصح . وما قلته في الحرف أقوله أيضا في الاسم والفعل ، وإن كان المعنى الانفرادي لكل منهما أكثر وضوحا من معنى الحرف ، وإذا ما وضع كل منهما في جملة مفيدة كانا أكثر وضوحا ، وأشد التصاقا لإظهار المعنى العام الذي يراد منهما.

ولا يخفى علينا أن هناك بعض التراكيب اللغوية التي تدل دلالة أكيدة على أن الحرف قد يفيد دلالة انفرادية أي : " في نفسه " ، وإن كانت هذه الدلالة غي جلية كما هو الحال في الاسم ، والفعل ، ولكنها مع ذلك دلالة توحي ولو من بعيد بأن الحرف لا يخلو من معنى في نفسه ، ومن هذه التراكيب قولهم : " رغبت في " فحرف الجر " في " في التركيب السابق هو الذي حدد المعنى المطلوب ، وهو الرغبة في الشيء ، وكذلك الحال إذا قلنا : " رغبت عن " فالحرف " عن " هو الذي حدد معنى عدم الرغبة ، والله أعلم .

وهناك نقطة أخيرة سنعرج عليها بالحديث عن الحرف ، وهي تسمية الحرف حرفا ، وما حول هذه التسمية من خلاف أيضا .

ذكر بعض النحويين إنما سمي الحرف كذلك لأنه طرف في الكلام ، وفضلة ، وهو يعني في اللغة طرف كل شيء وشفيره وحدُّه (1) . فقالوا حرف الجبل أي حدّه وهو أعلاه المحدد . وقال البعض : سمي كذلك لنه يأتي على وجه واحد . والحرف لغة هو الوجه الواحد ، ومنه قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف }2 .

أي : يعبده على السراء ، فإذا نزلت به الضراء انقلب ، وانقطع عن العبادة ، فكانت عبادته لله على غير تمكن ، وطمأنينة ، ويبدو أن الحرف سمي حرفا لأنه طرف في الكلام ، كما أوضحنا ، وأما قوله تعالى : { ومن الناس من يعبد الله على حرف } ، فهو راجع إلى هذا المعنى ، لأن الشاك كأنه على طرف من الاعتقاد وناحية منه (3) .



ثانيا ـ تقسيم الأحرف من حيث عملها :

تنقسم الحروف من حيث الإعمال ، والإهمال إلى قسمين : ـ

1 ـ أحرف عاملة : وهي الحروف التي إذا دخلت على الاسم ، أو الفعل أثرت في إعرابه ، وغيرته من حالة إعرابية إلى حالة أخرى مغايرة لما كان عليه الاسم ، أو الفعل قبل دخول الحرف عليه ، فإذا دخل حرف الجر على الاسم عمل فيه الجر ، كأن نقول : الطلاب في الفصول ، فكلمة الفصول أصبحت مجرورة بفعل حرف الجر " في " وعمله ، وكذلك إذا دخل حرف النصب " لن " على الفعل ، كأن نقول : لن أقول غير الحقيقة . نجد أن الفعل " أقول " قد تغير شكل أخره بفعل حرف النصب فيه ، فقد عمل فيه النصب ، وهكذا بقية الحروف العاملة ، فهي تنزل بما بعدها من الأسماء ، والأفعال الرفع ، أو النصب ، أو الجزم ، أو الجر ، وسنبين ذلك مفصلا في موضعه إن شاء الله .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ القاموس المحيط ج3 ، ص 126 .

2 ـ 11 الحج .

3 ـ الجنى الداني للمرادي ص 24 ، 25 .



2 ـ حروف غير عامله : وهي الأحرف التي إذا سبقت الاسم ، أو الفعل لا تعمل فيه ، ولا تؤثر عليه إعرابيا ، كحروف النداء قبل الاسم ، وحروف الاستفتاح ، والسين ، وسوف ، وقد قبل الفعل ، وغيرها من بقية الحروف غير العاملة ، والتي سنذكرها مفصلة في موضعها . وقد حصر النحاة الحروف العاملة ، وغير العاملة في عدد معين ، وإن كان هذا العدد قل عند البعض ، وزاد عند البعض الآخر بسبب إدخال بعض الحروف في مواضع مختلفة عند بعض النحاة ، وحذفها ، أو عدم العمل بها عند آخرين ، وقد تتبعت هذه الحروف في جل كتب النحو ، واستطعت الوقوف على ستة وتسعين حرفا عاملة ، وغير عاملة .



أقسام الحروف العاملة : ـ

تنقسم الحروف العاملة إلى أربعة أقسام :

أولا ـ حروف تعمل الجر ، ويتراوح عددها ما بين سبعة عشر حرفا في المفصل للزمخشري ، وبين العشرين في الأشموني ، وشرح ابن عقيل ، والثلاثة وعشرين حرفا في رصف المباني ، وإليكها كما ذكرها الزمخشري :

الباء ، التاء ، اللام ، الكاف ، الواو ، من ، عن ، في ، مذ ، إلى ، على ، حتى ، منذ ، حاشا ، خلا ، عدا . وقد أضاف عليها الأشموني ، وابن مالك : كي ، لعل ، متى .

وأضاف عليها المالقي : مُن بضم الميم ، ومعْ الساكنة العين ، ولولا .

فالحروف التي ذكرها الزمخشري لا حاجة لنا في الحديث عنها لأنها مفصلة في باب المجرورات ، أما زيادة " كي ، لعل ، متى " عند ابن عقيل والأشموني فسنفصل الحديث فيها الآن .



1 ـ كي :

إن منشأ الخلاف حول اعتبار " كي " حرفا من حروف الجر أو عدمه يرجع إلى أن " كي " لها استعمالات أخرى غير الجر وهي :

أ ـ تأني حرفا مصدريا ونصب بمعنى " أن " ، وغلب ورودها مع اللام لفظا نحو : نحو : ادرس لكي تنجح . أو تقديرا ، نحو : ادرس كي تنجح .

124 ـ ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج }1 .

فهي ناصبة للفعل بنفسها لاقترانها بلام التعليل ، وإذا لم تتصل باللام يجوز فيها أن تنصب بنفسها ، أو بأن المصدرية المقدرة .

125 ـ كقوله تعالى : { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها }2 .

ومتى سبقت " كي " بلام التعليل الجارة كانت حرفا ناصبا ليس غير ، والمصدر المؤول منها ومن الفعل يعرب في محل جر بلام التعليل .

كقوله تعالى : { لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم }3 .

وإذا لم تتصل باللام فيجوز فيها أن تكون تعليلية جارة للمصدر المؤول من " أن " المضمرة وجوبا ، والفعل المضارع بعدها (4) .

نحو : عاقبت المهمل كي يعمل الواجب .

ب ـ تأتي حرفا للتعليل ، ولا تجر إلا " ما " المصدرية والفعل بعدها مرفوع .

38 ـ كقول عبد الأعلى بن عبد الله :

إذا أنت لم تنفع فضر فإنما يرجى الفتى كيما يضر وينفع

وكذلك إذا جاء بعدها " ما " الاستفهامية .

نحو : كيم فعلت ذلك ؟ أي : لم فعلت ذلك ؟

وفي رأيي من هذا التصور لمفهوم " كي " اختلف النحاة في اعتبارها حرفا للجر ، أو عدم اعتبارها ، لأنها لم تتخصص للجر كغيرها من حروف الجر ، أو لغرابة الجر بها ، فهي لا تجر كما ذكرنا إلا " ما " المصدرية ، أو " ما " الاستفهامية ، أو المصدر المؤول من " أن " والفعل المضارع .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 37 الأحزاب . 2 ـ 13 القصص .

3 ـ 17 الحشر .

4 ـ انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ، ص 255 .



2 ـ لعل :

إن المتداول في الاستعمال بين النحاة ، أن تكون لعل حرفا مشبها بالفعل من أخوات إن ، يفيد الترجي ، وهو الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .

كما تفيد الإشفاق ، والتعليل .

126 ـ نحو قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }1 .

أو الاستفهام . نحو قوله تعالى : { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا }2 .

أما استعمالها كحرف من حروف الجر فهذا هو المستهجن لأنها لا تكون كذلك إلا في لغة عقيل ، وما استخدم في لغات بعض القبائل لا يطبق كقاعدة عامة .

ومن أمثلة استعمالها حرف جر في لغة عقيل قول الشاعر * :

لعل الله فضلكم علينا بشيء أن أمّكم شرِيم

ومنه قول كعب بن سعد الغنوي :

" لعل أبي المغوار منك قريب "

والشاهد في البيتين السابقين قوله : لعل الله ، ولعل أبي ، فلعل حرف ترج وجر شبيه بالزائد ، وجر بها لفظ الجلالة ، ولفظ أبي على لغة عقيل .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كون " لعل " وردت في البيتين السابقين ، أو في غيرهما على قلة ، وفي لغة بعض القبائل ، وربما ورد ذلك خطا من القائلين ، أو ممن نقل عنهما ، هل تعتبر لعل حرفا من حروف الجر ؟ سأترك الأجابة للدارس يحكم العقل ، والمنطق ، ويقرر .



3 ـ متى :

الجر بها لغة هذيل ، وقد عدها النحاة بمعنى " من " ، أو " في " .

يقولون : أخرجها متى كمه ، والمعنى : من كمه .

ومنه قول عمرو بن كلثوم :

أخيل برقا متى حاب له زجل إذا يفتر من توماضه حلجا

ــــــــــــــــ

1 ـ 44 طه . 2 ـ 1 الطلاق .



39 ـ ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي :

شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج

الشاهد في البيتين قولهما : متى حاب ، ومتى لجج . حيث جُرت حاب ، ولجج بـ " متى " في لغة هذيل . وفي رأيي أن هذه لهجات لا يعتد بها .

أما ما زاده المالقي من حروف جارة فهو : مُن ، ومعْ ، ولولا .

1 ـ مُن :

حرف جر للقسم ، ولا تدخل إلا على كلمة " الرَّب " ، ويجوز في نونها الإظهار ، والإدغام مع راء " رب " ، ويعلق صاحب رصف المباني عليها بقوله : " والأظهر عندي أن تكون اسما مقتطعا من " ايمُن " التي هي اليمن عند سيبويه رحمه الله ، وجمع " يمين " عند الفراء ، إذ قالوا : ايمن الله لأفعلن ، وقد استدل المالقي على ما ذكر بوجهين :

أحدهما : أن معنى " من ربي " ، و " ايمن الله " واحد ، وليست حرف جر لأنها لو كانت حرف جر لأوصلت ما بعدها إلى ما قبلها ، ولا يستقيم هنا أيضا لها لفساد المعنى .

والثاني : أنّا وجدنا " ايمن " يحذف منها النون فيقال " ايم الله " والألف والياء والنون فيقال : " مَ الله " بالفتح والضم والكسر ، ولا يبعد أن تحذف ألفها وباؤها فتبقى

" مُن " فيكون هذا الحذف من التصرف فيها به ، كما تصرِّف فيها بغيره من الحذف ، إلا أنها لما لزمت الرفع بالابتداء في القسم لا غير ، واتصلت بالمقسم به اجتمعت ضمة ميمها مع ضمة نونها ، مع حركة ما بعدها فجرت مجرى " طُنُب " ، و " عُنُق " فخففت بالسكون فقيل " طُنْب " ، و " عُنْق " ، ولذلك جاز إظهار نونها مع الراء دلالة على أصل التحريك (1) .

ونخلص من كلام المالقي أن " مُن " تكون اسما ، ولا تكون حرفا استنادا لما دلل به ،

ــــــــــــــــ

1 ـ رصف المباني ص 391 ، 392 .



ناهيك ‘ن إهمال النحاة لها كحرف من حروف الجر ، وعدم ذكرها البتة .

2 ـ معْ :

ومن الحروف التي ذكرها المالقي ضمن حروف الجر " معْ " بتسكين العين ، فقال : " أعلم أن " مع " تكون ساكنة العين ، وتكون متحركتها ، فإذا كانت متحركتها فهي اسم مضاف إلى ما بعدها منصوب على الظرفية ، وتنون فيقال : معا .

فمثال مجيئها اسما 127 ـ قوله تعالى : { إن مع العسر يسرا }1 .

ومنه قوله تعالى : { قال كلا إن معي ربي سيهدين }2 .

ومثال مجيئها منونة غير مضافة قولنا : جاء الرجلان معا ، وهي حينئذ حال منصوبة .

ومنه قول امرئ القيس :

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل

40 ـ ومنه قول الصمة القشيري :

حننت إلى ريا ونفسك باعدت مزارك من ريا وشعباكما معا

وإذا سكنت عينها فهي غذ ذاك حرف جر معناه المصاحبة ، والعامل فيها فعل وما جرى مجراه كسائر حروف الجر ، ولا يحكم فيها بحذف ، ولا وزن ، ولا يسأل عن بنائها لثبوت الحرفية فيها " (3) .

ومن الأمثلة على حرفيتها قول الراعي النميري كما ورد في كتاب سيبويه ، وهو 41 ـ لجرير في ديوانه :

فريشي منكم وهواي معْكم وإن كانت زيارتكم لماما

الشاهد في البيت قوله : معْكم ، فهي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لـ " هواي " ، والتقدير : هواي كائن معكم .

ــــــــــــــــ

1 ـ 6 الشرح . 2 ـ 62 الشعراء .

3 ـ رصف المباني ص 394 .



ولا يخفى ما في ذلك من توهم لأن " مع " ظرف يفيد المصاحبة ، وقبل بدخول حرف الجر عليه ، وينون ، ولكن ربما يكون لمن قال بحرفيته العذر على اعتبار تسكين حرف العين ، فيكون التسكين قد أخرج الكلمة من الظرفية إلى الحرفية .

3 ـ لولا :

عد كثير من النحويين " لولا " ضمن حروف الجر ، إذا اتصل بها الضمير ، سواء أكان مخاطبا ، نحو : لولاك ، أم غائبا ، نحو : لولاه ، أم متكلما ، نحو : لولاي ، ومن ذهب من النحاة هذا المذهب : سيبويه ، وأصحابه ، فقال : " لولاك ، ولولاي ، إذا أضمرت الاسم فيه جُرَّ " (1) .

ويعني بقوله هذا : أن لولا إذا اتصل بها الضمير تكون حرف جر ، والضمير في محل جر بها ،

42 ـ كقول رؤبة :

وكم موطن لولاي طحت كما هوى بأجرامه من قلة النبق منهوي

الشاهد : لولاي ، حيث جر الضمير بـ " لولا " ، وهي من حروف الابتداء بدليل أن تلاها ضمير ظاهر منفصل ، وما بعدها يكون مرفوعا على الابتداء ، وخبره واجب الحذف ، نحو : لولا أنت لفعلت كذا .

فلولا : حرف امتناع لوجود " امتناع الجواب لوجود الشرط ، والضمير الظاهر المنفصل في محل رفع مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره : موجود .

ومن النحاة من يميل إلى ما قاله الأخفش ، وبعض الكوفيين : بأن " لولا " تيقى على عملها وهو : الرفع إذا تلاها ضمير مظهر ، نحو لولاك ، ولولاي ، ولولاه .

واستدل على صحة رأيه من وجهين :

1 ـ أن مجيء لولا حرف جر يعني ذلك دخول حرفين على معمول واحد ، ويقصد بالحرفين " لو " ، و " لا " لأن لولا مركبة منهما ، وهذا غير موجود في كلام العرب .

2 ـ إذا جعلنا " لولا " حرف جر فإنها تحتاج إلى ما تتعلق به ، لأنها ليست زائدة ،

ــــــــــــــ

1 ـ كتاب سيبوبه ج2 ، ص 373 .



كالباء في بحسبك ، وليس في الكلام ما تتعلق به ، ولا تُقَدر متعلقة به ، ناهيك عن كونها تأتي في أول الكلام ، ولا تحتاج إلى كلام قبلها ، وتكون جوابا له ، وهذا كله معدوم في حرف الجر ، والحكم عليها بأنها حرف خفض ضعيف ، والأولى أن يحكم عليها بالبقاء على كونها حرف ابتداء عند من يرى ذلك (1) .



ثانيا ـ حروف تعمل النصب في الأسماء ، وحروف تعمل النصب في الأفعال :

النوع الأول ويشمل : إنَّ ، أنَّ ، إنْ ، أنْ ، كأنَّ ، لكنَّ ، ليت ، لعل ، ولا النافية للجنس ، " وغنَّ " عند بعض النحاة وسنفصل القول عنها في موضعه .

النوع الثاني ويشمل : أنْ المصدرية ، لن ، إذن ، كيما ، كي ، فاء السببية ، واو المعية ، لام الجحود ، لام التعليل ، حتى ، وحتى ، وذلك عند من عمل بالحروف السابقة دون إضمار " أن " المصدرية .

لقد تعرضنا لنواصب الأسماء مفصلا في بابها ، إلا " غَنَّ " ، وقد جعلها صاحب رصف المباني نظير " لعل " ، و " أنَّ " حيث نصب بها الاسم ، ورفع بها الخبر ، واستشهد على قوله هذا بقول : أبي النجم العجلي نقلا عن أبي القالي في أماليه

" وأغدُ لغَنَّا في الرهان نرسله " (2) .

غير أن الرواية التي أوردها المالقي غير صحيحة فقد وردت في العقد الفريد " لعَنَّا " بالعين ، وليس بالغين من قصيدة :

لأبي النجم العجلي طويلة ، ومطلعها (3) :

ثم سمعنا برهان نأمله قِيد له من كل أفق نرسله

فقلت للسائس قدْه اعجله واغدُ لعَنَّا في الرهان نرسله

ـــــــــــــــــــ

1 ـ كتاب سيبوبه ج2 ، ص 373 .

2 ـ رصف المباني ص 438 .

3 ـ العقد الفريد لبن عبد ربه ج1 ، ص 172 .



أما الحروف التي تعمل النصب في الأفعال فقد ذكرنا أيضا مفصلة في بابها ولا حاجة لإعادتها .

ثالثا ـ حروف تعمل الرفع في الأسماء ، وهي : ما ، ولا ، ولات ، وإن المشبهات بليس ، وقد وردت تلك الحروف في بابها .

رابعا ـ حروف تعمل الجزم في الأفعال وهي : لم ، لمّا ، إنْ ، إذما ، لا الناهية ، وقد ذكرنا : لم ، ولما ، ولا الناهية في باب الحروف الجازمة للفعل المضارع .

وإن ، وإذما في باب أدوات الشرط الجازمة لفعلين فتبين ذلك رعاك الله .

2 ـ الحروف غير العاملة :

هي الحروف التي إذا سبقت الاسم ، أو الفعل لا تعمل فيه كما ذكرنا ذلك في موضعه ، ومنها ما لا يسبق الاسم ، ولا الفعل ، وتسمى الحروف الجوابية ، وإليك الحروف غير العاملة برمتها :

الألف ، الهمزة ، الميم ، النون ، الفاء ، السين ، الهاء ، الياء ، أجل ، إذا الفجائية ، أل ، ألا ، ألاّ ، إلاّ ، أم ، أما ، أمّا ، إمّا ، أو ، أيّ ، إي ، أيا ، إيّا ، بجل ، بل ، بلى ، ثم ، جلل، جير ، إذ ، كلاّ ، لكنْ ، لو ، لوما ، نعم ، قد ، سوف ، ها ، هيا ، هل ، هلاّ ، وا ، وي ، يا .



تقسيم الأحرف من حيث مكانها في الكلام :

تنقسم جميع الحروف عاملة ، وغير عاملة من حيث مكانها في الكلام إلى ثلاثة أقسام :

1 ـ حروف تأتي قبل الاسم .

2 ـ حروف تأتي قبل الفعل .

3 ـ حروف تأتي قبل الاسم ، والفعل .



أولا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم :

1 ـ حروف الجر : وهي حروف عاملة الجر في الاسم .

2 ـ حرف الاستثناء : إلا ، وهو حرف عامل النصب في الاسم ، وذكر في بابه .

3 ـ حروف النفي : وهي تعمل النفي في الاسم ، ويكون بعدها مرفوعا ، وذكرت في بابها .

4 ـ الحروف المشبهة بالفعل " إن وأخواتها " ، ولا النافية للجنس ، وكلها تعمل النصب في الاسم ، وقد ذكر كل منهما في بابه .

5 ـ حروف النداء ، وهي حروف غير عاملة ، وذكرت في باب النداء .

6 ـ واو المعية ، وفي عملها خلاف بين النحاة ، راجع ذلك في باب المفعول معه .

7 ـ حرفا المفاجأة : إذا ، وإذ ، وهما غير عاملين .

نحو : خرجت فإذا رجل بالباب . الاسم بعدها مبتدأ ، وخبره واجب الحذف .

ونحو : علمت أن صديقي قد شفي إذ هو مريض . ما بعدها مبتدأ وخبر .



8 ـ حرفا التفصيل : أمّا ، وإمّا ، وهما غير عاملين .

أ ـ أمّا : وتأتي :

1 ـ حرف شرط غير جازم تلازم الفاء جوابها كثيرا .

128 ـ نحو قوله تعالى : { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }1 .

2 ـ حرف تفصيل وجوابه مقترن بالفاء وجوبا .

129 ـ نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر }2 .

3 ـ وتأتي حرف توكيد ، 43 ـ كقول الشاعر :

أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من مقام

تنبيه : يلاحظ أن " أمّا " التفصيلية يشتبه بها لفظان آخران هما :

ــــــــــــــــ

1 ـ 36 البقرة . 2 ـ 9 ، 10 الضحى .



أ ـ أحدهما مركب من " أم " المنقطعة ، و " ما " الاستفهامية .

130 ـ نحو قوله تعالى : { أمّا ذا كنتم تعلمون }1 .

ب ـ والثاني مركب من " أن " المصدرية ، و " ما " التي هي عوض من " كان " (2) .

44 ـ كقول العباس بن مرداس :

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع

2 ـ إمّا : وتأتي :

أ ـ حرف تفصيل .

131 ـ كقوله تعالى : { إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا }3 .

ومنه قول الشاعر :

سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها

ب ـ حرفا للإباحة ، نحو : زرنا إما اليوم وإما غدا .

ج ـ حرفا للشك ، نحو : خرج من المسجد إما محمد وإما محمود .

د ـ حرفا للإبهام .

132 ـ كقوله تعالى : { وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم }4

هـ ـ حرفا للتخيير .

133 ـ كقوله تعالى : { إما أن تلقي وإما أن نكون أول الملقين }5 .

ح ـ وتأتي مركبة من " إن " الشرطية ، و " ما " الزائدة .

134 ـ نحو قوله تعالى : { إما تخافن من قوم خيانة فانبِذ إليهم }6 .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 84 النمل .

2 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج ، ص

3 ـ 3 الإنسان . 4 ـ 106 التوبة .

5 ـ 65 طه . 6 ـ 58 الأنفال .



45 ـ ومنه قول الشاعر :

أيا راكبا إما عرضت فبلغن نداماي من نجران أن لا تلاقيا

9 ـ حروف التنبيه ، وهي : ها ، يا ، أما ، ألا ، وكلها غير عاملة .

أ ـ ها : حرف تنبيه يدخل على الآتي :

1 ـ أسماء الإشارة ، نحو : هذا ، هذه ، هذان ، هاتان ، هؤلاء .

135 ـ ومنه قوله تعالى : { هذا سراط مستقيم }1 .

2 ـ على ضمير الرفع . نحو : ها أنا ذا . وتكتب أيضا " هأنذا " .

136 ـ ومنه قوله تعالى : { ها أنتم أولاء تحبونهم }2 .

3 ـ وتدخل على " أي " ، و " أية " وصلتي النداء للمنادى المعرف بأل .

نحو قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله }3 .

137 ـ وقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة }4 .

4 ـ وتدخل على إنَّ المشبهة بالفعل . نحو : ها إن محمدا قادم .

ومنه قول النابغة :

ها إنَّ تا عذرة إنْ لم تكن نفعت فإن صاحبها قد تاه في البلد

ب ـ يا : حرف تنبيه إذا لم يليها منادى ظاهر .

138 ـ نحو قوله تعالى : { يا ليتني مت قبل هذا }5 .

ومنه قوله تعالى : { ألا يا اسجدوا لله الذي يخرج الخبء }6 .

على قراءة من أفرد " يا " وجعل اسجدوا فعل أمر ، وهي قراءة الزهري والكسائي (7) .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 36 مريم . 2 ـ 119 آل عمران .

3 ـ 20 الأنفال . 4 ـ 27 الفجر .

5 ـ 23 مريم . 6 ـ 25 النمل .

73 ـ رصف المباني ص 514 .



47 ـ ومنه قول الشاعر :

ألا يا اسلمي ثم اسلمي ثم اسلمي ثلاث تحيات وإن لم تكلمي

ومنه قول الآخر :

يا هل تعود سوالف الأزمان أو لا فمتصرف إلى الحدثان

وقال بعض النحاة : إن " يا " فيما سبق حرف نداء ، والمنادى محذوف للعلم به ، والتقدير : يا قوم في الآيتين ، وفي الشاهد الأخير ، ويا فلانة في الشاهد الأول .

أما إذا تلا " يا " المنادى كانت حرف نداء للقريب ، والوسط والبعيد ، ومن في حكم المنادى كالنائم ، والساهي .

نحو : يا معلم ارع تلاميذك ، ويا محمد لا تهمل الواجب .

ونحو : يا طالعا جبلا . ويا نائم استيقظ . وللمزيد راجع باب النداء .

ج ـ أما : حرف تنبيه ، واستفتاح للحال ، وكثيرا ما يليها القسم .

نحو : أما والله لأعاقبن المسيء .

وتستفتح بها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .

مثال الاسمية : أما محمد قائم .

ونحو : أما إن المعلم المعلم بعلمه يخدم المجتمع بعلم فذلك أمر لا ريب فيه .

ومثال الفعلية : أما قام أخوك . وأما استيقظ محمد .

48 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :

أما والذي أبكى وأضحك والذي أمات وأحيا والذي أمره الأمر

د ـ ألا : حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية، والاسمية ، كما هو الحال في " أما " .

139 ـ نحو قوله تعالى : { ألا يوم يأتيه ليس مصروفا عليهم }1 .

ومثال دخولها على الأسماء .

ـــــــــــــــ

1 ـ 8 هود .



140 ـ قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }1 .

ومنه قوله تعالى : { ألا لعنة الله على الظالمين }2 .

ومنه قول لبيد :

ألا كل شيء ما خلا الله باطلا وكل نعيم لا محالة زائل

49 ـ ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ :

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل

وتأتي " ألا " لمعان أخرى لا يتسع لها المجال لذكرها (3) .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 62 يونس . 2 ـ 18 هود .

3 ـ راجع للاستزادة كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حروف المعانى Empty
مُساهمةموضوع: تكمله   حروف المعانى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:47 am

الفصل الخامس

ثانيا ـ الحروف التي تأتي قبل الاسم



1 ـ حروف النصب وهي : " أن " المصدرية ، لن ، إذن ، وهذه تعمل في الفعل بنفسها . ولام الجحود ، ولام التعليل ، وكي ، وفاء السببية ، وحتى ، وواو المعية ، وهذه مختلف في عملها ، فبعض النحويين يقول : إنها عاملة في الفعل بنفسها ، وفي رأيي المتواضع أنه قول ضعيف ، لأن أغلب هذه الحروف تعمل الجر في المصدر الذي تدخل عليه : كاللام ، وكي ، وحتى ، وما دام أن هناك مصدرا مؤولا عملت فيه تلك الحروف ، فهذا يعني أنها كانت موطئة للعمل فيما بعدها ، وليست هي العاملة ، وإنما العامل " أن " المصدرية المضمرة التي انسبكت مع الفعل لتكون مصدرا مؤولا يكون في محل جر بواحد من الحروف التي ذكرنا .

وقال بعضهم : أن تلك الحروف وهي : اللام ، وكي ، وحتى ، لا تعمل في الفعل بنفسها ، وإنما قدروا بعدها " أن " المصدرية المحذوفة ، وهذا هو الرأي الأصوب عندي ، وللمزيد راجع باب نواصب الفعل .

2 ـ حروف الجزم وهي : لم ، لمّا ، لام الأمر ، لا الناهية . راجعها في بابها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 62 يونس . 2 ـ 18 هود .

3 ـ راجع للاستزادة كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 .



3 ـ حروف الشرط وهي : إنْ ، إذما ، ولو . (1) .

نحو قوله تعالى : { إنْ تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم }2

وقوله تعالى : { إن تمسسكم حسنة تسؤهم }3 .

وقوله تعالى : { إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف }4 .

ونحو : إذما تجتهد تنل جائزة .

إذما : حرف شرط مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .

تجتهد : فعل الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره : أنت ، تنل : جواب الشرط مجزوم ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت .

50 ـ ومنه قول : عباس بن مرداس :

إذْ ما أتيت على الرسول فقل له حقا عليك إذا اطمأن المجلس

تنبيه : يجب أن نلاحظ أن " لو " تأتي أيضا حرفا من حروف العرض ، والتمني .

نحو : لو تنزل عندنا فتصيب خيرا .

ومثال التمني قوله تعالى : { فلو أن لنا كرة فنكون }5 .

وتأتي حرفا مصدريا كقوله تعالى : { يود أحدهم لو يعمر}6 .

وتأتي حرفا للتعليل . ومنه قول الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ " اتقوا النار ولو بشق تمرة " (7) .

4 ـ حروف العرض وهي : ألا ، أما ، لو ، لولا .

أ ـ ألا : لقد سبق ذكرها ضمن حروف التنبيه ، وهي هنا حرف من حروف

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ راجعها في ج2 من الموسوعة ، أدوات الشرط الجازمة .

2 ـ 31 النساء . 3 ـ 130 آل عمران .

4 ـ 38 الأنفال . 5 ـ 167 البقرة . 6 ـ 96 النور .

7 ـ للمزيد راجع أدوات الشرط غير الجازمة ، وكتابنا المستقصى

في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 .



العرض ، ويقصد بالعرض : الطلب بلين ، وتختص بالدخول على الأفعال .

141 ـ نحو قوله تعالى : { ألا تحبون أن يغفر الله لكم }1 .

وتأتي حرفا من حروف التحضيض ، وهو الطلب بإلحاح ، وتختص بالدخول على الأفعال أيضا . نحو : ألا أحسنت إلى الفقراء .

ب ـ أما : يكثر دخولها على الأفعال . نحو : أما تجلس عندنا .

ج ـ لو : نحو : لو تنزل عندنا فتصيب خيرا .

د ـ لولا : نحو قوله تعالى : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة }2 .

5 ـ حروف تتطلب جوابا ، وهي : لو ، لولا ، لوما ، لمّا .

نحو : لو هطلت الأمطار لاخضرت المراعي .

ومنه قوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم }3 .

ونحو : لولا الأمل ما تحقق الحلم .

ومنه قول الشاعر :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار

ونحو : لوما تأتينا فنكرمك .

وراجع فيما سبق أدوات الشرط غير الجازمة .

6 ـ الحروف المصدرية : أنْ ، ما ، كي ، لو ، أنَّ .

هذه الحروف تنسبك مع ما بعدها من أفعال ، ـ ما عدا " أنَّ " لأنها تختص بالدخول على الأسماء ـ وتكون مصدرا مؤولا . وقد مر ذكر كل منها في موضعه .

7 ـ حرفا الاستقبال : السين ، وسوف ، وهما من الحروف التي تلتحم بالفعل ، وتصبح كالجزء منه ، فلا يجوز الفصل بينها وبين الفعل .

نحو : سيأتي الله بالفرج القريب .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 22 النور .

2 ـ 22 التوبة . 3 ـ 155 الأعراف .



ومنه قوله تعالى : { سيذكر من يخشى }1 .

142 ـ ونحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .

وسوف في الآية السابقة للوعد ، وتأتي أيضا للوعيد .

نحو قوله تعالى : { إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا }3 .

ويدخل في عداد حروف الاستقبال كل من أحرف النصب ، ولام الأمر ، ولا الناهية ، وإن ، وإذما الشرطيتين الجازمتين لفعلين مضارعين ، لذلك لا يجوز أن نجمع بين السين أو سوف ، وبين أحد الحروف السابقة .

فلا يجوز أن نقول : سوف لن أفعل كذا . بل نقول سوف لا أفعل كذا .

8 ـ حروف التحضيض وهي : لولا ، لوما ، هلاّ ، ألا ، إلا .

وقد مر معنا بعض تلك الحروف في باب التنبيه ، وبعضها في باب العرض ، وها هي تمر في باب التحضيض ، أو الحض وهو الطلب بإلحاح ، إذا تلاها فعل مضارع .

أ ـ لولا : حرف تحضيض ، نحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله }4 .

143 ـ وقوله تعالى : { لولا أخرتني إلى أجل قريب }5 .

ب ـ لوما : حرف تحضيض بمعنى " هلاّ " ، ويختص بالدخول على الجمل الفعلية .

144 ـ نحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين }6 .

ج ـ هلاّ : حرف تحضيض مركب من " هل " الاستفهامية ، و " لا " النافية التي لا عمل لها ، فإذا دخلت على المضارع أفادت الحث على العمل .

نحو : هلاّ تساعد الضعيف .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 10 الأعلى . 2 ـ 5 الضحى .

3 ـ 30 النساء . 4 ـ 46 النمل .

5 ـ 10 المنافقون . 6 ـ 7 ، 8 الحجر .



وإذا دخلت على الماضي كانت للتوبيخ ، كقول المتنبي :

فهلاّ كان نقض الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام

ولا يجوز في " هلاّ " الدخول على الأسماء ، فإذا وليها اسم كان على إضمار الفعل (1) .

52 ـ كقول الشاعر :

ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة إليّ فهلاّ نفس ليلى شفيعها

د ـ ألا : حرف تحضيض تختص بالدخول على الأفعال . نحو : ألا تؤمنون بالله .

هـ ـ ألاّ : حرف تحضيض يختص بالدخول على الجمل الفعلية الخبرية .

نحو : ألآّ تساعد الضعيف . والعل بعدها مرفوع .

9 ـ حرف الردع كلاّ : وهو حرف ردع ، وزجر ، وتنبيه على بطلان كلام المخاطب .

نحو قوله تعالى : { كلاّ إن معي ربي سيهدين } 2 .

ومنه قول جرير :

كلاّ ولكن ما أبديه من فرق فكي يغروا فيغريهم بي الطمع

10 ـ حروف النفي وهي : لن ، لم ، لمّا . مر كل منها في بابه .

11 ـ حرف التوقع " قد " : يأتي لعدد من المعاني تختلف باختلاف الفعل الذي يدخل عليه ، فإذا دخل على فعل ماض أفاد معنى التحقيق .

نحو قوله تعالى : { قد أفلح من زكاها}3 .

وقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }4 .

ومنه قول ابن الدمينة :

وقد زعموا أن المحب إذا دنا يَمَلُّ وأن النأي يشفي من الوجد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها للمؤلف ج 2 .

2 ـ 62 الشعراء . 3 ـ 9 الشمس .

4 ـ 21 الأحزاب .



وإذا دخل على الفعل المضارع أفاد التقليل .

نخو : قد يحضر والدي غدا .

ومنه قول امرئ القيس :

قد أشهد الغارة الشعواء تحملني جرداء معروقة اللحيين سرحوب

وتفيد " قد " أحيانا التحقيق ، والتكثير إذا تلاها فعل مضارع ، ويلمح ذلك من سياق 145 ـ الكلام . كقوله تعالى : { قد نرى تقلب وجهك في السماء }1 .

ومنه قول القطامي :

قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل

و " قد " من الحروف التي تلتحم مع ما بعدها من الأفعال فتعد كالجزء من ، فلا تعمل فيه ، ولا يفصل بينهما فاصل إلا القسم إن وجد .

نحو : قد والله شغلتني عليك .

ومنه قول البحتري :

قد لعمري زرناه كهلا وشيخا وعرفناه ناشئا ووليدا

لذلك يخطئ كثير من الكتاب ، والشعراء ، والمتحدثين حينما يفصلون بين " قد " والفعل المضارع بلا النافية ، أو غيرها من حروف النفي الأخرى . كأن يقولون : قد لا أذهب اليوم إلى العمل ، وقد لا يكون ذلك في وسعي .

وقد لن يحضر والدي مجلس الآباء ... إلخ .

والصواب أن يقولوا : ربما لا ، وربما لن ، وهكذا .



ثالثا ـ الحروف المشتركة بين الاسم والفعل :

أ ـ حروف العطف وهي : الواو ، الفاء ، ثم ، حتى ، أو ، إما ، أم ، لا ، بل ، لكنْ ، وكلها غير عاملة ، وقد فصلنا فيها القول في باب العطف .

ــــــــــــ

1 ـ 144 البقرة .



ما عدا " إمّأ " فقد عدها كثير من النحويين حرفا عاطفا شبيه في معانيه بـ " أو " فقال الزمخشري : " إن " أو " ، و " إمّا " يقعان في الخبر ، والأمر ، والاستفهام .

نحو : جاءني زيد أو عمرو ، وجاءني إما زيد وإما عمرو " (1) .

وقال ابن جني في اللمع : " ومعنى " إمّا " كمعنى " أو " في الخبر ( أي الشك ) ، والإباحة ، والتخيير . نقول : قام إما زيد وغما عمرو ، وكل إما تمرا وإما سمكا ، إلا أنها أقعد في لفظ الشك من " أو " (2) .

ونستخلص من القولين السابقين أن " إمّا " حرف من حروف العطف الشبيه بـ " أو " ، ويأتي لعدد من المعاني :

1 ـ للإباحة ، نحو : تعلن إمّا الحساب وإمّا الجبر . واحضر إلينا إما اليوم وإما غدا .

2 ـ للشك ، نحو : وصل إما محمد وإما علي .

3 ـ للتخيير : كافئ إما عمرا وإما يوسف .

ومنه قوله تعالى : { إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى }3 .

ب ـ حروف الجواب : وهي حروف غير عاملة تأتي للتصديق والإيجاب ، وتشمل : نعم ، بلى ، إي ، أجل ، جير ، بجلل ، جلل ، إن ، إذن ، وللنفي : لا ، وكلاّ . وهاكها مفصلة ورأي النحاة فيها .

1 ـ نعم : حرف جواب للتصديق في الاستفهام المثبت ، لا محل له من الإعراب .

نحو : نعم ، جوابا لمن سأل : هل حضر أخوك ؟

ومنه قوله تعالى : { فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم }4 .

53 ـ ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

فقالت نعم لا شك غير لونه سُرى الليل يحيي نصفه والتهجرُ

ـــــــــــــــــــ

1 ـ المفصل ص 304 ، وشرح المفصل لابن يعش ج 8 ، ص 97 وما بعدها .

2 ـ اللمع لبن جني ص182 ، ورصف المباني للمالقي ص183 .

3 ـ 65 طه . 4 ـ 44 الأعراف .



وهي للوعد بعد الطلب أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .

نحو : اضرب المسيء ، الجواب : نعم أعدك .

ونحو : لا تقصر في عملك ، الجواب : نعم أعدك .

ونحو : هل تضرب المسيء ؟ الجواب : نعم أعدك .

وقصد من الإجابة بـ " نعم " في الحالات السابقة الإخبار بالفعل الحاصل ، وهو الضرب ، أو الإشارة إليه ، ووعد السائل به .

وإذا وقعت " نعم " في أول الكلام كانت لإيجاب التوكيد . كقول جميل بن معمر :

نعم صدق الواشون أنت كريمة علىّ وإن لم تصف منك الخلائق

وقد أجمع النحوييون على أن " نعم " لا تأتي إلا جوابا للاستفهام الموجب ( المثبت ) كما بينا في الأمثلة السابقة ، غير أن هنال من علل مجيئها جوابا للاستفهام المنفي ، وأنها تقع موقع " بلى " ، كما تقع " بلى " موقعها ، واستدلوا على ذلك بقول جحدر :

أليس الليل يجمع أم عمرو وإيانا فذاك بنا تدانــى

نعم وترى الهلال كما أراه ويعلوها النهار كما علانا

ولكن ذلك مردود بقوله تعالى : { ألست بربكم قالوا بلى }1 .

ألا ترى أنهم لو قالوا نعم لكان كفرا ، لأنهم بذلك يصدقون النفي فيكفروا ، بينما الجواب بـ " بلى " تنفيه وتوجب الجواب ، فيكون الجواب على " نعم " لست ربنا ، وعلى " بلى " بل أنت ربنا .

ومما سبق نقول : إن " نعم " لا تقع في موقع " بلى " ، بينما العكس صحيح إذ إن " بلى " تقع في موقع " نعم " . و " نعم " في البيت السابق جواب لقول الشاعر : فذاك بنا تدانى ، وعلى ذلك لم تكن " نعم " شاهدا على جواب الاستفهام المنفي وهو أليس الليل يجمع أم عمرو ، لأن الجواب على ذلك " بلى " ولا خلاف في ذلك .

2 ـ بلى : حرف جواب للإيجاب يجاب به عن الاستفهام المنفي لفظا ، أو معنى

ـــــــــــــ

1 ـ 172 الأعراف .



سواء اقترنت به أداة الاستفهام أم لا ، ولا يستعمل غيرها .

146 ـ نحو قوله تعالى : { أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي }1 .

وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه بلى قادرين }2 .

ومثال الجواب بها على النفي العاري من الاستفهام : ما قام أخوك ، الجواب : بلى .

ومعناه : قام أخي ، فحلت " بلى " محل الجملة الواجبة جوابا للنفي .

3 ـ أجل : وتستعمل استعمال " نعم " إلا أن استعمالها مع غير الاستفهام أفضل ، وغالبا ما تكون تصديقا للخبر ، وكذلك " جير " فهي بمعنى " أجل " ، و " ونعم " ، ولكن جير أكثر ما تستعمل مع القسم .

مثال الأول : قد نجح أخوك . الجواب : أجل هو كذلك .

ومثال الثاني : جير والله لأقولن الصدق . بمعنى : نعم والله لأقولن الصدق .

وإذا استعملت " أجل " بعد كلام منفي أفادت معنى النفي .

نحو : أما عملت الواجب ؟ الجواب : أجل ، وتعني : نعم ما عملت الواجب .

4 ـ بجل : حرف جواب بمعنى " نعم " ، وغالبا ما تكون اسما بمعنى " حسب " .

54 ـ كقول الشاعر : بلا نسبة .

عجل لنا هذا وألحقنا بذاك الشحم إنا قد مللناه بجل

ومنه قول لبيد :

ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل

5 ـ جلل : حرف جواب مبني على السكون بمعنى " نعم " ينوب مناب الجملة الواقعة جوابا . نحو : هل عملت الواجب ؟ الجواب : جلل ، أي : نعم .

ويأتي جلل اسما بمعنى عظيم ، وبمعنى يسير ، أو هين ، ولكن ذلك مختلف فيه . فقد ذكر المالقي " أنها لا تكون في كلام العرب إلا بمعنى الجواب خاصة " (3) .

ـــــــــــــ

2 ـ 260 البقرة . 3 ـ 3 القيامة .

1 ـ رصف المباني ص 252 ، والمغني ج1 ص 120 .

2 ـ 53 يونس .



ومما استشهد به على اسمية " جلل " قول الحارث بن وعلة :

فلئن عفوت لأعفون جللا ولئن سطوت لأوهنن عظمى

ومنه قول امرئ القيس ، وهي بمعنى يسير ، أو هين :

أتاني حديث فكذبته بأمر تزعزع منه القلل

بقتل بني أسد سيدهم ألا كل شيء سواه جلل .

6 ـ إيْ : حرف جواب مكسور الهمزة ساكن الياء غير مشددة بمعنى " نعم " ، ويغلب وقوعها أمام القسم ، وتفيد الإثبات والتوكيد .

نحو : هل حضرت بالأمس ؟ الجواب : إي والله . ويعني : نعم والله .

147 ـ ومنه قوله تعالى : { ويستنبئونك أحق هو قل إيْ وربي إنه الحق }2 .

7 ـ إنَّ : حرف جواب بمعنى " نعم " ، وتقع بعد الطلب ، والخبر .

مثال وقوعها بعد الطلب : كأن تقول : إنه . أي : نعم . جوابا لمن قال : اضرب

عليا . ومثال وقوعها بعد الخبر : كأن تقول : إنه . أي : نعم . جوابا لمن قال : قام محمد .

55 ـ ومنه قول الشاعر : بلا نسبة .

وقائلة أسيت فقلت جير أسيٌّ إنني من ذاك إنهْ

الشاهد في البيت قوله : " إنهْ " وهي جواب بمعنى نعم ، والهاء للسكت .

وقد اختلف في " إنَّ " في هذا أهي حرف توكيد ونصب ، والضمير اسمها ، وخبرها محذوف ، أم هي حرف جواب ، والهاء المتصل بها للسكت ، كما في البيت السابق .

56 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنَّهْ

أي : نعم .

وقد استدل الفريق القائل بأنها تأتي بمعنى " نعم " بقول عبد الله بن الزبير مجيبا لمن قال : " لعن الله ناقة حملتني إليك ، فقال : إن وراكبها " إي : نعم وراكبها (1) .

8 ـ إذن : حرف جواب ، وجزاء لشرط مقدر ، أو ظاهر ، كما تأتي جوابا لغير الجزاء .

مثال مجيئها حرف جواب لغير الجزاء قولك : إذن أظنك صادقا .

جوابا لمن قال لك : أحبك .

148 ـ ومنه قوله تعالى : { قال فعلتها إذن وأنا من الظالمين }2 .

ومثال مجيئها جوابا وجزاء ، وغالبا ما يكون لشرط ظاهر ، أو مقدر بعد إن ، أو لو .

57 ـ كقول كثير :

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها وأمكنني منها إذن لا أقيلها

ومثال الثاني قول الحماسي :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

إذاً لقام بنصري معشر خشن عند الحفيظة إنْ ذو لُوثة لانا

الشاهد في البيت قوله : إذاً لقام بنصري ، وهي بدل من قوله : لم تستبح إبلي ، وجملة : لم تستبح إبلي جواب لو ، وبدل الجواب جواب .

ومثال مجيئها جوابا وجزاء لشرط مقدر قولك : إذن أكرمك . جواب لمن قال لك : أنا آتيك ، والتقدير : إن أتيتني إذن أكرمك .

149 ـ ومنه قوله تعالى :

{ ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذن لذهب كل إله بما خلق }3 .

9 ـ لا : حرف جواب بالنفي ، كأن يسألك سائل : هل تأخرت عن العمل ؟ فتجيبه : لا ، أي : ما تأخرت . وقد تحذف الجملة الفعلية بعدها في الجواب لدلالة السؤال عليها ، فتنبو مناب الجملة ، كأن تقول في جواب : هل حضر والدم ؟ لا ، إي ما حضر والدي .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ رصف المباني ص 204 ، والجنى الداني ص 39 ، والمغني ج1 ص38 .

2 ـ 20 الشعراء . 3 ـ 92 المؤمنون .



ومنه قول ذي الرمة :

أذو زوجة بالمِصر أم ذو خصومة أراك لها بالبصرة العام تاويا

فقلت لهـا : لا إن أهلي جــيرة لأَكْثِبةِ الدهنا جميعا ومالـيا

الشاهد قوله : " لا " حيث حذف الجملة الفعلية بعدها في الجواب ، لدلالة السؤال عليها ، والتقدير : لا لم يكن لي زوجة بالِمصر .

10 ـ كلاّ : حرف جواب تفيد معنى النفي والردع .

كأن تقول لمن يسألك : هل أنت جبان ؟ كلاّ .

وفي جوابك بها نفي لصفة الجبن ، وردع للسائل ، وزجر له .

ومنه قول ابن زيدون :

كلاّ ولا المسك النموم أريحه متعطرا إلا بوسم ثناك

وتأتي " كلاّ " بمعنى " حقا " مرافقا للقسم .

150 ـ كقوله تعالى : { كلاّ والقمر }1 .

وتأتي بمعنى " ألا " الاستفتاحية إذا لم يسبقها في الكلام ما يقتضي الزجر ، أو النفي (2) .

كقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }3 .

وقوله تعالى : { كلا إنهم عند ربهم يومئذ لمحجوبون }4 .

3 ـ حرفا التنبيه ، أو الاستفتاح : أما ، وألا ، وهما غير عاملين . راجعهما في بابهما .

4 ـ حرفا الاستفهام : هل ، والهمزة ، وهما غير عاملين . راجعهما في بابهما .

ــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 32 المدثر . 2 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها .

3 ـ 6 العلق . 4 ـ 15 المطففين .



5 ـ واو الحال : غير عاملة . راجعها في بابها .

6 ـ حرفا النفي : لا ، وما ، غير عاملين .

أ ـ " لا " النافية التي لا عمل لها ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :

1 ـ " لا " النافية غير العاطفة ، وغير الجوابية ، وتختص بالدخول على الأسماء ، والأفعال على حد سواء .

مثال دخولها على الأسماء : لا خالدٌ في المدرسة ولا محمدٌ .

ومن شروطها التكرار .

151 ـ كقوله تعالى : { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون }1 .

ومنه قول الشاعر :

ليس منا المضربون ولا قيس ولا جندل ولا الحداء

الشاهد قوله : ولا قيس ، ولا جندل ... إلخ حيث جاءت " لا " نافية مكررة لا عمل لها ، ويعرب الاسم بعدها حسب موقعه من الجملة ، وهو معطوف على اسم ليس " المضربون " .

ومثال دخولها على الأفعال قول المتنبي :

فتى لا يضم القلب همات قلبه ولو ضمها قلب لما ضمه صدر

ويكثر دخول " لا " النافية غير العاملة على الأفعال المضارعة ، كما مثلنا سابقا ، وقد تخل على الأفعال الماضية على قلة ، ويشترط فيها حينئذ التكرار لفظا ، أو معنى .

152 ـ مثال المكررة لفظا قوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى }2 .

ومثال المكررة معنى ( غير مكررة بلفظها ) .

153 ـ قوله تعالى : { فلا اقتحم العقبة }3 .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 47 الصافات . 2 ـ 31 القيامة .

3 ـ 11 البلد .



ومنه قول المتنبي :

لا سرت من إبل لو أني فوقها لمحت حرارة مدمعي سيماتها

2 ـ لا النافية العاطفة : وهي التي تعطف ما بعدها على ما قبلها ، وتشرك في الإعراب دون المعنى ، ومن شروطها :

أ ـ أن يتقدمها إثبات

ب ـ ألا تقترن بحرف عطف .

ج ـ أن يكون ما بعدها ضد لما قبلها ( أي : متعاندين ) .

نحو : يقوم محمد لا خالد .

كما تعطف جملة لا محل لها من الإعراب . نحو : يقوم لا يقعد .

3 ـ لا النافية الجوابية ، وهي نقيضة " نعم " . راجعها في بابها .

ب ـ " ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ماضية كانت ، أو مضارعة .

نحو : ما جاء محمد .

154 ـ ومنه قوله تعالى : { ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }1 .

ومنه قول كثير :

وما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القلب

أما " لا " ، و " ما " النافيتان العاملتان عمل ليس ، فراجعهما في بابهما .

7 ـ حرفا التفسير : أي ، وأن ، وهما غير عاملين ، ويقال لهما حرفا العبارة .

أ ـ أي : حرف تفسير لما قبله ، وعبارة عنه ، وهو يفسر مفردا بمفرد ، أو جملة بجملة . مثال المفرد : أنت أسد ، أي : شجاع .

58 ـ ومثال الجملة قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكن إياك لا أقلي

ب ـ أن : مفسرة ، لا تأتي إلا بعد فعل القول (2) .

ـــــــــــــ

1 ـ 15 يونس . 2 ـ شرح المفصل ج2 ص 141 .



نحو : أشرت إليه أن قم ، وأمرته أن اقعد .

155 ـ ومنه قوله تعالى : { وأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا }1 .

وقوله تعالى : { وانطلق الملأ منهم أن امشوا }2 .

وقوله تعالى : { وناديناه أن يا إبراهيم }3 .

وبعد العرض السابق لتقسيم الحروف بحسب مكانها من الكلام ، نذكر الدارس بأن هناك حروفا لم يكن موضعها ضمن تقسيمنا ، لأنها إمّا أن تتداخل بين الاسم ، أو الفعل ، وإمّا أن تأتي بعد الاسم ، أو بعد الفعل سواء أكانت متصلة به ، أو منفصلة عنه ، وهذه الحروف هي :

اللامات ، وحروف تأتي بعد الاسم هي : حرفا الخطاب : الكاف ، والتاء ، وحرف الإنكار ( أحد حروف المد ) .

وحروف تأتي بعد الفعل وهي : تاء التأنيث الساكنة ، ونون التوكيد ، وهاء السكت ، وشين الوقف ، وحرف التذكر .

وحروف الزيادة وهي : إن ، أن ، ما ، لا ، من ، الباء . ولهذه الحروف مسميات مختلفة ، فعضهم يسميها حروف الصلة ، أو الحشو ، والبعض يسميها حروف الزيادة ، أو الإلغاء .

وحروف المضارعة وهي : الهمزة ، التاء ، الياء ، النون .

وحرف الندبة وهو الألف .

وهمزة الوصل ، والقطع .

وسنفصل فيها الحديث إن شاء الله .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 6 ص .

3 ـ 104 الصافات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حروف المعانى Empty
مُساهمةموضوع: تكمله   حروف المعانى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:50 am

أولا ـ اللامات



اللام أحد حروف المعاني الدالة على معنى في غيره ، كبقية حروف المعاني الأخرى التي تعرضنا بالحديث عنها ، وكما بين ذلك نحاة العربية ، وقد ذكر بعض النحويين المحدثين أن اللام تكون حرفا من حروف المعاني التي تدل على معنى في غيرها إذا كانت محصورة في حرف الجر ، أما إذا كانت غير جارة كلام الجزم ، واللام غير العاملة فهي حرف من حروف المعاني الدالة على معنى في نفسها ، وقد شمل هذا التقسيم عند الباحث جميع حروف المعاني ، فما كان منها عاملا الجر ، جعله من الحروف الدالة على معنى في غيرها ، وما كان منها لغير الجر جعله من الحروف الدالة على معنى في نفسها ، وأرى في هذا التقسيم أيضا تشتيتا لذهن الدارس ، وقد ذكرنا رأينا في هذا الموضوع ولسنا في حاجة إلى معاودة الحديث فيه . وقد اعتمد الباحث في تقسيمه هذا على تعريف بعض الأصوليين للحرف باعتبار أن بعض معناها إيجادي ، والبعض الآخر معناه إحضاري ، ويقصد بالمعنى الإيجادي أن تلك الحروف وضعت لإيجاد نسبة ، أو علاقة بين الألفاظ حين استعمالها في الجملة ، فإذا قلنا : سرت من بغداد إلى الشام ، فإن حرف الجر " من " ، أو " إلى " لم يعط أي دلالة في نفسه سوى القيام بوظيفة الربط بين الفعل والاسم ، وإيجاد النسبة بينهما ، حيث إننا من خلال استعمال الحرفين السابقين استطعنا أن نفهم أن بغداد كانت نقطة البدء في السير ، وأن الشام كانت نقطة الانتهاء .

ويقرر الباحث على ضوء ما سبق أن الحروف الإيجادية لم توضع في اللغة لإيجاد معنى أصلا ، وإنما وضعت لتستعمل كأدوات ربط بين الألفاظ ليس غير .

أما الحروف ذات المعنى الإخطاري ، فهي الحروف الحاكية عن معنى مخطر في الذهن ، أي أن شأنها في الاستعمال شأن الأسماء ، والأفعال ، فكما أن الأسماء ، والأفعال عندما تستعمل تدل على المعنى المفهوم منها ، والمتقرر في الذهن ، أو الخاطر ، والحاضر في الذهن ، كذلك الحروف الإخطارية ، وتشمل الحروف الإخطارية جميع حروف المعاني التي لا تعمل الجر (1) .



أقسام اللام :

تنقسم اللام قسمين :

أ ـ اللام العاملة ، وتشمل لام الجر ، ولام النصب ، ولام الجزم ، وقد تعرضنا لتلك في أبوابها ، ولا داعي لتكرارها .

ب ـ اللام غير العاملة ، وتنقسم إلى أنواع متعددة ، وسنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله .

أقسام اللام غير العاملة : ـ

1 ـ لام الابتداء : حكمها الفتح ، وتكون لتوكيد مضمون الجملة ، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت ، أو ما حل في موضعها من المضارع ، وتخليصه إلى الحال . مثال دخولها على الأسماء : لمحمدٌ أحق بالجائزة .

156 ـ ومنه قوله تعالى : { ولدار الآخرة خير }2 .

وقوله تعالى : { لأنتم أشد رهبة في صدورهم }3 .

ومنه قول زهير :

ولأنت أشجع حين تتجه الأبطــال من ليث أبي أجر

ومثال دخولها على الأفعال المضارعة : لَيقومُ أخوك ، ولَيدخلُ والدك .

كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم ، كنعم ، وبئس .

59 ـ نحو قول زهير :

ولنعم حشو الدرع أنت إذا دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ بتصرف عن كتاب اللامات للدكتور عبد الهادي الفضلي ص60 وما بعدها .

2 ـ 30 النحل . 3 ـ 13 الحشر .



157 ـ ومنه قوله تعالى : { لبئس ما كانوا يعملون }1 .

كما تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد .

نحو : إنك لقد فعلت خيرا .

وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ " أنْ " المصدرية ، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ . نحو : لأن تقول الحق خير من أن تصمت .

وعلى " سوف " لأنها تخلص الفعل للاستقبال .

158 ـ نحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .

2 ـ اللام المزحلقة : تدخل للام الابتداء السابقة الذكر في مواضع غير التي ذكرنا ، فهي تدخل على خبر المبتدأ ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ " إنَّ " المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل ( حرف توكيد ونصب ) .

نحو : إن محمدا لصادق .

159 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله لغفور رحيم } 3 .

وقوله تعالى : { إن ربك لسريع العقاب }4 .

وتدخل على خبر " إن " إذا كان فعلا مضارعا ، أو ظرفا ، أو جارا ومجرورا .

مثال دخولها على المضارع قوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }5 .

60 ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :

إني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر

ومثال دخولها على الظرف : إن محمدا لعندك .

ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم }6 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 62 المائدة . 2 ـ 5 الضحى .

3 ـ 18 النحل .4 ـ 167 الأعراف .

5 ـ 13 يوسف . 6 ـ 4 القلم .



وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة ، لأنها تزحلقت من اسم " إن " إلى خبرها .

وقد ذكر الرماني أن هذه اللام " كان حقها أن تكون قبل " إنَّ " إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر ، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة ، فكان تقديم العامل أولى " (1) .

3 ـ اللام الزائدة :

1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ ، ولم يكن مصدرا بـ " إنَّ " فهي حينئذ زائدة ، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام .

نحو : لشاعر أنت .

61 ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج :

أم الحليس لعجوز شهربة ترضى من اللحم بعظم الرقبة

وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال : " اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ ، واستشهد ببيت رؤبة السابق ، وقال : " وقيل الأصل لهي عجوز " .

2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ ، تزاد أيضا في خبر " أن " المفتوحة الهمزة ، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى : { ألا أنهم ليأكلون الطعام }2 .

62 ـ ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

ألم تكن حلفت بالله العلي أن مطاياك لَمِن خير المطي

3 ـ وفي خبر لكنَّ . نحو : ولكن الأمر لشديد .

ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

يلومونني في حب ليلى عواذلي ولكنني من حبها لعميد

4 ـ وفي خبر ما زال . نحو : ما زال المطر لمنهمرا .

ــــــــــــــــــ

1 ـ كتاب معاني الحروف ص51 .

2 ـ 20 لقمان .



ومنه قول كثير عزة :

وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها كالهائم المقصي بكل مراد

5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى . نحو : أراك لقادما .

6 ـ في خبر أمسى .

63 ـ كقول الشاعر :

مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم قال الذي سألوا : أمسى لمجهودا (1) .

7 ـ وقد تزاد مع " إنْ " الشرطية ، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام .

نحو : لئن قام زيد أقم ، وأنت ظالم لئن فعلت .

64 ـ ومنه قول الشاعر :

لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى تباريح من ليلى فللموت أروح

ومنه قول الآخر :

لئن كان ما حدثته اليوم صادقا أصُم في نهار القيظ للشمس باديا

8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد .

كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

فلا والله لا يلقى لما بي ولا لِلِما بنا أبدا دواء

ومنه قول الآخر :

إن الخلافة بعدهم لذميمة وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر

9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في

قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

للولا قاسم ويدا مسيلٍ لقد جرت عليك يد غشوم

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ روي البيت السابق برواية أخرى هي :

مروا عجالى فقالوا كيف سيدكم فقال من سألوا : أمسى لمجهودا

راجع في ذلك كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها . اللام الزائدة .



ومنه قول الآخر ( بلا نسبة ) :

للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه وأن بني سعد صديق ووالد

10 ـ وزيدت في " بَعْد " .

كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

ولو أن قومي لم يكونوا أعزة لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا

وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها ، وإنما يقتصر سماعها على الشعر .

* وتزاد لام البعد ، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة ، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما .

هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة ، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين :

زيادة لازمة ، وأخرى خير لازمة .

الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي : ـ

1 ـ أسماء الموصول . نحو : الذي ، والتي ، والذين ، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور ، لا باللام الاخلة عليها .

2 ـ بعض الأعلام : كـ للات ، والعزى ، والنضر ، والسموءل ، واليسع ، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام . فاللام فيها زائدة ، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف .

3 ـ " الآن " : ذكر ابن الناظم أن الألف ، واللام في كلمة " الآن " زائدة ، فقال : " ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف ، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة " (1) .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ شرح ابن الناظم ص100 ، ورصف المبني ص 164 .



أما الزائدة غير اللازمة ، وتسمى بالعارضة أيضا ، وتكون زيادتها في الآتي :

1 ـ المصادر ، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية . كالحسن ، والحسين ، والفضل ، والرشيد ، والحارث ، والضحاك ، والمعتصم ، والأمين ، والمأمون ، وغيرها . فالمصادر ، والأسماء السابقة ، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام ، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف ، أو مصدر .

2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه . نحو : دفعت له الخمسة عشر الجنيهات .

3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة ، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما :

أ ـ الأعلام .

65 ـ كقول الشاعر :

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيت عن بنات الأوبر

الشاهد قوله : بنات الأوبر ، وأراد بنات أوبر ، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة .

ب ـ في التمييز الملحوظ .

66 ـ كقول الشاعر :

رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو

الشاهد قوله : " طبت النفس " ، وأراد طبت نفسا . (1) .

4 ـ اللام الفارقة : هي اللام الواقعة بعد " إنْ " المخففة من الثقيلة .

نحو : إن محمدٌ لقائمٌ .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ للاستزادة في هذا الموضوع راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج1 ،

وباب الموصول الحرفي لمعرفة مواطن زيادة أل مفصلة .



ومنه قوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة }1 .

160 ـ وقوله تعالى : { إن كل نفس لما عليها حافظ }2 .

وهذه اللام نوع من " لام " الابتداء ، فقد ذكر سيبويه ، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة ، وتخليص المضارع للحال ، الفرق بين " إنْ " المخففة من الثقيلة ، و " إنْ " النافية ، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة ، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات " (3) .

كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى : { وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا }4 .

بكسر اللام ، أي : للذي .

5 ـ اللام الوطئة للقسم : وتسمى اللام المؤذنة ، وهي التي تمهد لجواب القسم ، وتدخل عل أداة الشرط ، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ، لا على شرط . 161 ـ كقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجن }5 .

وقوله تعالى : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }6 .

وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على " إن " الشرطية ، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية ، بل تدخل أيضا على " ما " الموصولة ، 162 ـ كقوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة }7.

وقال سيبويه : " والله لئن فعلت لأفعلن ، واللام التي في " ما " كهذه التي في " إن " .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 143 البقرة . 2 ـ 4 الطارق .

3 ـ المغني ج1 ص 231 وما بعدها .

4 ـ 143 البقرة . 5 ـ 4 الطارق .

6 ـ 12 الحشر . 7 ـ 81 آل عمران .



وبالرجوع إلى كتب التفسير نجد أن " ما " في الآية السابقة شرطية ، والمعنى لمهما آتيتكم ، وعليه فاللام الداخلة عليها تكون موطئة للقسم ، تشبيها لـ " ما " الشرطية ، بـ " إن " الشرطية ، واللام كـ " اللام " الداخلة على " إن " ، ولكن لشذوذ دخول اللام الموطئة للقسم على غير " إن " الشرطية ، فتكون " ما " موصولة ، واللام للابتداء حملا على الأكثر (1) .

وقد دخلت " اللام " الموطئة للقسم على " إذ " لمشابهتها " إن " الشرطية .

67 ـ كما في قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

غضبتْ عليَّ وقد شربت بجِزَّة فلإذ غضبتِ لأشربنْ بخروف

ودخلت أيضا على " متى " .

68 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

لمتى صلحت ليقضين لك صالح ولتجزينَّ إذا جزيتَ جميلا

تنبيه : إن دخول اللام فيما سبق على غير " إنْ " الشرطية لا ينقاس عليه .

6 ـ اللام الواقعة في جواب القسم :

لام تدخل على الجمل الاسمية ، والفعلية ، الواقعة جوابا لقسم ظاهر .

نحو : أقسم بالله لخالد قادم ، وأقسم بالله لأقولن الحق .

163 ـ ومنه قوله تعالى : { تالله لقد آترك الله }2 .

وقوله تعالى : { وتالله لكيدن أصنامكم }3 .

ويكثر في الفعل الماضي المتصرف إذا وقع جوابا للقسم أن يقترن بـ " قد " .

نحو قوله تعالى : { تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض }4 .

وقوله تعالى : { تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك }5 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ المغني ج1 ص 235 .

2 ـ 91 يوسف . 3 ـ 57 الأنبياء .

4 ـ 73 يوسف .5 ـ 63 النحل .



وقد لا يقترن بها كما في قول امرئ القيس :

حلفت لها بالله حلفة فاجر لناموا فما من حديث ولا صالي

وقد تلحق اللام جواب القسم المحذوف ، ولم يبق منه إلا المقسم به كما في الآيتين السابقتين ، وقد تلحق جواب القسم المحذوف بالكلية .

نحو : لقد قدمتك على المتفوقين .

164 ـ ومنه قوله تعالى : { لقد من الله على المؤمنين }1 .

وقوله تعالى : { لقد نصركم الله في مواطن كثيرة }2 .

7 ـ اللام الواقعة في جواب لو ، ولولا :

كقوله تعالى : ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم }3 .

وقوله تعالى : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }4 .

69 ـ ومنه قول الحمير :

ولو أن ليلى الأخيلية سلمــت علىَّ ودوني جنــدل وصفائـح

لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر صائح

ومثال اللام الواقعة في جواب لولا .

قوله تعالى : { لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض }5 .

ومنه قول المتنبي :

ولولا أنني في غير نوم لكنت أظنني مني خيالا

8 ـ لام البعد : هي اللام الداخلة على أسماء الإشارة للدلالة على البعد ، وتعد من أنواع اللامات الزائدة .

165 ـ نحو قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه }6 .

ـــــــــــــــ

1 ـ 164 آل عمران . 2 ـ 25 التوبة .

3 ـ 66 النساء . 4 ـ 22 الأنبياء .

5 ـ 251 البقرة . 6 ـ 1 البقرة .



وقوله تعالى : { تلك آيات الكتاب المبين }1 .

9 ـ لام التعجب غير الجارة : يقول عنها ابن هشام ، وقد ذكر ذلك ابن خالويه في كتابه المسمى بالجمل " وعندي أنها لام الابتداء دخلت على الفعل الماضي لشبهه في جموده بالاسم ، وإما لام جواب قسم مقدر " (2) .

نحو : لَظَرُف زيد ولَكَرُم عمر . بمعنى ما أظرفه ، وما أكرمه .

10 ـ لام " أل " التعريف : وهي اللام الداخلة على الأسماء راجعها في بابها .

ثانيا ـ حرفا الخطاب : الكاف ، والتاء

أولا ـ الكاف : حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب ، ويكون في المواضع التالية :

1 ـ اسم الإشارة . نقول : ذلك ، وتلك ، وذاك .

166 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الدين القيم }3.

2 ـ آخر ضمير النصب المنفصل " إياك " وأخواته . لأن " إيا " هو الضمير ، والكاف حرف خطاب لا محل له من الإعراب .

167 ـ نحو قوله تعالى : { إياك نعبد وإياك نستعين }4 .

3 ـ بعد الضمير الواقع في الفعل " أرأيت " الذي بمعنى " أخبرني " .

168 ـ نحو قوله تعالى : { أرأيتك هذا الذي كرمت عليَّ }5 .

4 ـ آخر بعض الأفعال ، وأسماء الأفعال :

نحو : أبصرك محمدا . وليسك الرجل قائما . ونعمك الطالب عمرو .

وبئسك المهمل فيصل .

ومثال اتصالها بأسماء الأفعال : حيهلك ، ورويدك ، والنجاءك .

فالكاف في الأفعال السابقة ، وأسمائها حرف خطاب مبني لا محل له من الإعراب .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 2 القصص . 2 ـ المغني ج1 ص 237 .

3 ـ 40 يوسف . 4 ـ 4 الفاتحة .

5 ـ 62 الإسراء .



5 ـ كما تتصل ببعض الحروف وهي : بلا ، وكلا .

نحو : بلاك ، وكلاك .

وهذا النوع الأخير لا ينقاس عليه ، وإنما ذكرناه للفائدة .

تنبيه :

لقد ورد ذكر " الكاف " في حروف الجر ، وقد ورد كحرف خطاب ، وورد ضميرا في محل نصب ، ثم عددوا لها مواضع إعرابية كثيرة ، وفي جميع هذه المواضع تكون مضافة إلى ضميرا منفصلا ، ونذكر هنا وروده اسما بمعنى " مثل " وتفيد التشبيه .

فقد أثبت النحويون مجيء " الكاف " بمعنى " مثل " كغيرها من الأدوات الدائرة بين الحرفية ، والاسمية ، وقد تعرضنا لهذا الموضوع في باب حروف الجر .

وإليك مواضعها الإعرابية مفصلة :

1 ـ تأتي فاعلا .

70 ـ كقول الأعشى :

أتنتهون ولن ينهى ذوي شطط كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

الشاهد قوله : " كالطعن " فالكاف في محل رفع فاعل ، وهي مضاف ، والطعن مضاف إليه .

2 ـ تأتي " الكاف " في محل رفع مبتدأ .

71 ـ كقول أوس بن حجر :

أبدا كالفراء فوق ذراها حين يطوي المسامع الصدار

ومنه قول المتنبي :

أتت زائرا ما خامر الطيب ثوبها كالمسك من أردانها يتضوع

الشاهد في البيتين السابقين قول الأول : " كالفراء " ، وقول الثاني : " كالمسك " ، فالكاف في كل من الكلمتين في محل رفع مبتدأ ، والفراء ، والمسك في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي في محل رفع اسم كان .

72 ـ كقول جميل بثينة :

لو كان في قلبي كقدر قلامة حبا لغيرك ما أتتك رسائلي

الشاهد قوله : " كقدر " ، فالكاف في محل رفع اسم كان ، وقد مضاف إليه .

4 ـ في محل نصب خبر كان .

73 ـ كقول الفرزدق :

وكنت كفاقئ عينيه عمدا فأصبح ما يضيء له نهار

الشاهد قوله : " كفاقئ " ، فالكاف في محل نصب خبر كان ، وفاقئ مضاف إليه .

5 ـ تأتي مفعولا به .

74 ـ كقول النابغة الذبياني :

لا يبرمون إذا ما الأفق جلله برد الشتاء من الأمحال كالأدم

الشاهد قوله : " كالأدم " فالكاف في محل نصب مفعول به لـ " يبرمون " .

6 ـ وتأتي خبرا لـ " إن " .

كقول مسكين الدارمي :

أخاك أخاك إنَّ من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فالكاف في " كساع " في محل رفع خبر إن ، وساع في محل جر بالإضافة .

7 ـ وتأتي مجرورة بحر الجر .

76 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

بكاللقوة الشعواء جلت فلم أكن لأولع إلا بالكمي المقنع

الكاف في قوله " بكاللقوة " في محل جر بالباء ، وهي مضاف ، واللقوة مضاف إليه .

8 ـ وتأتي في محل جر مضافا إليه .

77 ـ كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :

تيم القلبَ حبُ كالبدر لا بل فاق حسنا من تيم القلب حبا

الكاف في قوله " كالبدر " في محل جر مضاف إليه للحب ، وهي مضاف ، والبدر مضاف إليه .

9 ـ تأتي صفة .

78 ـ كقول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي

الشاهد قوله : " كموج " فالكاف في محل جر صفة لليل ، وهي مضاف ، وليل مضاف إليه .

10 ـ وتأتي الكاف بمعنى " مثل " نائبة عن المفعول المطلق ، أو صفة لمفعول مطلق محذوف .

79 ـ كقول جرير :

من سد مطلع النفاق عليكم أم من يصول كصولة الحجاج

الكاف في قوله : " كصولة " إما نائبة عن المفعول المطلق ، والتقدير : يصول صولا مثل صولة الحجاج ، فحذف المفعول المطلق ، وأناب عنه نائبه ، أو هي صفة له (1) .

ثانيا ـ التاء : ذكرنا في باب الضمائر أن الكاف ، والتاء إذا اتصلتا بالفعل ، أو اتصلت إحداها به كانت ضميرا متصلا للمخاطب .

نحو : أكرمتك ، وأكرمت محمدا ، وأكرمك عليٌّ .

ثم ذكرنا أن التاء ، والكاف حرفا خطاب ، أما الكاف ففصلنا فيها القول أنفا ، وأما التاء فهي حرف خطاب إذا لحقت الضمير المنفصل المرفوع .

نحو : أنت كريم ، وأنتِ مهذبة .

فالتاء في " أنتَ " ، و " أنتِ " حرف خطاب ، و" أن " هو الضمير ، وهذا مذهب

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 .



جمهور النحاة . أما بعض النحويين كالفراء يرى أن مجموع الكلمة " أنت " هو الضمير (1) .

وكذلك الحال في " أنتما ، وأنتم ، وأنتن " ، فـ " أن " هو الضمير ، والتاء حرف خطاب ، والميم زائدة للدلالة على التثنية في أنتما ، وعلى الجمع في أنتم ، والنون في أنتن حرف زائد للدلالة على النسوة .



ثالثا ـ حرف الإنكار : حرف من حروف المد ، كالزيادة اللاحقة للندبة ، ويأتي على معنيين :

1 ـ أن تنكر وجود ما ذكر وجوده ، وتبطله ، كرجل قال : أتاك زيد ، وزيد ممتنع أتيانه فينكر لبطلانه عنده .

2 ـ أن تنكر أن يكون على خلاف ما ذكر . كقولك : أتاك زيد ، فتنكر سؤاله عن ذلك ، وزيد من عادته أن يأتيه .

ومن أمثلة ماسبق أن نقول : أزيدنيه . دون أن نفصل بين الاسم وبين حرف الإنكار بفاصل . ومن العرب من يفصل بين الاسم وحرف الإنكار بفاصل .

نحو قولهم : أزيدانيه . فقد زيدت " إن " بين حرف المد ، وبين الحرف الأخير من الاسم .

ويتبع حرف الإنكار حركة الحرف الأخير من الاسم الذي يلحقه ، فإذا كانت حركة الحرف الأخير من الاسم مضمومة ، ولم يفصل بينه وبين حرف الإنكار بفاصل كانت الزيادة واوا . نحو : قولهم : في جواب من قال : هذا عمر منكرا إياه " أعمروه " .

وإن كان مفتوحا كانت الزيادة ألفا . نحو قولهم : في جواب من قال : رأيت سلمان " أسلماناه " . ــــــــــــــــــــــــ

2 ـ الجنى الداني ص 58 ، ورصف المباني ص 245 ،

وشرح المفصل لابن يعش ج 7 ص 126 .



وإن كان مكسورا كانت الزيادة ياء . نحو قولهم : في جواب من قال : مررت بحذام : أحذاميه .

وكل ما سبق شبيه بزيادة الندبه ، كما هو الحال في الاسم المندوب .

أما إذا كان الحرف الأخير من الاسم ساكنا قدرت الزيادة ساكنة ، ثم كسر الساكن الأول لالتقاء الساكنين ، وجعلت ما قبل الزيادة ياء من جني الكسرة .

نحو : قولك في جواب من قال : هذا زيدا : أزيدنيه ، فالدال مضمومة محكية ، وحركتها إعراب ، والتنوين متحرك بالكسر ، وحركتها بناء لالتقاء الساكنين (1) .

ويكون حرف الإنكار في آخر الكلام ومنتهاه ، لذلك يقع بعد المعطوف .

نحو : قولك : مجيبا لمن قال : لقيت زيدا وعمرا : أزيدا وعمرنيه .

فقد أسقط حرف الإنكار من المعطوف عليه ، ولحق المعطوف ، لأنه آخر الكلام ، مع كسر التنوين لسكون المد بعده ، وتجعل حرف الإنكار " ياء " لانكسار ما قبله .

ويقع بعد الضمة . نحو : أزيدا الطويلاه ، جوابا لمن قال : ضربت زيدا الطويل .

ويقع بعد المفعول به . نحو : أضربت عمراه . جوابا لمن قال : ضربت عمر .

ومن الأمثلة السابقة يتضح أن حرف الإنكار ( حرف المد ) لا يلحق إلا آخر الكلام ، فإذا كان آخر الكلام صفة لحقها ، ولم يلحق الموصوف ، وإذا كان معطوفا لحقه ، ولم يلحق المعطوف عليه ، وكذلك إذا كان أخر الكلام مفعولا به لحقه ولم يلحق الفاعل ولو كان اسما ظاهرا .



رابعا ـ تاء التأنيث الساكنة :

حرف يختص بالدخول على الفعل الماضي لفظا ، سواء أكان في المعنى مستقبلا ، أم لم يكن ، فتدل على تأنيث فاعله ، إما حقيقة ، أة مجازا .

مثال دخولها على الماضي مع عدم دلالته على المستقبل ، والفاعل مؤنثا حقيقيا : قامت فاطمة .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ شرح المفصل ج 9 ص 51 .



169 ـ ومنه قوله تعالى : { إذ قالت امرأة عمران }1 .

ومثال الفاعل المؤنث مجازيا : طلعت الشمس .

ومثال دخولها على الفعل الماضي الدال على المستقبل : إن قامت هند قمت .

ومتى طلعت الشمس يحل الدفء .

ومنه قوله تعالى : { علمت نفس ما قدمت }2 .

* وتاء التأنيث الساكنة حرف بالإجماع سواء تقدمت على الاسم المؤنث ، نحو : نجحت مريم . أو تأخرت عنه ، نحو : عائشة وصلت .

والدليل على حرفيتها عند تأخيرها عن الاسم بروز ضمير التثنية " الألف " معها فنقول : الطالبتان قامتا . ولو كانت ضميرا لما اجتمعت مع ضمير ألف الاثنين .

* ولا تكون تاء التأنيث إلا ساكنة وصلا ، ووقفا . نحو : قامت هند ، وسعاد جلست . إلا إذا تلاها ساكن حركت بالكسر لالتقاء الساكنين . نحو : قامت المرأة .

كما تحرك بالفتح إذا لحقها ألف الاثنين . نحو : المرأتان قامتا .

* وحركتا الكسر ، والفتح في تاء التأنيث ليسا أصلا ، وإنما حركتان عارضتان ، الأولى : أوجدها التقاء الساكنين ، والثانية : أوجدها ضمير ألف الاثنين ، والأصل التسكين .

* وإذا لحقت تاء التأنيث الاسم ، فلا تكون ساكنة ، بل تكون متحركة في آخر الاسم أبدا ، وتأتي لمعان كثيرة ، نذكر منها ما يعود بالفائدة .

1 ـ للتفريق بين الاسم المذكر ، والمؤنث . نحو : جاء امرؤ ، وجاءت امرأة .

أو للتفريق الصفات المذكرة ، والمؤنثة . نحو : هذا مهندس ، وهذه مهندسة .

أو للتفريق بين المفرد واسم الجمع . نحو : هذه وردة ، وهذا ورد . وهذه تمرة ، وهذا تمر ، وهذه كمأة ، وهذا كمء .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 135 آل عمران . 2 ـ 82 المائدة .



وللتفريق بين المفرد والجمع . نحو : رجل جوال ، ورجال جوالة ، وهذا بقّال ، وهؤلاء بقّالة .

2 ـ تأتي لتوكيد الصفة بغرض المبالغة . نحو : نسابة ، للعالم بالنسب .

وعلاّ للعالم بالعلوم المختلفة .

3 ـ تأتي للنسب مفردا . نحو : ثعالبة ، في المنسوبين إلى ثعلب . ومهالبة في المنسوبين إلى مهلب . وتغالبة في المنسوبين إلى تغلب ، فهي في معنى الثعلبيين ، والمهلبيين ، والتغلبيين .

4 ـ وتأتي لتأنيث اللفظ فقط اسما ، أو حرفا ويعرف بالتأنيث اللفظي . نحو : غرفة ، وبسطة .

ونحو : ثُمت ، ورُبت ، وثَمت ، ولعلت .

5 ـ وتأتي لتحديد اسم المرة ، واسم الهيئة . نحو : جلدته جلدة .

ونحو : جلست جلسة الأمير .



خامسا ـ نون التوكيد :

حرف إما أن يكون ثقيلا " مشددا " ، أو خفيفا ساكنا ، يختص بالدخول على الأفعال بشروط ، ويكون مبنيا لا محل له من الإعراب .

والنون الثقيلة أشد توكيدا للفعل من الخفيفة ، لتكرار النون فيها ، ويبنى الفعل معها على الفتح ، مع توكيده . نحو : تالله لأساعدن الضعيف .

170 ـ ومنه قوله تعالى : { ليسجننَّ وليكوننْ من الصاغرين}1 .

* حكم توكيد الأفعال بالنون وشروطها : ـ

أولا ـ الفعل الماضي :

يمتنع توكيده بالنون مطلقا ، لأنه لا يدل على طلب .

نقول : جاء الرجل راكبا ، ونام الطفل مبكرا . ولا يصح أن نقول : جاءنَّ الرجل ، ولا نامنْ الطفل .

ـــــــــــــــ

1 ـ 32 يوسف .



وما ورد منه مؤكدا فلدلالته على الاستقبال في المعنى .

80 ـ كقول الشاعر :

دامنَّ سعدك إن رحمت متيما لولاك لم يكُ للصبابة جانحا

ومنه ما ورد في الحديث عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم :

" فإمّا أدركنَّ واحد منكم الدجال " .

الشاهد في البيت قوله : " دامنَّ " ، وفي الحديث قوله : " أدركنَّ " ، وكلاهما فعلان ماضيان جاءا مؤكدان بالنون الثقيلة على غير القياس ، والمسوغ لتوكيد الفعل الأول مجيئه مستقبل المعنى ، لأنه يدل على الدعاء ، ومسوغه في الفعل الثاني مجيئه مستقبل المعنى أيضا ، لأنه فعل شرط . والله أعلم .

ثانيا ـ الفعل الأمر :

جائز التوكيد بالنون إذا استدعى الحال ذلك .

تقول : احفظن الدرس ، واجلسن مؤدبا ، واصبرن على أذى الجار .

وتقول : احفظ الدرس ، واجلس مؤدبا ، واصبر على أذى الجار .

81 ـ ومنه قول الشاعر :

فيا صاحبي إمّا عرضت فبلغن بني مازن والريب إلا تلاقيا

ثالثا ـ الفعل المضارع :

وفي توكيده ثلاثة أحوال : ـ

1 ـ يجب توكيده بالنون ثقيلة ، أو خفيفة بالشروط الآتية :

أ ـ أن يكون جوابا للقسم متصلا بلامه ، غير مفصول عنها بفاصل .

ب ـ أن يكون مثبتا مستقبلا .

ج ـ إلا يتقدم معموله عليه .

نحو : تالله لأكافئنَّ المجتهد .

171 ـ ومنه قوله تعالى : { تالله لأكيدن أصنامكم }1 .

وقوله تعالى : { لنتصدقن ولنكونن من الصالحين }2 .

ومنه قول الشاعر :

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر

2 ـ يجوز توكيده بالشروط الآتية :

أ ـ إذا كان مستقبلا .

ب ـ أن يكون مسبوقا بأداة من أدوات الطلب ، وهي :

1 ـ لام الأمر . نحو : ليقولن الحق أو ليصمت ، ويجوز : ليول الحق .

2 ـ لا الناهية . نحو : لا تهملن الواجب .

ومنه قوله تعالى : { ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله }3 .

172 ـ وقوله تعالى : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد }4 .

ومنه قول الشاعر :

لا تمدحن امرأ حتى تجربه ولا تذمنه من غير تجريب

ونقول : لا تهمل ، ولا تقول ، ولا يغرك ، ولا تمدح .

3 ـ الاستفهام . نحو : هل تفوزن بالجائزة .

ومنه قوله تعالى : { هل يذهبن كيده ما يغيظ}5 .

ومنه قول الشاعر :

يا بنت عمي كتاب الله أخرجنى طوعا وهل أمنعن الله ما فعلا

82 ـ وقول الآخر :

ويا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 57 الأنبياء . 2 ـ 75 التوبة .

3 ـ 23 الكهف .

4 ـ 196 آل عمران . 5 ـ 15 الحج .



وقول الشاعر :

أتهجرن خليلا صان عهدكم وأخلص الود في سر وإعلان

4 ـ التمني . نحو : ليتك تصغينَّ لنصيحتي .

83 ـ ومنه قول الشاعر :

فليتك يوم الملتقى ترينني لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم

5 ـ الترجي . نحو : لعلك تصيبن خيرا .

6 ـ العرض : وهو الطلب بلين . نحو : ألا تساعدن المحتاج .

7 ـ الحض ، أو التحضيض : وهو الطلب بعنف وشدة . نحو : هلاَّ تقولن الحق .

84 ـ ومنه قول الشاعر :

هلاَّ تمنِّنْ بوعد غير مخلفة كما عهدتك في أيام ذي سلم

ويجوز في الأفعال السابقة عدم التوكيد كما بينا في أول الأمثلة .

ج ـ ويجوز توكيده أيضا إذا وقع الفعل بعد " لا " النافية .

نحو : أحب النشاط ولا أقبلنَّ الكسل .

173 ـ ومنه قوله تعالى : { فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها }1 .

ومنه قول الشاعر :

فلا يغرنك ما منت وما وعدت إن الأماني والأحلام تضليل

د ـ بعد إمَّا الشرطية .

174 ـ نحو : قوله تعالى : { إمَّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله }2 .

وقوله تعالى : { وإمَّا تعرضنَّ عنهم ابتغاء رحمة من ربك }3 .

ومنه قول الشاعر :

فإما ترينني ولي لمة فإن الحوادث أودى بها

ــــــــــــــــ

1 ـ 16 طه . 2 ـ 200 الأعراف .

3 ـ 28 الإسراء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

حروف المعانى Empty
مُساهمةموضوع: تكمله   حروف المعانى Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:52 am

تتمة حروف المعاني



سادسا ـ هاء السكت :

هاء ساكنة لبيان حركة الحرف في كل مبني متحرك ، أو لبيان الألف في صيغة الندبة .

مثال بيان الحركة في كل مبني متحرك ، نقول : بمهْ ، ولمهْ ، وقهْ ، ولم يعطهْ ، وارمهْ . ومنه قوله تعالى : { هاؤم اقرءوا كتابيهْ }1 .

175 ـ وقوله تعالى : { ما أغنى عني ماليهْ هلك مني سلطانيهْ }2 .

وبيان حركة الألف ، نحو : وامعتصماهْ ، واليلاهْ .

* وزيادة هاء السكت تكون واجبة ، وجائزة .

الواجبة : هي التي لا يجوز حذفها ، أو الاستغناء عنها ، وتكون في موضعين :

1 ـ أن تزاد على الفعل الذي بقي على حرف واحد ، أو حرفين أحدهما زائد .

نحو : قِهْ . في قولنا : قِ محمدا من الهلاك .

ونحو : لا تقِهْ . في قولنا : لا تقِ محمدا من الهلاك .

2 ـ أن تزاد على " ما " الاستفهامية المجرورة بالإضافة بعد حذف الألف .

نحو : اقتضاء مَهْ ؟

أما الجائزة : فتكون في غير الموضعين السابقين ، بشرط أن يكون الوقف بها على كل متحرك حركة بناء لا تشبه الإعراب ، كـ " ما " الاستفهامية المجرورة بحرف الجر . نحو : بمهْ ، ولمهْ .

وبعد الأفعال المحذوفة الآخر جزما ، أو وقفا ، والضمائر المبنية على الفتح .

نحو : لم يدعهْ ، وأعطهْ .

176 ـ ومنه قوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }3 .

والضمائر المبنية على الفتح .

177 ـ كقوله تعالى : { وما أدراك ما هيهْ }4 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 19 الحاقة . 2 ـ 29 ، 30 الحاقة .

3 ـ 7 الزلزلة . 4 ـ 10 القارعة .



ومنه قول حسان :

إذا ما ترعرع فينا الغلام فما إن يقال له : من هوهْ

ولا يقف بهاء السكت على المبني بناء عارضا كاسم " لا " النافية للجنس ، أو المنادى المبني على الضم ، أو العدد المركب ، ولا تلحق الفعل الماضي وإن كانت حركة بنائه لازمة لشبهه بالمضارع (1) .



شين الوقف :

عبارة عن حرف الشين يجعله بعض العرب بدلا من كاف المؤنث في حالة الوقف ، حرصا على البيان ، لأن الكسرة الدالة على التأنيث تختفي في الوقف فأبدلوها شينا .

نحو قولهم : عليش : في عليك ، ومنش : في منك ، ومررت بش : في مرري بك .

* وقد تلحق الشين الكاف دون حذفها ، ويكون الوقف على الشين .

كقولهم : أكرمتكش : في أكرمتك ، ومررت بكش : في مررت بك .

* ولا يكون الوقف بالشين في حالة وصل الكلام بعضه ببعض ، وإنما يجب الحذف ، وقد سمع موقوفا في الوصل .

كقول الشاعر :

فعيناشِ عيناها وجيدُشِ جيدها سوى أن عظم الساق منشِ دقيق

ومنه قوله تعالى في قراءة بعضهم : { قد جعل ربش تحتش سريا } .

في قوله تعالى : { قد جعل ربك تحتك سريا }2 .

* وشين الوقف تسمى " الكشكشة " ، وهي إحدى لغات بني تميم ، ومثلها " الكسكسة " في بكر ، وهي : إلحاقهم بكاف المؤنث سينا في الوقف .

نحو : مررت بكس : في مررت بك ، ونزلت عليكس : في نزلت عليك .

وما سبق من لغات بعض القبائل لا يقاس عليه .

ـــــــــــــــ

1 ـ شرح ابن الناظم ص 812 .



حرف التذكر :

حرف مد يزاد بعد الكلمة ، أو الحرف إذا أريد اللفظ بما بعده ، ونسي ذلك المراد ، فيقف متذكرا ، ولا يقطع كلامه ، لأنه لم ينته منه .

نحو قولهم : قالا : في " قال " بمد فتحة اللام .

ونحو : يقولو : في " يقول " بمد ضمة اللام .

ويتبع حرف المد حركة الحرف الذي قبله ، فإن كانت حركة الحرف فتحة ، كان حرف التذكر ألفا ، وإن كانت حركة الحرف ضمة ، كان حرف التذكر واوا ، وإن كانت حركة الحرف الكسرة كان حرف التذكر الياء .

نحو قولهم : العامي : في قولهم : في العامِ .

* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة التي يتذكر فبها المتكلم ، ولا يريد أن يقطع كلامه سكونا ، كـ " أل " التعريف في كلمة الرجل ، والغلام لزم كسرها تشبيها بالقافية المجرورة إذا كان حرف رويها صحيحا ساكنا .

85 ـ كقول النابغة الذبياني :

أفد الترحل غير أن ركابنا لما يزل برحالنا وكأن قدِ

الشاهد قوله : وكأن قدِ ، فكسر حرف الدال من كلمة قد ، لأنه ساكن في الأصل ، وحرك بالكسر لمجيء الساكن بعده .

ومنه قولهم : قدِ احمرَّ البلح .

وعليه نقول في التذكر : قدي ، في قد قام .

* أما إذا كانت حركة الحرف الأخير من الكلمة ، أو الحرف الذي يتذكر فيه المتكلم مما يكون مفتوحا في حالة ، ومكسورا في حالة أخرى بحسب مقتضى الكلام ، كحرف الجر " من " ، نقول : منَّا ، في حالة مجيئها مفتوحة ، في مثل قولك :

غضبت منَ الرجل .

ونقول " منِّي " في حالة مجيئها مكسرة في مثل قولنا : غضبت منِ ابنك .

وما ذكرناه آنفا ينطبق على كل ساكن وقفت عليه ، وتذكرت بعده كلاما فأنه يلزم فيه الكسر ، مع إشباع الكسرة للاستطالة ، والتذكر ، إن كان مما يكسر ، إذا تلاه ساكن ، أما إذا كان الحرف الساكن مما يكون مضموما ، ووقفت عليه متذكرا ، ألحقته واوا . كقولك : " مذو " ، في : ما رأيتك مذ اليوم .

فـ " مذ " إذا جاء ساكن بعدها ضمت ، لأن الأصل في " منذ " الضم .



حروف الزيادة : إنْ ، أنْ ، ما ، لا ، من ، والباء .

وهي حروف تزاد في وسط الكلام ، وتكون زيادتها للتأكيد ليس غير . فدخولها في الكلام كخروجها ، إذ إنها لا تحدث معنى إعرابيا ، وقد تسمى بعض النحاة هذه الحروف بحروف الزيادة ، وسماها البعض بحروف الصلة ، أو الحشو .



أولا ـ " إن " المكسورة الهمزة ، الساكنة النون ، تكون زيادتها غالبا بعد " ما " النافية ، وتكون هذه الزيادة على نوعين : ـ

1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة مؤكدة . نحو : ما إن رأيته . والمقصود : ما رأيته.

فـ " إن " في الكلام السابق زائدة ، لم يكن لوجودها في الكلام أي أثر إعرابي .

ومنه قول دريد بن الصمة :

" ما إن رأيت ولا دريت به "

الشاهد قوله : " ما إن " فزاد " إن " بعد " ما " ، وتقدير المعنى : ما رأيت .

86 ـ ومنه قول الكميث :

فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرين

1 ـ نوع تكون فيه " إن " زائدة كافة ، وهذا النوع لا اختلاف فيه عن النوع السابق ، وإنما يحدده نوع " ما " النافية التي تسبق " إن " الزائدة .

نحو : ما إن محمد قائم .

فـ " ما " النافية إما أن تكون حجازية ، أو تميمية . فإذا كانت حجازية فهي نافية عاملة ، و " إن " بعدها زائدة كافة لها عن العمل ، ويكون ما بعدها مبتدأ وخبر ، مثلها مثل " ما " الكافة لـ " إنَّ " الثقيلة عن العمل .

178 ـ نحو قوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة }1 .

وإذا كانت " ما " تميمية فهي نافية لا عمل لها ، وتمون " إن " بعدها زائدة مؤكدة للنفي كما في النوع الأول ، ونحو : ما إن رأيت .

* وزاد " إن " المؤكدة مع " ما " المصدرية ، فيكونان معا بمعنى " الحين والزمان ".

نحو : انتظرنا ما إن جلس القاضي . والمعنى : زمان جلوسه .

179 ـ ومنه قوله تعالى : { وكنت عليهم شهيدا ما دمت حيا }2 .

والمعنى : مدة دوامك ، أو زمن دوامك حيا .

حيث انسبكت " ما " مع الفعل مكونة مصدرا مؤولا يستعمل بمعنى الحين ، ويكون الظرف هو الاسم المحذوف الذي أقيم المصدر مقامه .

فإذا قلنا : سأجلس ما دمت جالسا . يكون التقدير : سأجلس مدة جلوسك .

فحذفنا الظرف ، وهو كلمة " مدة " ، أو " وقت " وجعلنا المصدر مكانها .

87 ـ ومنه قول معلوط القريعي :

ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيرا ما يزال يزيد

والمعنى : رج الخير له إذا رأيته يزداد على السن والكبر خيرا .



ثانيا ـ " أن " المفتوحة الهمزة الساكنة النون :

تزاد " أن " بعد " ما " . نحو : لما أن جاء المعلم قمنا إجلالا له .

180 ـ ومنه قوله تعالى : { ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم }3 .

فـ " أن " في الآية زائدة للتوكيد ، ويدلنا على ذلك قوله تعالى في سورة هود :

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 117 المائدة .

3 ـ 33 العنكبوت .



" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم }1 . فلا اختلاف في المعنى بين الآيتين .

كما تزاد " أن " في القسم . نحو : أما والله أن لو فعلت لفعلت .



ثالثا ـ " ما " الزائدة : تزاد " ما " على ضربين : ـ

1 ـ زائدة كافة سواء أكان ذلك للاسم ، أم للفعل ، أم للحرف .

مثال زيادتها وكفها للاسم : حضرتُ بعدما أنتم قيام .

ونحو : بينما نحن نستمع لشرح المعلم قرع الجرس .

88 ـ ومنه قول كثير عزة :

بينما نحن بالبلاكت فالقا ع سراعا والعيش تهوي هويَّا

الساهد قوله : بينما نحن ، فقد زيد " ما " بعد " بين " فكفتها عن العمل ، والأصل في الظرف أن يجر ما بعده من الأسماء بالإضافة ، فزيادة " ما " أبطل هذا العمل ، وجاء بعدها جملة ابتدائية .

وزيادتها على الفعل نحو : قلما ، وطالما .

وهي حينئذ تكفه عن العمل ، وتجعله صالحا لدخوله على فعل آخر .

نحو : قلما أحضرُ ، وطالما انتظرتُ .

ودخولها على الفعل تجعله كالحرف ، فيستغي عن الفاعل ، لتهيئته للدخول على فعل أخر ، وهذا ممتنع في الأفعال في غير هذا الموضع .

وتزاد على الحر الحرف فتكفه عن العمل من ناحية ، وتهيئه للدخول على ما لم يدخل عليه قبل الكف من ناحية أخرى .

مثال الأول : كأنما عليٌّ أسد ، ولعلما محمدٌ قادم .

181 ـ ومنه قوله تعالى : { إنما إلهكم إله واحد }2 .

وقوله تعالى : { إنما أنت مذكر }3 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 77 هود . 2 ، 3 ـ 21 الغاشية .



182 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء }1

وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }2 .

وقوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }3 .

2 ـ زائدة مؤكدة غير كافة ، وهي نوعان :

أ ـ أن تكون عوض عن محذوف . نحو : أمَّا أنت قائما قمت معك .

ومنه قول الشاعر :

أبا خراشة أمَّا أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبُعُ

الشاهد قوله : أما أنت " فأما " : هي " أن " زيدت إليها " ما " للتوكيد ، وهذه العبارة عوض من " كان " المحذوفة ، والأصل : إن كنت ذا نفر .

ب ـ أن تكون زيادتها لمجرد التوكيد ، وهذا كثير في القرآن الكريم ، والشعر ، والنثر . نحو : غضبت من غير ما جرم . وعنفت من غير ما سبب .

فـ " ما " زائدة ، والأصل : من غير جرم ، ومن غير سبب .

ومنه قولهم : جئت لأمر ما . فـ " ما " زائدة ، والمقصود : ما جئت إلا لأمر .



رابعا ـ " لا " الزائدة :

تزاد " لا " وتكون ملغاة لمجرد تأكيد النفي ، كما هو الحال في " ما " .

183 ـ نحو قوله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب }4 .

وقوله تعالى : { لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم }5 .

فـ " لا " في الآيتين زائدة للتأكيد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 28 فاطر . 2 ـ 6 الأنفال .

3 ـ 2 الحجر . 4 ـ 29 الحديد .

5 ـ 137 النساء .



خامسا ـ " من " الجارة الزائدة :

تزاد " من " الجارة فيبقى عملها ، وتكون للتأكيد ، وقد اعتبرت زائدة لأنها لم تحدث معنى جديدا لم يكن قبل دخولها في الكلام ، وتكون زيادتها بعد النفي .

نحو : ما صافحت من أحد . وما شاهدت من زائر .

فـ " من " زائدة ، وإن كان عملها موجودا ، ومنشأ الزيادة من عدم إحداث معنى جديد كما ذكرنا ، فلا فرق في المعنى في المثالين السابقين ، وفي وقلنا :

ما صافحت أحدا ، وما شاهدت زائرا . لأن أحد ، وزائر في جميع الأمثلة السابقة يفيد العموم . 184 ـ ومنه قوله تعالى : { ما جاءنا من بشير }1 .

كما تكون زيادتها بعد الاستفهام .

185 ـ كقوله تعالى : { وتقول هل من مزيد }2 .

وقوله تعالى : { هل من خالق غير الله }3 .



سادسا ـ " الباء " :

تزاد " الباء " لتأكيد النفي دون أن تحدث معنى جديدا في الجملة التي تزاد فيها .

نحو قوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }4 .

186 ـ وقوله تعالى : { كفى بالله وكيلا }5 .

وزيادتها تكون في المواضع الآتية : ـ

1 ـ مع المفعول به .

187 ـ نحو قوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }6 .

فـ " الباء " في قوله " بأيديكم " زائدة لتوكيد النفي بـ " لا " .

والمراد : ولا تلقوا أيديكم ، فأيدي مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 19 المائدة . 2 ـ 30 ق .

3 ـ 3 فاطر . 4 ـ 79 النساء .

5 ـ 81 النساء . 6 ـ 195 البقرة .



ومنه قوله تعالى : { ألم يعلم بأن الله يرى }1 .

فـ " الباء " في " بأن " زائدة للتأكيد ، وأن واسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي يعلم .

ومنه قوله تعالى : { تنبت بالدهن }2 .

2 ـ تزاد " الباء " في خبر ليس وما النافيتين .

188 ـ نحو قوله تعالى : { لست عليهم بمسيطر }3 .

وقوله تعالى : { أليس الله بكاف عبده }4 .

وقوله تعالى : { ألست بربكم }5 . وقوله تعالى : { لست عليكم بوكيل }6 .

فـ " الباء " في الآيات السابقة زائدة ، والاسم بعدها في محل نصب خبر ليس .

ومثال زيادتها في خبر ما قوله تعالى : { وما أنتم بمعجزين }7 .

189 ـ وقوله تعالى : { وما هم بمؤمنين }8 .

وقوله تعالى : { وما ربك بظلام للعبيد }9 .

وقوله تعالى : { وما أنا بطارد المؤمنين }10 .

3 ـ تزاد مع المبتدأ . نحو : بحسبك درهم .

89 ـ ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

بحسبك في القوم أن يعلموا بأنك فيهم غني مضر

الشاهد قوله : " بحسبك " فالباء زائدة ، وحسب مبتدأ .

4 ـ مع خبر المبتدأ :

190 ـ نحو قوله تعالى : { والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها }11 .

ــــــــــــــــ

1 ـ 14 العلق . 2 ـ 20 المؤمنون .

3 ـ 22 الغاشية . 4 ـ 36 الزمر .

5 ـ 172 الأعراف . 6 ـ 66 الأنعام .

7 ـ 134 الأنعام . 8 ـ 8 البقرة .

9 ـ 46 فصلت . 10 ـ 114 الشعراء .

11 ـ 27 يونس .



فـ " الباء " في قوله : بمثلها ، زائدة ، والمراد : جزاء سيئة مثلها .

5 ـ وزيدت " الباء " في التعجب . نحو : أكرم بمحمد .

191 ـ ومنه قوله تعالى : { اسمع بهم وأبصر }1 .

فـ " الباء " في قوله : " بهم " زائدة ، والضمير في محل رفع فاعل لـ " اسمع " .



حروف المضارعة :

هي : الألف ، والنون ، والياء ، والتاء ، وتكون في أوائل الأفعال المضارعة لتميزها عن الأفعال الماضية ، والأمر .

وسميت بحروف المضارعة لأنها إذا دخلت على الفعل صار يضارع بها الأسماء ، أي : يشابهها ، وهذه المشابهة تكون من جهتين : ـ

1 ـ أن الفعل يدخله من الإبهام ، والتخصيص ما يدخل الاسم ، والإبهام في الفعل هو احتماله الحال والاستقبال . والتخصيص فيه : أن يخلص لأحد الزمانين بقرينة تدل على ذلك .

فإذا قلنا : أنا أكتبُ . احتمل الحال ، والاستقبال ، فإذا قلت : أنت أكتب الآن . خلص الفعل للحال ، وإذا قلت : أنا أكتب غدا . خلص الفعل للاستقبال .

وإبهام الاسم : أن يقع في أصوله على ما دخل تحت جنسه .

نحو : رجل ، فرس ، غلام ، امرأة ، مدرسة ... إلخ . ويكون تخصيصه بتعريفه بالألف واللام ، أو بالإضافة . فنفول : الرجل ، والفرس ، والغلام وما إلى ذلك .

أو : جاء رجل القوم . وهذه فرس محمد . ووصل غلامكم .

2 ـ أما الناحية الأخرى التي يشابه فيها الفعل الاسم هي : أن يكونا متساويين في عدد الحروف ، والحركات ، والسكنات .

نحو : ضارب ، ويضرب ، وكاتب ويكتب .

فاسم الفاعل " ضارب " مكون من أربعة أحرف ، وأوله متحرك ، وثانيه ساكن ، وثالثه ورابعه متحركان . وكذلك الحال في الفعل " يضرب " فهو مكون من أربعة أحرف ، وأوله متحرك ، وثانيه ساكن ، وثالثه ورابعه متحركان .

ولكن هذه القاعدة غير مطردة ، وإنما تكون في بعض الأسماء والأفعال . أما القاعدة الأولى فهي مطردة ، وهي المعمول بها ، والذي يميز الفعل المضارع هو وجود أحد أحرف المضارعة في أوله ، وقد جمعت تلك الحروف في كلمة " أنيت ".

أ ـ الهمزة على الألف : وتكون لدلالة الفعل المضارع على المفرد المتكلم .

نحو : أنا أعمل الواجب مبكرا . وأنا أتابع دروسي أولا بأول .

ومنه قول الشاعر :

أقول وقد ناحت بقربي حمامة أيا جارتا لو تعلمين بحالي

الشاهد قوله : " أقول " فالألف للمضارعة ، وهي للدلالة على المفرد المتكلم .

ومنه قوله تعالى : { إني أعلم ما لا تعلمون }1 .

وقوله تعالى : { قال سوف أستغفر لكم ربي }2 .

ب ـ النون : تكون نون المضارعة للدلالة على المثنى المتكلم مذكرين ، أو مؤنثين ، أو أحدهما مذكرا ، والآخر مؤنثا .

نحو : أنا ومحمد نخرج مسرعين . وأنا وفاطمة نحضر مبكرين .

ومنه قوله تعالى : { واجنبني وبني أن نعبد الأصنام }3 .

ومنه قول امريء القيس :

خرجت بها نمشي تجر وراءنا على أثرنا ذيل مرط مُرَمَّل

وتدل نون المضارعة كذلك على جماعة المتكلمين ، ذكورا كانوا ، أو إناثا ، أو ذكورا وإناثا . نحو : أنا ومحمد وأخي نذهب إلى المدرسة مبكرين .

ونحو : نحن نذهب إلى الحقل عصرا .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 98 يوسف . 3 ـ 35 إبراهيم .



ومنه قوله تعالى : { وما لنا لا نؤمن بالله }1 .

ونحو : محمد وفاطمة وأنا ندرس في مدرسة واحدة .

ونحو : فاطمة ومريم وأنا نسكن معا .

* كما تدل النون على الواحد المعظم نفسه .

نحو قوله تعالى : { إنَّا نعلم ما يسرون }2 .

وقوله تعالى : { يوم ندعو كل أناس بإمامهم }3 .

وقوله تعالى : { نحرج منه حبا متراكما }4 .

* وقد زيدت نون المضارعة في الفعل ، لأنها تشبه حروف العلة ، أو تبدل من واو وياء العلة بالإدغام .

نحو قوله تعالى : { وما لهم من دونه من وال }5 .

وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه }6 .

فـ " النون " في قوله : " من وال " ، مبدله من الواو ، وفي قوله " من يفعل " مبدله من الياء وكلاهما بالإدغام .

* وتبدل " النون " من الألف في الوقف . نحو قوله تعالى : { لنسفعا بالناصية }7 .

* ويعرب بالنون كما يعرب بحروف العلة ، فهي علامة الرفع في الأفعال الخمسة .

نحو : يأكلون الطعام ، ويلعبان في الحديقة ، وتساعدين أمك .

ومنه قوله تعالى : { ثم ذرهم في خوفهم يلعبون }8 .

3 ـ الياء : أصل في المضارعة إذا كان حرف علة خالصا ، بخلاف أحرف المضارعة الأخرى .

نحو : يقوم الرجل مبكرا ، ويذهب أخي إلى المدرسة مسرعا .

ـــــــــــــــ

1 ـ 84 المائدة . 2 ـ 6 يس .

3 ـ 71 الإسراء . 4 ـ 99 الأنعام .

5 ـ 11 الرعد . 6 ـ 231 البقرة .

7 ـ 15 العلق . 8 ـ 91 الأنعام .



ومن الأدلة على أصلية الياء في المضارعة أن الياء إذا كان بعدها واو يليها حرف مكسور ، حذفت الواو لوقعها بين الياء ، وبين الكسرة .

نحو : يعد ، ويزن ، ويقف . والأصل : يوعِد ، ويوزِن ، ويوقِف .

وتكون الياء للدلالة على المذكر الغائب . نحو : أحمد يقوم .

ومنه قوله تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }1 .

والغائبين المذكرين . نحو : الطالبان يقومان .

ومنه قوله تعالى : { وما يعلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة }2 .

وعلى جمع الذكور . نحو : الطلاب يقومون .

ومنه قوله تعالى : { وقال الذين لا يعلمون }3 .

وعلى جمع الإناث الغائبات . نحو : الطالبات يقمن .

ومنه قوله تعالى : { الوالدات يرضعن أولادهن }4 .

ومنه قول ابن قيس الرقيات :

ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه

4 ـ تاء المضارعة : تكون في أول الفعل للدلالة على المفرد المخاطب .

نحو : أنت تقول الحق .

ومنه قوله تعالى : { إذ تقول للمؤمنين ألن يكفكم أن يمدكم ربكم }5 .

أو المخاطبة . نحو : أنت تقولين الحق .

ومنه قوله تعالى : { فانظري ماذا تأمرين }6 .

ومنه قول أبي النجم العجلي :

" يابنة عما لا تلومي واهجعي "

ـــــــــــــــ

1 ـ 35 مريم . 2 ـ 102 البقرة .

3 ـ 118 البقرة . 4 ـ

5 ـ 124 آل عمران . 6 ـ 33 النمل .



أو المخاطبين المذكرين . نحو : أنتما تكتبان الدرس .

ومنه قوله تعالى : فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة }1 .

أو المخاطبين المؤنثين . نحو : أنتما يا هاتان تكتبان الدرس .

ومنه قوله تعالى : إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما }2 .

أو لجماعة الذكور المخاطبين . نحو : أنتم تستيقظون مبكرين .

ومنه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم }3 .

وقوله تعالى : { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم }4 .

أو لجماعة الإناث المخاطبات . نحو : أنتن يا طالبات تحافظن على نظافة الفصل .

ومنه قوله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية }5 .



حروف التأنيث : الألف ، والهمزة ، والتاء .



أولا ـ الألف :

أحد الحروف الدالة على تأنيث الكلمة ، وهي قسمان : ـ

1 ـ قسم يختص بالتأنيث . 2 ـ قسم يبين التأنيث .

فالقسم المختص بالتأنيث هي الألف الواقعة طرفا في الأسماء ، وزائدة عليها ، وغير أصلية . كألف " ما " ، ولا منقلبة عن أصل كألف " عصا " ، ولا ملحقة بأصلي كألف " علقى ومعزى " ، وتكون في الثلاثي : كـ " حبلى وسلمى " ، وفي الرباعي : كـ " قرقرى وجحجحى " ، وفي الخماسي : كـ " بعثرى و طبغطرى " .

وتكون في المؤنث اللفظي ، والمعنوي ، وفي المذكر المعنوي كـ " طبغطرى " ، وتكون في المفرد المذكر كما بينا . وتكون في الجمع كـ " حجلى " جمع حجل ، وفي المصادر كـ " الرجعى والدعوى " .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 19 الأعراف . 2 ـ 4 التحريم .

3 ـ 17 التغابن . 4 ـ 85 البقرة .

5 ـ 33 الأحزاب .



أما القسم المبين للتأنيث فهي الألف التي تلي هاء الغائبة المؤنثة .

نحو : أكرمتها ، وساعدتها .

فالألف في أكرمتها ، وساعدتها لبيان التأنيث .



ثانيا ـ الهمزة :

هي المبدلة من ألف التانيث الممدودة قياسا كألف : حمراء ، وخضراء ، وصحراء ، وخنفساء ، وما شابه ذلك .

* والأصل في مثل هذه الكلمات أن تكون فيها ألف واحدة ، إلا أنهم أرادوا أن يبنوها بناء آخر غير بناء المقصورة ، فزادوا عليها ألفا أخرى ، فاجتمعتا ساكنين فحركت الثانية منهما لأنها المقصورة في الدلالة على التأنيث .

* ولا يجوز أن نعتبر همزة التأنيث أصل في نفسها ، بل هي مبدلة من الألف كما ذكرنا ، بدليل إبدالها واوا في حالتي جمع المؤنث ، والنسب بالياء .

نحو : صحراء : صحراوات ، وصحراوي . وحمراء : حمراوات ، وحمراوي .

ولو كانت الهمزة أصلية لبقيت على حالها في حالتي الجمع ، والنسب ، كما هو الحال في همزة " قرَّاء " فإذا صرفنا الكلمة بقيت همزتها دون إبدال .

فنقول : قرأ ، وقرأت ، ومقرئ ، وقارئ ، وقارئات .

* وتكون الهمزة علامة للتأنيث في الأسماء الثلاثية المفردة .

نحو : صحراء ، وبيداء ، وصفراء .

وفي المصادر الثلاثية المفردة أيضا . نحو : سراء ، وضراء .

وفي الصفات الثلاثية المفردة . نحو : امرأة حسناء ، وخنساء .

وفي أسماء الجمع . نحو : قصباء ، وحلفاء (1) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ قصباء هي : القصب ، وحلفاء : نبت ، يقال أحلفت الأرض إذا أنبتت الحلفاء ،

والمفرد منه حَلِفة ، وحَلَفة بكسر اللام وفتحها ، مثل فرِحة ، وخشَبَة .

اللسان ج3 ، ص 129 ، والمعجم الوسيط ج1 ص 192 .



* وتلحق همزة التأنيث ما كان على وزن " فُعلاء " .

نحو : ناقة عُشَراء . وامرأة نُفساء .

وما كان على وزن : فِعَلاء " . نحو : سِيَراء (1) .

* وتكون في المزيد من الأسماء . نحو : كبرياء . على وزن " فِعلياء " .

ونحو : قاصِعاء . على وزن فاعَلاء . وعاشُوراء . على وزن : فاعُلاء .

ونحو : بركاء . على وزن : فَعَلاء (2) . وبرُكاء . على وزن : فَعُلاء .

ونحو : عَقْرُباء . على وزن : فَعُلاء . وخُنْفُساء . على وزن : فُعْلُلاء .

ونحو : زِمَكّاء . على وزن : فِعِلاّء (3) . وزَكَرِّياء . على وزن : فَعَلِّياء .

ويلاحظ أن جميع الألفاظ السابقة مفردة .

* وتلحق همزة التأنيث الجمع على وزن : أفعلاء . نحو : أنبياء .

ووزن : فُعلاء . : كــ علماء . (4) .



ثالثا ـ تاء التأنيث : سبق ذكرها في موضعها .



حرف الندبة والفصل : الألف .

أولا ـ حرف الندبة : الألف :

مر ذكرها في باب الندبة ، وللزيادة نقول : هي ألف تكون لمد الصوت ، وبعدها هاء لبسطها ، وتمكين مدها . نحو : يا زيداه ، ويا عمراه .

وتكون الألف للدلالة على الندبة في المنادى المفرد ، وتكون في المضاف إليه .

نحو : يا غلام عمراه .

وتكون في آخر صلة الموصول . ومنه كلامهم : وأمن حفر بئر زمزماه .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ عشراء : ما مضى على حملها عشرة أشهر . سيراء : نوع من النبات .

2 ـ بركاء : تعني ساحة الحرب .

3 ـ الزمكاء ، والزمكي منبت ذنب الطائر .

4 ـ رصف المباني ص 144 بتصرف .



ونحو : وا أمير المؤمناه .

ويقول صاحب رصف المباني : " ويجوز في هذه الألف أن تنقلب ياء تارة ، وواوا تارة أخرى بحسب الحركة قبلها إذا خيف اللبس . نحو : وا غلامَكيهْ " (1) .

ويقول سيبويه : " وتقول : وا غلامَكيهْ إذا أضيفت الغلام إلى مؤنث ، وإنما فعلوا ذلك ليفرقوا بينها وبين المذكر إذا قلت : وا غلامكاه " (2) .

* ويجب في ألف الندبة أن يفتح ما قبلها دائما سواء كانت الحركة قبلها مكسورة ، أو مضمومة ، لأنها حينئذ تكون تابعة للألف ، ولا يكون ما قبل الألف إلا مفتوحا .



ثانيا ـ ألف الفصل :

هي الألف الفاصلة بين نون التوكيد ، ونون ضمير الجمع المؤنث . نحو : اضربنان ، واكتبنان .

فلولا الفصل بالألف بين نون التوكيد ، ونون جماعة الإناث ، لاجتمعت ثلاث نونات فيقال : اضربْنَنَّ ، وذلك مستتقل .

وتأتي للفصل بين الهمزتين لتخلص من الاستتقال أيضا .

ومنه قراءة هشام بن عمار السلمي : { أاأنذرتهم أم لن تنذرهم لا يؤمنون }3 .

ومنه قوله تعالى أيضا : { أاأنزل عليه الذكر }4 .

ولكن هناك من القراء ، والنحاة من سيهل الهمزة الثانية بين بين تخفيفا ، ولا يدخل ألفا بينها ، وبعضهم يدخل الألف مراعاة للأصل ، وبعضهم يخففها ، ولا يدخل ألفا ، لأن الهمزة الأولى عارضة .

90 ـ فمثال الفصل بين الهمزتين قول ذي الرمة :

أيا ضبية الوعساء بين جلاجل وبين القنا أاأنت أم أمّ سالم

الشاهد قوله : " أاأنت " فقد فصل بالألف بين الهمزتين هربا من الاستتقال ، وترسم

ــــــــــــــــ

1 ـ رصف المباني ص 120 .

2 ـ الكتاب لسيبويه ج2 ص224 .

3 ـ 6 البقرة . 4 ـ 8 ص .



على هذا الشكل ( آأنت ) .

ومن أمثلة الجمع بين الهمزتين مع عدم الفصل بالألف قول الشاعر ( بلا نسبة ) :

أأنت الهلالي الذي كنت مرة سمعنا به والأريحي الملقب

غير أن الفصل بينهما أكثر ، والله أعلم .



همزة الوصل وهمزة القطع :

أولا ـ همزة الوصل :

هي كل همزة يلفظ بها في أول الكلام ، ولا تكتب ، للتوصل بها إلى النطق بالساكن ، وتسقط في وسطه ، وترسم ألفا عليها صاد صغيرة هكذا ( اّ ) .

نحو : انطلق اللاعب مسرعا . واضرب المهمل . واستعمال الفرشاة ضروري .

المواضع التي تكون فيها همزة الوصل :

1 ـ في الأسماء العشرة المسموعة ، وهي :

ابن ، ابنة ، امرؤ ، امرأة ، اثنان ، اثنتان ، اسم ، است ، ايم ، ايمن .

2 ـ الأفعال الخماسية ، والسداسية الماضية المبدوءة بهمزة ، والأمر منها .

نحو : انتصر ، انتظم ، استعمل ، استعان .

ونحو : انتصرْ ، انتظمْ ، استعمل ، استعن .

3 ـ مصادر الأفعال الخماسية ، والسداسية المبدوءة بهمزة .

نحو : انتصار ، انتظام ، استعمال ، استعانة .

4 ـ في أمر الأفعال الثلاثية ، المفتوحة المضارعة ، وساكنة الحرف الثاني ، ولم يحذف منها حرف الهمزة .

نحو : اضرب ، ارسم ، اكتب .

أما أفعال الأمر الثلاثية المحذوفة الهمزة للتخفيف ، فهمزتها في الأصل همزة قطع لأنها أصلية .

نحو : مر ، وخذ ، وكل . وأصلها : أمر ، وأخذ ، وأكل .

وأمرها أصله : أؤمر ، وأؤخذ ، وأؤكل . وهي كسائر الأفعال التي يسكن ثانيها في المضارع ، غير أن الأفصح حذف همزتها .

5 ـ في " أل " التعريف إذا اتصلت بالاسم . نحو : الرجل ، الكتاب .

فاللام حرف تعريف ، والألف قبلها همزة وصل (1) . أما إذا لم تتصل " أل " التعريف بالاسم فهمزتها همزة قطع .

* ويغلب على همزة الوصل الكسر نحو : انطلق ، اعمل ، استوي ، انتصار .

وتفتح في موضعين هما :

1 ـ مع لم التعريف . نحو : الكتاب ، الرجل ، الغلام .

2 ـ مع كلمة " ايمن " .

وتكون مضمومة في الأفعال المضمومة الحرف الثالث ضمة أصلية .

نحو : اخرُج ، اكتُب ، اشتُري ، اقتُتل .

فالهمزة مضمومة لأنها تتبع الحرف الثالث المضموم .

أما إذا كانت الضمة غير أصلية فلم تضم الهمزة ، وتبقى مكسورة .

نحو : امشوا ، اقضوا ، ارموا .

لأن الأصل : امشيوا ، اقضيوا ، ارميوا .

فحذفت الياء استثقالا ، وتبع ما قبل الواوِ الواوَ .

وكذلك إذا كان الكسر غير أصلي ، وكان الضم أصليا ، بقيت الهمزة مضمومة .

نحو : ادعي يا هند . لأن الأصل : ادعوي .

فاستثقلت الضمة مع كسر الواو ، فاتبع ما قبلها كسرة ، وقلبت الواو ياءً تخفيفا (2).



تنبيهات وفوائد :

1 ـ إذا استغني عن همزة الوصل بهمزة أخرى ، كهمزة الاستفهام ، حذفت همزة

ـــــــــــــــــــــــــ

1ـ اللمع لابن جني ص 308 .

2ـ رصف المباني ص 133 ، وابن الناظم ص 834 ، وشرح المفصل ج9 ص137 .



الوصل . نحو قوله تعالى : { أصطفى البنات على البنين }1 .

وقوله تعالى : { أتخذتم عند الله عهدا أم تقولون على الله ما لا تفعلون }2 .

91 ـ ومنه قول ابن قيس الرقيات :

فقالت أبن قيس ذا وبعض الشيب يعجبها

والشواهد في الآيتين قوله تعالى : " أصطفى ، واتخذتم ، والشاهد في البيت قوله :

" أبن " . ففي الشواهد السابقة حذفت همزات الوصل ، لدخول همزات الاستفهام عليها ، والمبين لذلك أن الهمزات الموجودة في الكلمات السابقة مفتوحة دلالة على أنها همزات استفهام ، في حين أن همزات الوصل غالبا ما تكون مكسورة . وقد أدى ذلك إلى أمن اللبس عند الحذف .

2 ـ وإذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في لام التعريف " أل " فإن همزة الوصل لا تسقط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر ، لأنهما مفتوحتان ، بل تبدل همزة الوصل ألفا .

نحو قوله تعالى : { أآلذكرين حرم أم الأنثيين }3 .

وقوله تعالى : { أآلله خير أما يشركون } 4 .

فلو حذفنا همزة الوصل لالتبس علينا الأمر في الهمزة المثبتة ، أهي استفهامية أم همزة وصل ، لأن كلا من الهمزتين مفتوح .



ثانيا ـ همزة القطع :

كل همزة تثبت في النطق دائما سواء أكانت في أول الكلام ، أم وسطه ، وترسم ألفا مهموزة هكذا ( أ ) .

وتكون همزة القطع في المواضع التي لم نذكرها في همزة الوصل وهي كالآتي :

1 ـ الفعل الثلاثي المهموز الأول . نحو : أخد ، أكل ، أمر .

2 ـ الفعل الرباعي الماضي المهموز الأول والأمر منه .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 153 . 2 ـ 80 البقرة .

3 ـ 143 . 4 ـ 59 النمل .



نحو : أكرم ، وأكرمْ ، أحسن ن وأحسنْ ، وأعطى ، وأعطِ ، وأنزل ، وأنزلْ .

3 ـ مصادر الأفعال الرباعية المهموزة الأول . نحو : إكرام ، وإحسان ، وإعطاء .

4 ـ الأفعال المضارعة عامة المبدوءة بهمزة المتكلم .

نحو : أعملُ من عمل ، أكرمُ من أكرم ، أنتصرُ من انتصر ، أستعينُ من استعان .

5 ـ في أول الأسماء . نحو : أحمد ، إبراهيم ، إسماعيل ، إمام .

ما عدا الأسماء العشرة المسموعة عن العرب ، وذكرناها في همزة الوصل .

6 ـ في أول الحروف . نحو : إنَ ، أنَ ، إلى ، ألا ، إلاّ ، و " أل " التعريف إذا لم تتصل بالأسماء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
 
حروف المعانى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأميرى :: (·.¸.°°·.¸.°`·.¸ قسم خاص باللغة العربيه وادابها¸.·¯`··._.·) :: قواعد النحو-
انتقل الى: