منتديات الأميرى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الأميرى

منتدى تعليمى دينى ثقافى اجتماعى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتدى الأميرى يرحب بالعضو الجديد السيد الليثى ونتمنى له قضاء وقتا مفيدا معنا
منتدى الأميرى يرحب بالعضوه الجديده جنه الفردوس ونتمنى لها قضاء وقتا ممتعا معنا
ادارة المنتدى ترحب بالعضو الجديد رجب الهلاوى ونتمنى له قضاء وقتا ممتعا معنا

 

 المجرورات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

المجرورات Empty
مُساهمةموضوع: المجرورات   المجرورات Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:36 am

الفصل الأول

المجرورات



أولا ـ المجرور بحرف الجر :



تعريف حرف الجر :

يعرف أكثر النحاة المتقدمين حرف الجر بأنه : ما دل على معنى في غيره ، أي بارتباطه مع غيره من الكلام . والواقع أن الحروف عموما ، ومنها حرف الجر تدل على معان سواء ارتبطت بغيها ، أم لم ترتبط ، وقد أوضحنا ذلك مفصلا في باب الأحرف . والدليل على أن كثيرا من أحرف الجر يفاد منها المعنى المطلوب سواء أكانت ابتداء ، أم تبعيضا ، مثل " من " ، أو غاية مثل " إلى ، وحتى " ، وهناك أيضا بعض التراكيب في اللغة العربية دليل على أن حرف الجر يفيد معنى في ذاته ، ومنه قولهم : " رغبت في " ، فحرف الجر " في " هو الذي حدد المعنى المراد في التركيب السابق ، وهو الرغبة في الشيء ، وقولهم : " رغبت عن " نجد أن حرف الجر عن هو الذي حدد عدم الرغبة في الشيء .



علة تسمية الجار والمجرور بشبه الجملة ، وضرورة تعلقه بغيره : ـ

إن الجار والمجرور ، وكذلك الظرف ـ سبق الحديث ـ يسمى في اللغة العربية ، وفي غيرها من اللغات الأخرى بشبه الجملة ، وأن هذه التسمية تعود لأسباب أهمها : أن الجار والمجرور لا يؤديان في الكلام إلى معنى مستقل ، ولكن هذا المعنى الذي يؤديانه يكون فرعيا ، لذلك تكون الجملة ناقصة ، ولنقصانها أطلق عليها شبه جملة ، أي : جملة غير مكتملة لأداء المعنى ، كما أن الجار والمجرور ينوبان في الأغلب الأعم عن الجملة وينتقل إليهما ضمير متعلقهما .

فعندما نقول : محمد في المدرسة .

يستفاد من ذلك : أن محمدا استقر في المدرسة ، فيكون الجار والمجرور قد ناب عن الخبر المحذوف ، وهو الفعل " استقر " وفاعله . وكذلك الحال بالنسبة للضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا أيضا إلى الجار والمجرور .

ومعنى أن الجار والمجرور لا بد أن يكون متعلقا ، لأنه ــ كما ذكرنا ــ لا يؤدي معنى كاملا في الجملة ، ولكن المعنى الذي يؤديه يكون فرعيا متمما للمعنى الذي يؤديه الفعل ، أو شبهه ، وهذا يعني أن الجار والمجرور يرتبط بمعنى الفعل ، أي يتعلق به . نحو : ذهب الطالب إلى المدرسة .

فالجار والمجرور تعلقا بالفعل " ذهب " ، أي أن شبه الجملة قد ارتبط بالحدث الذي دل عليه الفعل . لأن قولنا : ذهب الطالب . معنى أدته الجملة تأدية كاملة ، للدلالة على الحدث والزمن في آن واحد ، ولكن زيادة شبه الجملة " إلى المدرسة " معناه زيادة معنى فرعي إلى معنى الجملة السابقة ، وهذا المعنى الفرعي الذي حدد المكان الذي ذهب إليه الطالب لا بد أن يرتبط مع ما سبقه في الحدث الذي يدل عليه الفعل وكذلك المكان ، أو الحيز الذي أفده الاسم المجرور . ومن هنا نقول " إلى المدرسة " جار ومجرور متعلقان بالفعل " ذهب " ، أو شبه الجملة متعلق بالفعل " ذهب " .

وكذلك الحال إذا قلنا : الفلاح في الحقل . فالجار والمجرور ، أي شبه الجملة قد تعلق بمحذوف خبر للمبتدأ الذي هو " الفلاح " ، والجار والمجرور ليس في الأصل بالخبر ، لأنه لا بد من تعلقهما بما يدل على الحدث الذي أفاده المبتدأ . كما أوضحنا في الفعل .

وتقدير الخبر الذي تعلق به الجار والمجرور هو : كائن ، أو مستقر ، أو الفلاح كان ، أو استقر في الحقل .

ومما سبق يتضح أن شبه الجملة يتعلق بالفعل ، كما أنه يتعلق بما يشبه الفعل ، أي من كل كلمة تدل على حدث ، ومما تتعلق به شبه الجملة غير الفعل الآتي : ـ

1 ـ اسم الفعل . نحو : أف للغادر . للغادر جار ومجرور متعلقان باسم الفعل " أف ".

2 ـ اسم الفاعل . نحو : أنا مسافر على متن الطائرة .

" على متن " جار ومجرور متعلقان باسم الفاعل " مسافر " .

3 ـ المصدر . نحو : أفضل القراءة في الصباح .

" في الصباح " جار ومجرور " شبه جملة " متعلقان بالمصدر " قراءة " .

4 ـ الصفة المشبهة . نحو : محمد شجاع في قول الحق .

" في قول " جار ومجرور متعلقان بالصفة المشبهة " شجاع " .

5 ـ بصيغة المبالغة . نحو : أنت حمال للضر .

1 ـ ومنه قوله تعالى : { فعال لما يريد }1 .

" لما " جار ومجرور متعلقان بصيغة المبالغة " فعال " .

6 ـ ويتعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق .

نحو : أنت كالأسد في الشجاعة .

ومنه قول الشاعر :

أنت كالكلب في الوفاء وكالتيس في مقارعة الخصوم

الشاهد قوله : في الوفاء ، وفي مقارعة . فكل من الجار والمجرور قد تعلق بالاسم الجامد المؤول بالمشتق وهو : الكلب في صدر البيت لأنه بمعنى " أمين " ، والتيس في عجز البيت لأنه بمعنى " مقدام أو شجاع .

ــــــــــ

1 ـ 16 البروج .



أقسام الجار والمجرور :

تنقسم أحرف الجر من حيث العمل في الظاهر والمضمر إلى قسمين : ـ

أولا ـ ما يعمل في الظاهر ، والمضمر على حد سواء وهو : من ، إلى ، عن ، على ، في ، اللام ، الباء ، خلا ، عدا ، وحاشا .

مثال الاسم الظاهر : خرجت من المسجد .

2 ـ ومنه قوله تعالى : { وأعرض عن المشركين } 1 .

ومثال الضمير : أخذت منه القلم .

3 ـ ومنه قوله تعالى : { وهو الذي أنزل إليكم الكتاب } 2 .

وقوله تعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منا }3 .

ثانيا ـ ما يختص بالاسم الظاهر : ربَّ ، مذ ، منذ ، حتى ، الكاف ، واو القسم ، تاء القسم ، كي . نحو : رب ضارة نافعة . سأنتظرك مذ اللحظة .



أقسام حروف الجر من حيث الأصالة ، والزيادة : ـ

تنقسم أحرف الجر إلى ثلاثة أقسام على النحو التالي : ـ

1 ـ حروف جر أصلية :

هي التي تضيف المعنى الفرعي إلى ركني الجملة كما أوضحنا سابقا ، ولا بد من تعلقه . نحو : جلس محمد في البيت .

في البيت جار ومجرور متعلقان بالفعل " جلس " .

2 ـ حروف جر زائدة :

هي التي لا تضيف معنى فرعيا إلى ركني الجملة ، ولكنها تساعد على ربط

ـــــــــــــــ

1 ـ 106 الأنعام . 2 ـ 114 الأنعام .

3 ـ 39 النور .

الجملة وتقويتها ، ولا تتعلق البتة . نحو : ما التقيت بأحد .

بأحد : الباء حرف جر زائد ، وأحد مفعول به ، مجرور لفظا منصوب محلا . أو منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الحر الزائد .

4 ـ ومنه قوله تعالى : { لست عليهم بمسيطر }1 .

5 ـ وقوله تعالى : { وكفى بالله شهيدا }2 .

وحروف الجر التي تستعمل أصلية وزائدة هي : من ، الباء ، الكاف ، واللام .

3 ـ حروف جر شبيه بالزائد : وهي الحروف التي تضيف للجملة معنى جديدا ، ولكنها لا تتعلق بها . ولا يوجد حروف جر شبيهة بالزائدة إلا " ربَّ " .

نحو : رب قول أحسن من عمل .

رب : حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

قول : مبتدأ مرفوع الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .

أحسن : خبر مرفوع بالضمة . من عمل : جار ومجرور متعلقان بـ : أحسن " .



معاني حروف الجر : ـ

حروف الجر واحد وعشرون حرفا ، منها ما يدخل في باب الحرف ، ومنها ما يدخل في باب الفعل ، ومنها ما هو شاذ في عمله ، وبعضها لا يجر إلا بشروط ، وقد أشرنا لكل منها في باب الحرف ، ويهمنا في هذا المقام أن نتحدث عن حروف الجر التي تعمل بلا قيد ولا شرط ، وبدون تكلف ، وهذا منهجنا في هذه الموسوعة ، وعيه تكون حروف الجر العاملة في اللغة العربية ، والتي في متناول الدارس أربعة عشر حرفا ممثلة في الآتي :

ــــــــــــــــ

1 ـ 22 الغاشية . 2 ـ 79 النساء .



من ، عن ، على ، في ، إلى ، مذ ، منذ ، رب ، الكاف ، اللام ، التاء ، الباء ، الواو ، وحتى . وإليك معانيها مفصلة .

أولا ـ من : تأتي لكثير من المعاني :

1 ـ لابتداء الغاية في الأمكنة ، والأزمنة .

ابتداء الغاية في الأمكنة . نحو : خرج المصلون من المسجد .

6 ـ ومنه قوله تعالى : { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .

وقوله تعالى : { فأنزلنا من السماء ماء }2 .

وابتداء الغاية في الأزمنة وهو قليل . نحو : انتظرتك من الصباح حتى الظهيرة .

ومنه قوله تعالى : { لمسجد أسس على التقوى من أول يوم }3 .

فـ " من " في المجموعة الأولى جر جرَّ أسماء مكانية وهي كلمة : المسجد ، في المثال ، وفي الآية ، وذلك يعني ابتداء الغاية في تلك الأمكنة .

وفي المجموعة الثانية قد جرت أسماء زمانية وهي كلمة : الصباح ، وكلمة أول ، في كل من المثال ، والآية ، ومعنى " في " في هذه المجموعة يدل على ابتداء الغاية في تلك الأزمنة .

2 ـ تأتي للتبعيض ، وهو اقتطاع جزء من كل . نحو : أكلت من الطعام ، وأنفقت من المال .

7 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى تنفقوا مما تحبون } 4 .

وقوله تعالى : { وبما أنفقوا من أموالهم }5 .

والدليل على اعتبار " من " تبعيضية فقد قرئت الآية { حتى تنفقوا مما تحبون } في بعض القراءات { حتى تنفقوا بعض ما تحبون } ، لأن من علامات ذلك أن تخلف

ـــــــــــــــ

1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 22 الحجر .

3 ـ 108 التوبة . 4 ـ 92 آل عمران .



" من " كلمة " بعض " .

ومنه قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله }5 .

3 ـ لبيان الجنس : نحو : له عمامة من حرير . واشتريت ثوبا من قطن .

8 ـ ومنه قوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الأوثان }1 .

وغالبا ما تأتي " من " التي تفيد التبعيض بعد " ما ، ومهما " لفرط إبهامهما ، وعلامة ذلك يصح أن يخلفها اسم الموصول .

9 ـ نحو قوله تعالى : { ما يفتح الله للناس من رحمة } 2 .

وقوله تعالى : { مهما تأتنا به من آية }3 .

وقوله تعالى : { من أساور من ذهب }4 .

4 ـ تأتي " من " للتعليل . نحو : جزع من الخوف ، وأرهق من العمل .

10 ـ ومنه قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }5 .

وقوله تعالى : { كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة }6 .

وقوله تعالى : ر وأخواتكم من الرضاعة }7 .

5 ـ تأتي بمعنى البدل . نحو : قبلت بالغث من السمين .

11 ـ ومنه قوله تعالى : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }8 .

والمعنى أن الله يخاطب المؤمنين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك ، ويعاتبهم ، ويوبخهم على هذا التخلف ، فهم قد رضوا بنعيم الدنيا ومتاعها الفاني بدل نعيم الآخرة ، وثوابها الباقي (9) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 33 النساء . 2 ـ 30 الحج . 3 ـ 2 فاطر .

4 ـ 132 الأعراف . 5 ـ 31 الكهف . 6 ـ 25 نوح .

7 ـ 50 ، 51 المدثر . 8 ـ 22 النساء . 9 ـ 38 التوبة .

10 ـ تفسير ابن كثير ج2 ص 35 . وصفوة التفاسير لمحمد الصابوني ج1 ص535 .



6 ـ للتأكيد . وهي من الزائدة ، بشرط أن يكون مجرورها :

أ ـ نكرة . ب ـ أن يسبقها نفي ، أو نهي ، أو استفهام بـ " هل " .

ويكون مجرورها النكرة فاعلا . نحو : لا يبخل من معلم بعلمه . هل تأخر من أحد ؟

12 ـ ومنه قوله تعالى : { ما يأتيهم من ذكر }1 .

أو مفعولا به . نحو : لم أر من زائر . هل أهملت من واجب .

13 ـ ومنه قوله تعالى : { هل تحسبن منهم من أحد }2 .

وقوله تعالى : { هل ترى من فطور }3 .

وقوله تعالى : { وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون }4 .

أو يكون مبتدأ . نحو : ليس للمهمل من منزلة . وما للسارق من أمان .

14 ـ ومنه قوله تعالى : { هل من خالق غير الله }5 .

وقوله تعالى : { وما له في الآخرة من خلاق }6 .

أو مفعولا مطلقا . نحو : ما أحسن إنسان من إحسان إلا أثابه الله .

7 ـ تأتي " من " بمعنى " في " نحو : سأرحل من أول الشهر .

والمعنى : في أول الشهر .

15 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة }7 .

وقوله تعالى : { ماذا خلقوا من الأرض }8 .

8 ـ وتأتي بمعنى " إلى " . نحو : اقترب منك . أي إليك .

9 ـ تأتي بمعنى " الباء " . نحو : أمسكته من يده . أي : بيده .

16 ـ ومنه قوله تعالى : { ينظرون من طرف خفي }9 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 2 الأنبياء . 2 ـ 98 مريم . 3 ـ 3 الملك .

4 ـ 208 النمل .5 ـ 3 فاطر . 6 ـ 200 البقرة .

7 ـ 9 الجمعة . 8 ـ 40 فاطر . 9 ـ 45 الشورى .



10 ـ وبمعنى " عن " . نحو : لا تبتعد من هذا المكان . أي : عن هذا المكان .

17 ـ ومنه قوله تعالى : { يا ويلتنا قد كنا في غفلة من هذا }1 .

11 ـ وبمعنى " على " . نحو : لعل الله ينصفنا من الظلم . والتقدير : على الظلم .

18 ـ ومنه قوله تعالى : { ونصرناه من القوم الذين كذبوا }2 .

ثانيا ـ " عن " ، تأتي لعدة معان :

1 ـ تكون للمجاورة . نحو : رحلت عن المدينة . ورغبت عن ودك . ورميت عن القوس .

2 ـ بمعنى البدل . نحو : قم عنب بهذا الأمر .

19 ـ ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا }3 .

3 ـ بمعنى " بَعْدَ " . نحو : سحابة صيف عن قريب تقشع . أي : بعد قريب .

20 ـ ومنه قوله تعالى : { طبقا عن طبق }4 .

وقوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }5 .

4 ـ وتأتي للتعليل 21 ـ نحو قوله تعالى : { وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك }6 .

وقوله تعالى : { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه }7 .

5 ـ بمعنى " على " . إذا رضيتم عني فلم أترككم .

22 ـ ومنه قوله تعالى : { فإنما يبخل عن نفسه }8 .

وقوله تعالى : { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله }9 .

6 ـ وبمعنى " من " :23 ـ كقوله تعالى : { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده }10 .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 97 الأنبياء . 2 ـ 77 الأنبياء . 3 ـ 23 البقرة .

4 ـ 19 الانشقاق . 5 ـ 40 المؤمنون . 6 ـ 53 هود .

7 ـ 115 التوبة . 8 ـ 38 محمد . 9 ـ 8 الطلاق .

10 ـ 105 التوبة .



وقوله تعالى : { أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا }1 .

ثالثا ـ " على " ، تأتي لمعان أهمها :

1 ـ تأتي للاستعلاء الحسي . نحو : ركبت على الفرس ، ووضعت الكتاب على المنضدة . 24 ـ ومنه قوله تعالى : { على الأرائك ينظرون }2 .

وقوله تعالى : { وعلى الفلك تحملون }3 .

وللاستعلاء المعنوي . نحو : كنا على علم بقدومك .

25 ـ ومنه قوله تعالى : { فضلنا بعضهم على بعض }4 .

وقوله تعالى : { فأنزل الله سكينته على رسوله }5 .

2 ـ تأتي بمعنى المصاحبة .

26 ـ نحو قوله تعالى : { وآتي المال على حبه }6 .

وقوله تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم }7 .

3 ـ تأتي بمعنى الظرفية ، أي بمعنى ( في ) . نحو قولهم : أخذه على حين غرة .

27 ـ ومنه قوله تعالى : { أفتمارونه على ما يرى }8 .

4 ـ تأتي للتعليل .

28 ـ نحو قوله تعالى : { ولتكبروا الله على ما هداكم }9 .

5 ـ تأتي بمعنى الاستدراك . نحو : لم يحالفني الحظ على أنني لم أيأس .

واذهب إلى الحفل على أن تعود مبكرا .

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 16 الأحقاف . 2 ـ 23 المطففين .

3 ـ 22 المؤمنون . 4 ـ 253 البقرة . 5 ـ 26 الفتح .

6 ـ 177 البقرة . 7 ـ 6 الرعد .

8 ـ 12 النجم . 9 ـ 185 البقرة .



ومنه قول الشاعر :

بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد

الشاهد قوله : " على أن " حيث استدرك بها حديثه في الشطر الأول من البيت .

6 ـ تتضمن على معنى ( عن ) . نحو : رضيت عنك .

2 ـ ومنه قول الشاعر :

إذا غضبت عليَّ بنو نمير حسبت الناس كلهم غضابا

7 ـ تتضمن معنى ( عن ) .

29 ـ نحو قوله تعالى : { إذا اكتالوا على الناس يستوفون }1 .

8 ـ وتتضمن معنى ( الباء ) . نحو : رميت على القوس .

والتقدير : مستعينا بها . ومنه قولهم : حريٌّ على أن تقول الصدق .

رابعا ـ " في " :

1 ـ تأتي للظرف الحقيقي . نحو : في الإبريق ماء .

والطالب في المدرسة .

30 ـ ومنه قوله تعالى : { يوم ينفخ في الصور }2 .

وقوله تعالى : { إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض }3 .

كما تأتي للظرف المجازي . نحو : نظرت في الأمر .

31 ـ ومنه قوله تعالى : { ولكم في القصاص حياة }4 .

وقوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }5 .

2 ـ تأتي للتعليل . نحو : مات في مزاح . وقتل كليب في ناقة .

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " دخلت امرأة النار في هرة حبستها " .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ 2 المطففين .2 ـ 103 طه . 3 ـ 94 الكهف .

4 ـ 179 البقرة . 5 ـ 21 الأحزاب .



32 ـ ومنه قوله تعالى : { لمسكم فيما أخذتم }1 .

3 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : خرج الأمير في موكبه .

33 ـ ومنه قوله تعالى : { قال ادخلوا في أمم }2 .

4 ـ تأتي للمقايسة . نحو : ما ذنبنا في عفوك إلا هفوة .

34 ـ ومنه قوله تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }3 .

5 ـ تتضمن معنى ( على ) ، وتسمى " في " الاستعلائية .

35 ـ نحو قوله تعالى : { ولأصلبنكم في جذوع النخل }4 .

6 ـ تتضمن معنى " إلى " .

36 ـ نحو قوله تعالى : { فردوا أيديهم في أفواههم }5 .

7 ـ تتضمن معنى " الباء " . نحو : هو بصير في المسألة .

أنت خبير في شؤون الدولة .

3 ـ ومنه قول الشاعر :

بصيرون في طعن الأباهر والكلى

والتقدير : بطعن الأباهر والكلى .

8 ـ وتتضمن معنى " من " .

4 ـ كقول الشاعر :

وهل يَعِمنْ من كان أحدث عهده تلاقين شهرا في ثلاثة أحوال



خامسا ـ " إلى " :

1 ـ تأتي لانتهاء الغاية المكانية ، والزمانية . نحو : ذهبت إلى المدرسة .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 68 الأنفال . 2 ـ 38 الأعراف .

3 ـ 38 التوبة . 4 ـ 71 طه . 5 ـ 9 إبراهيم .



وصمت إلى العشاء .

37 ـ ومنه قوله تعالى { من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى }1 .

ومثال انتهاء الغاية الزمانية :

38 ـ قوله تعالى { وأتموا الصيام إلى الليل }2 .

2 ـ تأتي للمصاحبة . نحو : جلست إلى الضيف .

39 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم }3 .

3 ـ تأتي بمعنى " عند " . وهي المبينة لفاعلية مجرورها ، لذلك يسميها النحاة

البينة ، لأنها تبين أن مصحوبها فاعل لما قبلها ، وذلك بعدما يفيد حبا ، أو بغضا من أفعل تعجب ، أو تفضيل . نحو : ما أبغض الخائن إلىَّ ، والمطالعة أحب إلىَّ من اللعب .

40 ـ ومنه قوله تعالى : { ربِّ السجن أحب إلىَّ }4 .

4 ـ وتضمن " إلى " معنى " في " نحو قوله تعالى : { ليجعلكم إلى يوم القيامة }5 .

وتضمن معنى " اللام " نحو : تركت الأمر إليك . أي : لك .

ويقال إن " إلى " في هذا المقام تكون لانتهاء الغاية . أي : الأمر منته إليك .

سادسا ـ حتى : تأتي لانتهاء الغاية . نحو : سرت حتى الكعبة .

ويلاحظ من ذلك أن ما بعد حتى لم يدخل في حكم ما قبلها إلا إذا دلت عليه القرينة .

نحو : بذلت مالي حتى آخر درهم في سبيل العلم .

41 ـ ومنه قوله تعالى : { سلام هي حتى مطلع الفجر }6 .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 1 الإسراء . 2 ـ 187 البقرة .

3 ـ 2 النساء .4 ـ 33 يوسف .

5 ـ 87 النساء .6 ـ 5 الفجر .



سابعا ـ الكاف :

1 ـ تأتي للتشبيه ، وهذا هو الأصل في معانيها .

نحو : أنت شامخ كالطود . ومحمد كالأسد .

42 ـ ومنه قوله تعالى : { وردة كالدهان }1 .

2 ـ تأتي للتعليل .

43 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروه كما هداكم }2 . أي : لهدايته إياكم .

3 ـ تأتي للتوكيد ، وهي الكاف الزائدة في الإعراب .

44 ـ نحو قوله تعالى : { ليس كمثله شيء }3 . والتقدير : ليس شيء مثله .

وتستعمل الكاف في التمثيل بما لا مثيل له . كأن تقول : " إن من الحروف ما لا يقبل الحركة كالألف " . ويقال لها كاف الاستقصاء .

4 ـ وتضمن الكاف معنى " على " وهي ما تعرف بكاف الاستعلاء . كأن تأتي الكاف في الإجابة على سؤال كالتالي : كيف أصبحت ؟ فتقول : كخير . أي : على خير .

ومنه قولهم : كن كما أنت . أي : ثابتا على ما أنت عليه .



ثامنا ـ اللام : للام معان كثيرة منها ما يمكن الاستفادة منه في الحياة العملية ، وما يرجوه طالب العلم ، ومنها ما هو نادر الاستعمال . وهنا سنذكر الاستعمالات التي

يمكن الاستفادة منها ، وهي كالتالي :

1 ـ تأتي للملك : نحو : المنزل لأخي . والكتاب للطالب .

45 ـ ومنه قوله تعالى : { لله ما في السموات والأرض }4 .

كما تأتي لشبه الملك ، وتعرف بلام الاختصاص . نحو : الفوز للمجتهدين .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 37 الرحمن . 2 ـ 198 البقرة .

3 ـ 11 الشورى . 4 ـ 26 لقمان .



واللجام للفرس . 46 ـ ومنه قوله تعالى : { الحمد لله }1 .

وقوله تعالى : { ويل للمطففين }2 .

كما تعرف بلام الاستحقاق . نحو : الويل للناكثين . والنار للكافرين .

2 ـ تأتي للتعليل : نحو : هربت للخوف . وحضرت لزيارتك .

47 ـ ومنه قوله تعالى : { لتحكم بين الناس }3 .

ومنه قول الشاعر :

وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر

3 ـ تأتي للصيرورة ، وتسمى لام العاقبة ، أو لام المآل .

48 ـ نحو قوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا }4 .

4 ـ تأتي للتوكيد ، وهي اللام الزائدة .

5 ـ كقول الشاعر :

" ملكا أجار لمسلم ومعاهد "

5 ـ تأتي لتقوية العامل إذا ضعف . ويكون ضعف العامل للأسباب التالية :

أ ـ إما لكونه فرعا في العمل .

49 ـ نحو قوله تعالى : { مصدقا لما معهم }5 .

وقوله تعالى : ر فعال لما يريد }6 . وتكون اللام في هذه الحالة للتقوية .

ب ـ أو لتأخره عن المعمول .

50 ـ نحو قوله تعالى : { إن كنتم للرؤيا تعبرون }7 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ 2 الفاتحة . 2 ـ 1 المطففين .

3 ـ 105 النساء . 4 ـ 8 القصص .

5 ـ 91 البقرة .

6 ـ 16 البروج . 7 ـ 43 يوسف .



وقوله تعالى : { للذين هم لربه يرهبون }1 .

6 ـ وتأتي للتعجب . نحو : لله دره رجلا ، ويا للفرح .

وتستعمل اللام في هذه الحالة مفتوحة بعد الياء .

7 ـ تأتي للتبليغ . نحو : قلت للرجل .

8 ـ تأتي للتعدية . وهي الواقعة بعد فعل تعجب ، أو تفضيل لتبين أن ما بعدها مفعول لما قبلها .

نحو : ما أجمع الرجل للمال .

9 ـ تأتي لانتهاء الغاية ، وهو قليل .

51 ـ نحو قوله تعالى : { كل شيء يجري لأجل مسمى }2 .

10 ـ تأتي للوقت ، وتسمى لام الوقت ، أو لام التاريخ . نحو : كتب الخطاب لغرة ربيع الأول .

أي : عند غرته .

11 ـ وتضمن معاني الحروف التالية :

أ ـ تضمن معنى " على " .

52 ـ نحو قوله تعالى : { يخرون للأذقان سجدا }3 .

أي : على الأذقان .

ب ـ تضمن نعنى " في " . نحو قولهم : مضى لسبيله .

53 ـ ومنه قوله تعالى : { ونضع الموازين القسط يوم القيامة }4 .

وقوله تعالى : { لا يجلبها لوقتها إلا هو }5 .

وقوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }6 .

ج ـ تضمن معنى " عن " .

54 ـ نحو قوله تعالى : { قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا }7 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 154 الأعراف . 2 ـ 2 الرعد .

3 ـ 107 الإسراء . 4 ـ 47 الأنبياء .

5 ـ 187 الأعراف . 6 ـ 124 البقرة .

7 ـ 38 الأعراف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

المجرورات Empty
مُساهمةموضوع: تابع المجرورات   المجرورات Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:38 am

تاسعا ـ " الباء " ، تشتمل الباء كحرف من حروف المعاني ، على معان كثيرة ، تتحدد من خلال استعمالها لربط الكلام ، وتكوين جملة مفيدة . ومن معانيها الآتي :

1 ـ تأتي للإلصاق الحقيقي والمجازي .

مثال الإلصاق الحقيقي : أمسكت بيده .

55 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتنا بقربان }1 .

وقوله تعالى : { أيكم يأتني بعرشها }2 .

ومثال الإلصاق المجازي : مررت به .

56 ـ ومنه قوله تعالى : { حتى يأتي الله بأمره }3.

وقوله تعالى : { فليأتكم برزق منه }4 .

تأتي بمعنى الاستعانة . أي استعنت بالشيء ، نحو : كتبت بالقلم .

57 ـ ومنه قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر }5 .

وقوله تعالى : ر قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا }6 .

3 ـ تأتي بمعنى التعدية . نحو : ذهبت بمحمد .

ومنه قوله تعالى : { ذهب الله بنورهم }7 .

وقوله تعالى : { لو شاء الله لذهب بسمعهم }8 .

4 ـ تأتي للتعليل . نحو : قتل بذنبه . ومات بظلمه .

59 ـ ومنه قوله تعالى : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم }9 .

وقوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم }10 .

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 183 آل عمران . 2 ـ 38 النمل .

3 ـ 109 البقرة .4 ـ 19 مريم .

5 ـ 153 البقرة . 6 ـ 127 الأعراف .

7 ـ 17 البقرة . 8 ـ 20 البقرة .

9 ـ 160 النساء . 10 ـ 13 المائدة .



5 ـ تأتي للسببية . 60 ـ نحو قوله تعالى : { أخذته العزة بالإثم }1 .

وقوله تعالى : { فأخذناهم بما كانوا يكسبون }2 .

6 ـ تضمن معنى " من " ، وتسمى باء التبعيض .

61 ـ نحو قوله تعالى : { عينا يشرب بها عباد الله }3 .

7 ـ تضمن معنى " على " ، وتسمى باء الاستعلاء .

62 ـ نحو قوله تعالى : { إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك }4 .

وقوله تعالى : { من إن تأمنه بقنطار }5 .

8 ـ تضمن معنى " في " ، وتسمى باء الظرفية .

63 ـ نحو قوله تعالى : { الذين تمنوا مكانه بالأمس }6 .

وقوله تعالى : { للذي ببكة }7 . وقوله تعالى : { فأصبحتم بنعمته إخوانا }8 .

وقوله تعالى : { وما كنت بجانب الغربي }9 .

وقوله تعالى : { نجيناهم بسحر }10 .

9 ـ وتضمن معنى " عن " .

64 ـ نحو قوله تعالى : { فاسأل به خبيرا }11 .

10 ـ تأتي للبدلية . نحو : ما يسرني أني اقتنيت المال بالعلم .

65 ـ ومنه قوله تعالى : { اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة }12 .

وقوله تعالى : { يشترون الحياة الدنيا بالآخرة }13 .

وقوله تعالى : { أن النفس بالنفس }14 .

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 206 البقرة . 2 ـ 96 الأعراف .

3 ـ 16 الإنسان . 4 ، 5 ـ 75 آل عمران .

6ـ 82 القصص . 7 ـ 96 آل عمران .

8 ـ 103 آل عمران . 9 ـ 44 القصص .

10 ـ 43 القمر . 11 ـ 59 الفرقان .

12 ـ 26 البقرة .13 ـ 73 النساء .

14 ـ 45 المائدة .



11 ـ تأتي للتأكيد ، وهي الباء الزائدة . نحو قوله تعالى : { كفى بالله شهيدا }1 .

وقوله تعالى : { وكفى بالله وكيلا }2 .

66 ـ وقوله تعالى : { وما نحن بمؤمنين }3 .

وقوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم }4 .

وقوله تعالى : وما أنتم بمعجزين في الأرض }5 .

وقوله تعالى : { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }6 .

12 ـ تأتي الباء بمعنى " مع " ، وتعرف بباء المصاحبة . نحو : بعتك الدار بأثاثها .

67 ـ ومنه قوله تعالى : { وقد دخلوا بالكفر }7 . أي : مع الكفر .

وقوله تعالى : { واختلط به نبات الأرض }8 .

وقوله تعالى : { ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }9 .

وقوله تعالى : { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء }10 .

عاشرا ـ الواو ، والتاء : يكونان للقسم ، نحو : والله لأساعدن الضعيف .

وتالله لأحفظنَّ ودك . 68 ـ ومنه قوله تعالى : { والقرآن ذي الذكر }11 .

وقوله تعالى : { والشمس وضحاها }12 . وقوله تعالى : { والليل إذا يغشى }13 .

69 ـ وقوله تعالى : { تالله إنك لفي ضلالك القديم }14 .

وقوله تعالى : { قال تالله إن كدت لتردين }15 .

وقوله تعالى : { قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف }16 .

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 79 النساء . 2 ـ 48 الأحزاب . 3 ـ 38 المؤمنون .

4 ـ 6 المائدة . 5 ـ 22 العنكبوت . 6 ـ 195 البقرة .

7 ـ 59 الفرقان . 8 ـ 24 يونس . 9 ـ 111 الكهف .

10 ـ 38 يونس . 11 ـ 1 ص . 12 ـ 1 الشمس .

13 ـ 1 الليل . 14 ـ 95 يوسف . 15 ـ 56 الصافات .

16 ـ 85 يوسف .



أحد عشر ـ مذ ومنذ : يكونان لابتداء الغاية بمعنى " من " ، إذا كان الزمان ماضيا .

نحو : ما حضرت إلى العمل مذ يومين ، أو منذ يومين .

ويكونان للظرفية ، إذا كان الزمان حاضرا ، وهما حينئذ بمعنى " في " .

نحو : ما رأيته مذ شهرنا ، أو منذ شهرنا .

وفي هذا المقام تفيد مذ ومنذ استغراق المدة ’

كما يأتيان بمعنى " من " ، و " إلى " معا إذا كان مجرورهما نكرة معدودا .

نحو : ما رأيتك مذ ثلاثة أيام ، أو منذ ثلاثة أيام .

اثنا عشر ـ رب : تأتي للتقليل والتكثير ، ويدل على ذلك القرينة التي تعين أحدهما .

مثال التقليل :

6 ـ قول الشاعر :

" ألا رب مولود ليس له أب " .

فالقرينة الدالة على أن ربَّ جاءت للتقليل هو : أن المولود الذي ليس له أب قليل ، بل يكاد ينحصر في سيدنا عيسى عليه السلام .

ومنه قولهم : ربَّ أخ لك لم تلده أمك .

ومثال التكثير : قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ياربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القايمة . وقول بعض العرب عند انقضاء رمضان : يا رب صائمه لن يصومه .



فوائد وتنبيهات :

أولا ـ كنت قد استبعد " كي " كحرف من حروف الجر ، لأنها لا تعمل إلا بشرط ، واستعمالها كحرف من حروف النصب أقرب إلى الفهم ، والذوق السليم ، ومع ذلك آثرت ذكرها هنا موضحا الشروط التي يجب أن تتوافر فيها كي تعمل الجر : ـ

1 ـ تختص " كي " بالدخول على " ما " الاستفهامية ، إذا جاءت حرفا من حروف الجر ، وتكون للتعليل ، بمعنى " اللام " . نحو : كيم فعلت هذا .

2 ـ تختص بالدخول على " أن " المصدرية وصلتها .

نحو : حضرت كي أبشرك بالنجاح . أي : لبشارتك .

فاعتبر النحاة " أن " المصدرية المحذوفة مع الفعل المضارع بمثابة الاسم فدخلت عليه " كي " باعتبارها حرفا من حروف الجر ، لأنه من المتعارف عليه نحويا أن حروف الجر لا تختص بالدخول إلا على الأسماء .

وفي رأيي أن ذلك التخيل لأن المحذوفة وتكوينها مع الفعل اسما ، أمر مجهد للعقل من حيث التصور ، وكان يكتفى بـ " كي " في هذه الحالة أن تكون حرفا ناصبا للفعل فقط ، لأن الغرض من دراسة النحو الوصفي ، هو الوصول إلى التطبيق على القواعد الحقيقية بيسر وسهولة ، لا تصور ما يمكن أن يكون ، لذلك أرى أن يعمل بكل كلمة في بابها الصحيح ، لأن هناك في الأبواب النحوية الأخرى ما يستعاض بها في هذا المقام دون تصور أو تخيل .

والمقصود من ذلك أن " كي " إذا استعملت في باب النواصب للفعل المضارع ، وكفى خير من توزيعها ، وجعلها مع حروف الجر ، لأنها في باب النواصب تعمل كناصب للفعل بلا قيد أو شرط ، على اعتبار أنها هي الناصبة للفعل ، لا أن المصدرية المضمرة .

ثانيا ـ لقد ذكر ابن هشام في أوضح المسالك على شرح الألفية ، بأن هناك بعض حروف الجر ما يشترك لفظها بين الحرفية والاسمية : أي أنها تجيء في مقام حرفا ، كما بينا في أحرف الجر ، وتجيء اسما ، كما سنوضح ذلك الآن بما ذكره النحاة المتقدمون من أمثلة بهذا الخصوص .

والحروف المشتركة في لفظها بين الحرفية والاسمية هي : الكاف ، عن ، على ، مذ ، منذ . وهذه أمثلة كما وردت في كتب النحو كشاهد على مجيئها أسماء .

1 ـ الكاف : نحو : محمد كالأسد .

ومنه قول الشاعر :

" ويضحكن عن كالبرد المنهمِّ "

فقد جعل بعض النحاة المتقدمين " الكاف " اسما بمعنى " مثل " ففي المثال الأول قالوا : محمد مثل الأسد . وأعربوا " الكاف " خبرا للمبتدأ محمد ، والأسد مضاف إليه .

واستدلوا على اسميتها بدخول حرف الجر " عن " عليها كما في المثال الثاني :

" يضحكن عن كالبرد " . لأنه من المتعارف عليه أن حروف الجر لا تدخل على بعضها البعض ، وإنما يكون اختصاص دخولها بالأسماء . فالكاف اسم بمعنى مثل ، لذلك دخل عليها حرف الجر عن ، والتقدير يضحكن عن مثل البرد . وأربوا " مثل " في هذه الحالة اسما مجرورا بدخول " عن "عليها ، وهي مضاف ، والبرد مجرور بالإضافة .

ويمكننا القول أن ما ذكر لا يكون إلا من باب التخيل والتصور ، فهو بعيد عن الواقع العملي الملموس الذي وضع النحو من أجله ، ولكن قبل أن نحلل ما ذكره النحاة في هذا الموضوع ، لا بد أن نذكر اختلاف النحاة أنفسهم قديما حول هذه المسألة .

فقد ذكر ابن هشام في شرح الألفية أن ورود " الكاف " اسما يختص بالشعر فقط ، وخص ذلك القول بسيبويه ، وغيره من المحققين ، وإن كان الكلام لسيبويه أو غيره فيكفي أن نقول : إن اختصاص اسمية الكاف بالشعر فقط دليل على عدم الجزم بأنها اسم ، لأنه لو كان الأمر كذلك لورد ذكر بعض الآيات القرآنية التي تشتمل على وجود الكاف كاسم لا حرف ، والقرآن شمل كل ما يتعلق باللغة من شواهد ما عدا " مذ ومنذ " لم يرد ذكرهما فيه لا كحرفين ولا اسمين .

أما ما ذكره الزمخشري حول الآية القرآنية التي تقول :

70 ـ قال الله تعالى : { إني خالق من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه }

فقل ابن هشام والقول للزمخشري : إن دخول حرف الجر " في " على الضمير في قوله " فيه " من الآية السابقة دليل على أن " الكاف " اسم بمعنى " مثل " بدليل عودة الضمير " ها " الغيبة على الكاف في كلمة " كهيئة " .

وقد رد ابن هشام نفسه على الزمخشري بقوله : لو كانت الكاف اسما لكان من الحقائق أن نسمع ، أو سمع قولهم " مررت بكالأسد " ، بدخول حرف الجر الباء على الكاف باعتبارها اسما ، ولكن هذا غير وارد في لغة العرب ، ولم يرد له نظير في القرآن الكريم .

وخلاصة القول : إذا ما طبقنا قواعد اللغة العربية تطبيقا عمليا ، من خلال التراكيب اللغوية السليمة ، مستدلين بما ورد في القرآن الكريم من آيات ، تطبق التطبيق الصحيح ، وبلا تكلف على تلك القواعد ، فإن هذه القواعد النحوية سوف لا يدخلها التأويل ، وكثرة الوجوه الإعرابية التي نحن في غنى عنها ما دام الغرض من دراسة النحو تقويم اللسان وحفظه من اللحن .

وبما أن كلام العربية لا يخرج عن كونه اسما ، أو فعلا ، أو حرفا ، فلماذا يكون الاسم تارة اسما ، وتارة حرفا وذلك حسبما نريد ؟ ولماذا يكون الحرف تارة حرفا ، ويكون تارة أخرى اسما متى تطلب الأمر ذلك ؟

فالكاف وما جعله بعض النحاة معها من بقية الحروف كـ " عن ، وعلى ، ومذ ومنذ " هي في حقيقة الأمر أحرف جر ليس غير ، ولا داعي لأن تكون أسماء ما دام في اللغة من الأسماء ما يفي حاجة المتكلمين .

ومن الأمثلة التي أوردها النحاة على اعتبار : عن ، وعلى ، ومذ ومنذ أسماء الآتي :

8 ـ مثال " عن " قول الشاعر :

" من عن يميني مرة وأمامي "

9 ـ ومثال " على " قول الآخر :

" غدت من عليه بعد تم ضمؤها "

ومثال " مذ ومنذ " قولهم : ما رأيته مذ يومان ، أو منذ يوم الجمعة .

على اعتبار أن مذ ومنذ مبتدآن ، وما بعدهما خبر . أو على اعتبار أنهما ظرفان وما بعدهما فاعل لكان التامة . والتقدير : مذ كان يومان ، أو منذ كان يوم الجمعة .

ومثال اعتبار مذ ومنذ ظرفين دخولهما على الجملة الفعلية .

كقول الشاعر :

" ما زال مذ عقد ت يداه إزاره "

أو دخولها على الجملة الاسمية وهو قليل ،

11 ـ قول الشاعر :

" وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع "

ويلاحظ مما سبق :

1 ـ أن الأمثلة الواردة في هذا المقام اختصت بالشعر فقط ، لأنه لم يكن هناك ما يستدل به من القرآن الكريم الذي يعتبر الدليل القاطع على صحة الشيء ، ولا سيما تلك القواعد التي يفصل لها النحاة الشواهد الشعرية على قلتها إما لضرورات شعرية ، أو لحذلقة شعرية ، أو ليطبق بها على تلك القواعد دون النظر إلى العقل والمنطق .

2 ـ كما أن مجيء حرف الجر " عن " اسما أوله النحاة بمعنى " جانب " ، وكذلك مجيء حرف الجر " على " اسما فقد أوله النحاة بمعنى " فوق " ، أو " عند " ، وذلك كما يشاء لهم ، وحسب ما تقتضيه القاعدة التي جلبوا لها ذلك الشاهد ، وما عليك أخي القارئ إلا أن تتصور ، وتتأمل ما أراده بعض النحاة .

والواقع نقول : إن ما تصنعه النحاة المتقدمون ، وأجهدوا فيه العقل يعتبر عملا يحمدون عليه لما بذلوا فيه من الجهد الذي يستفيد منه من أراد دراسة النحو والتقعر فيه . ولكن من حيث التطبيق لم ينصفوا تلك القواعد ، بل حاولوا جاهدين أن يجعلوا لها شواهد ولو من غير المألوف ، أو ما لا يستوعبه العقل ، ويتقبله المنطق السليم ، لأنه بعيد عن الواقع العملي الملموس .

ثالثا ـ وما ذكرناه عن عرفي الجر " عن " ، و " على " يقال في " مذ ومنذ " .

فقد لاحظنا أن " مذ ومنذ " هما في الأصل حرفان من أحرف الجر ، ولا جدال في ذلك ، لأن العقل يقره ، والمنطق يؤيده . فعندما نقول : ما رأيته مذ يوم الجمعة ، أو منذ يومين . فذلك أقرب إلى الفهم والصواب . فيوم اسم مجرور بـ " مذ " باعتبارها حرف جر ، وهذا هو الصحيح . أما إذا قلنا كما تصور النحاة المتقدمون ، أو بعضهم أن مذ إذا جاء بعدها مرفوع فهي اسم سواء أكان المرفوع خبرا ، أو مبتدأ ، أو فاعلا لكان التامة المحذوفة باعتبار مذ ظرفا .

ولماذا كل هذا التخيل ؟ ولماذا كل هذا البعد عن المحسوس ؟ ولماذا نحن الذين نعين فيما إذا كان الاسم الواقع بعد مذ مرفوعا ، أو مجرورا حتى نضع مسمى

" مذ " ، هل هي حرف أو اسم ؟ فإذا قلت إن الاسم الواقع بعد " مذ " ، أو " منذ " مرفوعا كانت مذ اسما ، وأعربت خبرا لكان ، أو سما لها ، أو فاعلا ، وذلك حسب ما أحدده أنا ، إذن لم يكن هناك قاعدة متفق عليها ليجري عليها التطبيق العملي ، ولكن أنا الذي أحدد ، وغيري كذلك يحدد حسب ما يتبادر إلى ذهنه ، أو تصوره .

ولو كانت قواعد اللغة تصورات واحتمالات لأصبح لكل نحوي نحو مستقل ، أو كان لكل متكلم بالعربية قواعد توافق ذوقه يضعها متى يشاء ، وحسب مقتضى الكلام الذي يتكلمه ، ويملى عليه حسب إدراكه وتصوره الخاص ، وبهذا يكون النحو لا قواعد موضوعة تبنى عليها التطبيقات ، ولكنه شواهد تنحت لها القواعد كلما اقتضى المقام ذلك .

رابعا ـ وأخيرا يمكننا الاستدلال على حرفية كل من : " عن " ، و " على " ، و " الكاف " ، و " مذ ومنذ " كغيرها من حروف الجر ، بأن تلك الأحرف وإن قبلت ـ في الشواهد المذكورة أنفا والمخصصة لها ـ دخول بعض أحرف الجر عليها إلا أنها لم تقبل علامات الاسم : كالتنوين ، والتعريف بأل ، والإضافة ، وهذا خير دليل على حرفيتها . كما أنها لا تقبل علامات الإعراب : كالرفع والنصب والجر .

فإن قالوا إن هذه الأسماء لا تأتي إلا مجرورة لقبولها أحرف الجر ، فهذا لا يكفي للدلالة على اسميتها ، لأن عدم قبولها كثيرا من علامات الاسم أولى بإخراجها من باب الأسماء بدلا من قبولها حالة واحدة من حالات الاسم وهو دخول حرف الجر عليها .

كما أن دخول حرف الجر عليها مثلما بين لنا النحاة في الأمثلة السابقة كان بتأويل تلك الأحرف بمعاني أخرى لتدخل دائرة الأسماء ، كتأويلهم " الكاف " بمعنى " مثل " ، و " عن " بمعنى " جانب " ، و " على " بمعنى " فوق " أو عند .

والذي هو أبعد عن الصواب أنهم لم يجعلوا لمذ أو منذ تعليلا لإدخالها في باب الأسماء ، سوى أنهم جعلوا التعليل مبنيا على التصور العقلي للقارئ أو السامع عندما يقرأ قولهم علة سبيل المثال : ما رأيتك مذ يومان ، أو ما رأيته منذ يوم الجمعة . فإذا تصور القارئ أن كلمة " يومان " ، أو " يوم " في المثالين السابقين مرفوعة ، كانت " مذ " أو " منذ " اسما ، فلماذا لا نتصور ، أو نقرأ كلمة " يومان " ، أو " يوم " على حقيقتها الصحيحة بالجر ، وتكون مذ ومنذ حرفين ، وهذا أقرب إلى الصواب ، والمنطق الصحيح ، إذا كانت العملية عملية تذوق ومنطق . أما إذا كان الأمر هو بناء قواعد من غير الذي يألفه الذوق السليم لتوضع لها تلك الشواهد ، فهذا أمر لا مجال لبحثنا فيه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

المجرورات Empty
مُساهمةموضوع: تابع المجرورات   المجرورات Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:40 am

الفصل الثاني

زيادة " ما " بعد بعض حروف الجر



تزاد كلمة " ما " بعد بعض أحرف الجر فلا تكفها عن العمل ، وتزاد بعد البعض الآخر فتكفه عن العمل ، وذلك على النحو التالي :

أولا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فلا تكفها عن العمل :

1 ـ تزاد بعد " من " نحو قوله تعالى : { مما خطيئاتهم أغرقوا }1 .

2 ـ تزاد بعد " عن " نحو قوله تعالى : { عما قليل ليصبحن نادمين }2 .

3 ـ تزاد بعد الباء " : نحو قوله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم }3 .

وقوله تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم }4 .

ثانيا ـ الحروف التي تزاد بعدها " ما " فتبطل عملها :

تزاد " ما " بعد " رب " ، و " الكاف " فتبطل عملهما ، وذلك بإجماع النحاة ، ويختص دخولهما على الجمل . مثال زيادتها على " رب " :

12 ـ قول الشاعر جذيمة الأبرش :

ربما أوفيت في علم ترْفَعَنْ ثوبي شمالاتُ

الشاهد قوله : ربما ، حيث أوصل الشاعر " ما " بـ " رب " فكفتها عن العمل ، واختص دخولها على الجملة الفعلية المبدوءة بالفعل الماضي ، لأن الأصل في " رب " التقليل ، أو التكثير ، وهما إنما يكونان فيما عرف حده ، ومن هنا قل دخولها " رب " المكفوفة على الأفعال المضارعة ، فإن دخلت ظاهرا على المضارع ، فإيما أن يكون الفعل مؤولا بالماضي ، وإما أن يقدر مدخولها ماضيا .

72 ـ ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا }5 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ 25 نوح . 2 ـ 40 المؤمنون . 3 ـ 154 النساء .

4 ـ 159 آل عمران . 5 ـ 2 الحجر .



ومثال زيادتها على " الكاف " :

13 ـ قول نهشل بن حري :

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه

14 ـ ومنه قول زياد الأعجم :

فإن الحمر من شر المطايا كما الحَبِطات شرَّ بني تميم

والشاهد في البيتين قولهما : " كما سيف " ، و " كما الحبطات " فنلاحظ أن كلمة سيف جاءت مرفوعة على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف ، لكف عملها بـ " ما " ، وكذلك الحال في " الحبطات " فقد رفعت على الابتداء ، ولم تعمل فيها الكاف المكفوفة بـما ، ومن الملاحظ أن " كما " لا تختص بالدخول على نوع معين من الجمل ، بل يشمل دخولها الجمل الاسمية ، والفعلية على حد سواء .



فوائد وتنبيهات :

1 ـ جواز حذف متعلق الجار والمجرور .

يجوز حذف متعلق الجار والمجرور إذا دل عليه دليل ، وذلك في الإجابة على سؤال السائل الذي يقول : من كم متجر اشتريت ؟ فتجيب " من متجرين " .

ومن كم كتاب استقيت ؟ فتجيب : " من كتابين " .

والتقدير : اشتريت من متجرين ، واستقيت من كتابين .

فحذف متعلق الجار والمجرور وهو الفعل اشترى ، والفعل استقى لدلالة الفعل المذكور في السؤال على المحذوف .

2 ـ وجوب حذف متعلق الجار والمجرور ، إذا كان " كونا عاما " أي : مقدرا بمثل : موجود ، ومستقر ، وكائن ، وحصل ، وكان ، واستقر .

وذلك إذا كان الجار والمجرور متعلقا بالمحذوفات التالية :

* متعلقا بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ . نحو : الكتاب في الحقيبة ، والماء في الكأس . فالجار والمجرور " في الحقيبة " ، و " في الكأس " متعلقان بمحذوف واجب الحذف هو الخبر .

* متعلقا بمحذوف صلة الموصول . نحو : تفوق الذي في فصلنا . فالجار والمجرور " في فصلنا " متعلق بمحذوف واجب الحذف تقديره " استقر " لأن صلته لا تكون إلا جملة .

* متعلقا بمحذوف صفة . نحو : صافحت رجلا في السوق . ففي السوق جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب صفة لرجل .

* متعلقا بمحذوف حال . نحو : قابلت محمدا في المدرسة . في المدرسة جار ومجرور متعلقان بمحذوف واجب الحذف في محل نصب حال ، وصاحب الحال " محمد " .

ويلاحظ أن المتعلق بمحذوف الخبر ، أو الصفة ، أو الحال فيجوز تقدير المحذوف : بـ " كائن ، أو مستقر " ، ويجوز تقديره : بـ " كان ، أو استقر " .

3 ـ تحذف بعض حروف الجر قياسا في المواضع التالية :

أ ـ يحذف حرف الجر مع وجود الأحرف الثلاثة الآتية : " أنْ ، أنَّ ، كي " .

نحو قولنا : دهشت أن أقنعت خصومك . والتقدير : من أنْ أقنعت خصومك .

ونحو : توقعت أنك لم تحضر . والتقدير : بأنك لم تحضر .

73 ـ ومنه قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }1 .

والتقدير : بأنه لا إله إلا هو .

ونحو : حضرت كي أزورك . والتقدير : لكي أزورك .

ب ـ وحذف حرف الجر قياسا قبل تمييز " كم " الاستفهامية المسبوقة بحر جر .

نحو : بكم ريال اشتريت الثوب . والتقدير : بكم من ريال .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 18 آل عمران .



ج ـ يحذف حرف الجر قياسا إذا اقترن بما يدل عليه .

15 ـ نحو قول الشاعر :

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

الشاهد قوله : ومدمن ، فقد جر بحر جر محذوف دل عليه حرف الجر الموجود في كلمة " بذي " ، لأن مدمن معطوف عليها ، والتقدير : اخلق بذي الصبر ، وبمدمن القرع .

74 ـ ومنه قوله تعالى :

{ وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون واختلاف الليل والنهار }1 .

والتقدير : وفي اختلاف الليل والنهار .

4 ـ تحذف " رب " ويبقى عملها في المواضع التالية :

أ ـ بعد الفاء ـ وهذا كثير ـ

16 ـ كقول امرئ القيس :

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول

الشاهد : فمثلك ، حيث جرها بـ " رب " المحذوفة بعد الفاء .

ومنه قول الآخر :

فحورٍ قد لهوت بهن عِينٍ نواعم في المروط وفي الرياط

الشاهد : فحور ، والتقدير : فرب حور ، بحذف رب بعد الفاء .

ب ـ وتحذف " رب " بعد الواو ـ وهو كثير أيضا ـ .

17 ـ ومنه قول امرئ القيس :

وليل كموج البحر أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

الشاهد : وليل ، والتقدير : ورب ليل ، فحذف رب بعد الواو .

ــــــــــــــ

1 ـ 4 الجاثية .



ومنه قول الآخر :

" وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا "

ج ـ كما تحذف " رب " بعد بل ـ وهذا قليل ـ .

18 ـ كقول رؤبة بن العجاج :

" بل مهمهٍ قطعت بعد مهمهة "

الشاهد : بل مهمه ، والتقدير : بل رب مهمه ، فحذف رب بعد بل وهو قليل .

ومنه قول الآخر :

بل بلدٍ ملء الفجاج قتمه لا يشترى كَتَّانه وجهرمه

د ـ وتحذف رب ويبقى عملها دون الحاجة إلى الأحرف السابقة ، وهذا أقل من حذفها بعد بل .

19 ـ نحو قول جميل بن معمر :

رسمِ دار وقفت في طلله كدت أقضي الحياة من جلله

الشاهد : رسمِ دار ، في رواية الجر ، على اعتبار أن كلمة " رسم " قد جرت بحرف الجر " رب " فحذفت رب من غير أن تكون مسبوقة بأحد الأحرف الثلاثة التي ذكرناها سابقا وهي : الفاء ، والواو ، وبل . وقد ذكر ابن عقيل في شرح الألفية أن ذلك شاذ والله أعلم .



المجرور بالإضافة



تعريف : هي نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف الجر ، لتعريف الأول بالثاني ، أو تخصيصه ، أو تخفيفه .

نحو : هذا كتاب محمد . هذا كتاب علم نافع . عاقب القاضي شاهد الزور .

في المثال الأول نجد أن كلمة " كتاب " قد أضيفت إلى معرفة ، وهو اسم العلم محمد ، لذلك اكتسب المضاف من المضاف إليه التعريف . وفي المثال الثاني أضيفت كلمة " كتاب " إلى كلمى علم ، وهي نكرة ، فاستفاد المضاف من المضاف إليه التخصيص ، أما في المثال الثالث فقد أضيفت كلمة " شاهد " ـ وهي وصف مشتق يعمل عمل فعله لأنه اسم فاعل ـ إلى كلمة الزور ، ولكنه في هذه الحالة لم يكتسب المضاف من المضاف إليه لا التعريف ، ولا التخصيص ، وإنما استفاد التخفيف ، وهو حذف تنوين المضاف . لأن أصل الكلام : عاقب القاضي شاهداً الزورَ . فخففت كلمة " شاهد " عند إضافتها ، حيث حذف منها التنوين .



أقسام الإضافة :

تنقسم الإضافة إلى قسمين :

1 ـ الإضافة المعنوية ، أو المحضة .

2 ـ الإضافة اللفظية ، أو غي المحضة .

أولا ـ الإضافة المعنوية :

يقصد بها إضافة الأسماء التي لا معمول لها ، والتي يكون بين طرفي المضاف ، والمضاف إليه فيها قوة اتصال ، وارتباط ، بحيث لا يفصل بين طرفيها الضمير المستتر كما في الإضافة اللفظية ، أو ( غير المحضة ) ، ويستفيد المضاف في هذا النوع من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفة ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة .

مثال استفادة التعريف : هذا كتاب أخي . ونسق البستاني حديقة المنزل . وهذا قلم محمد .

75 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما }1 .

وقوله تعالى : { لم يظهروا على عورات النساء }2 .

وقوله تعالى : { ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير }3 .

ومثال استفادة التخصيص : هذا كتاب تاريخ . وهذه نافذة منزل .

76 ـ ومنه قوله تعالى : { عليهم ثيابُ سندسٍ خضرٌ }4 .

وقوله تعالى : { بل قالوا أضغات أحلام }5 .

وقوله تعالى : { جنات عدن تجري من تحتها الأنهار }6 .

وقد سميت الإضافة المحضة بـ " المعنوية " لأن فائدتها راجعة إلى المعنى ، من حيث إنها تفيد المضاف تعريفا ، أو تخصيصا . فعندما قلنا : هذا كتاب أخي . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وبإضافتها إلى كلمة " أخي " المعرفة بالإضافة أيضا ، استفادت كلمة " كتاب " التعريف ، وكذلك الحال في كلمة " حديقة " ، والكلمات المضافة في الآيات السابقة وهي : أموال ، وعورات ، وملك .

وعندما قلنا : هذا كتاب تاريخ . فإن كلمة " كتاب " نكرة ، وأضيفت أيضا إلى نكرة ، ولكنها استفادت منها التخصيص ، وقل بذلك إبهامها وشيوعها ، فـ " كتاب " يشتمل على أي كتاب دون تحديد ، ومن هنا كان الإبهام والشيوع ، ولكن عندما أضيفت كلمة

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 10 النساء . 2 ـ 31 النور .

3 ـ 42 النور . 4 ـ 21 الإنسان .

5 ـ 5 الأنبياء . 6 ـ 76 طه .



" كتاب " إلى كلمة " تاريخ " وإن كانت نكرة إلا أنها حددت نوع الكتاب ، وأزالت إبهامه ، وحدَّت من شيوعه . وكذلك الحال بالنسبة لكلمة : نافذة ، والكلمات الواردة في الآيات وهي : ثياب ، وأضغات ، وجنات . فهي نكرات أضيفت إلى نكرات ، غير أنها استفادت منها التخصيص ، وإزالة الإبهام ، وتقييد الإطلاق والشيوع .



ثانيا ـ الإضافة اللفظية ، أو غير المحضة :

يقصد بها تلك الإضافة التي ترجع فائدتها إلى اللفظ فقط ، بما تحدثه فيه من تخفيف بحذف التنوين من الاسم المفرد المضاف ، أو حذف النون من الاسم المثنى ، أو جمع المذكر السالم عند إضافته . كما أن هذا النوع من الإضافة لا يفيد أمرا معنويا مثلما سبق بيانه في الإضافة المعنوية ، ولا يقدر فيها حرف الجر ، وتختص هذه الإضافة بالأسماء المشتقة العاملة عمل الفعل كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهة ، ويسمى هذا النوع من الإضافة بغير المحضة لأنها في تقدير الانفصال .

مثال إضافة اسم الفاعل إلى معموله : جاء فاعل الخير . هذا حارس المخيم .

77 ـ ومنه قوله تعالى : { وما كنت متخذا المظلين عَضُدا }1 .

وقوله تعالى : { إن الله فالق الحب والنوى }2 .

وقوله تعالى : { يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي }3 .

وقوله تعالى : { غير مُحلِّي الصيد وأنتم حرم }4 .

ومثال لإضافة اسم المفعول إلى معموله : هذا طير مكسور الجناح .

وترك العاملون المدرسة مشرعة الأبواب .

والإضافة السابقة ممثلة في اسم الفاعل ، واسم المفعول ، لا يستفاد منها أمرا معنويا ،

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 51 الكهف . 2 ، 3 ـ 95 الأنعام .

4 ـ 1 المائدة .



ولكن يستفاد منها أمرا لفظيا ، وهو التخفيف بحذف التنوين من المضاف إذا كان مفردا كما هو واضح في الأمثلة المذكورة آنفا ، أو حذف النون إذا كان المضاف مثنى أو جمع مذكر سالما . نحو : جاء لاعبا الكرة . وحضر معلمو المدرسة .

ومثال الصفة المشبهة : هذا حسن الوجه . وترك محمد عملا عظيم الأثر .

والغرض من إضافة الصفة المشبهة إلى معمولها ، هو إزالة القبح من المضاف كما في كلمتي " حسن " ، و " عظيم " في المثالين السابقين .



أقسام الإضافة المعنوية ، أو المحضة :

تنقسم الإضافة المعنوية من حيث احتوائها على حرف الجر ، أو تقدير حرف الجر إلى ثلاثة أنواع :

1 ـ الإضافة البيانية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " من " ، وضابطها أن يكون المضاف غليه جنسا للمضاف ، وأن يكون المضاف بعض المضاف إليه .

نحو : ثوب كتان . وحلي ذهب . والتقدير : ثوب من كتان ، وحلي من ذهب .

2 ـ الإضافة الظرفية : وهي ما كانت على تقدير حرف الجر " في " ، وضابطها أن يكون المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، سواء أكان الظرف زمانا ، أو مكانا .

نحو : عروس البيد . ودمية محراب . والتقدير : عروس في البيد ، ودمية في المحراب . ومنه قولهم : هذا رفيق الصبا ، ومؤنس الليل .

والتقدير : رفيق في الصبا ، ومؤنس في الليل .

3 ـ الإضافة اللامية : وهي ما كانت الإضافة فيها على تقدير حرف اللام ، ويقصد منها بيان الملك ، أو الاختصاص . نحو : كتاب الطالب .

ومنه قول شوقي :

أبا الهول أنت نديم الزمان نجيّ الأوان سمير العصر

والتقدير : كتاب للطالب ، ونديم للزمان ، ونجي للأوان ، وسمير للعصر .



أحكام الإضافة :

1 ـ يعرب المضاف حسب موقعه من الجملة ، أما المضاف إليه فيجب فيه الجر لفظا ومحلا في الإضافة المعنوية ، أو لفظا فقط في الإضافة اللفظية ، وعامل الجر في المضاف إليه هو المضاف .

نحو : جاء صاحب المنزل . قرأت كتاب العلوم . ومررت بأخيك .

ومنه قوله تعالى : { أو يأتي أمر ربك }1 . وقوله تعالى : { وما كان عطاء ربك }2.

وقوله تعالى : { هم يقسمون رحمة ربك }3 . وقوله تعالى : { فسبح بحمد ربك }4 .

وقوله تعالى : { ورزق ربك خير }5 .

نلاحظ من الأمثلة السابقة أن المضاف يعرب حسب موقعه من الجملة ، ففي المثال الأول جاء فاعلا ، وفي الثاني مفعولا به ، وفي الثالث جارا ومجرورا .

وفي الآيات القرآنية نجده في الأولى فاعلا ، وفي الثانية اسما لكان ، وفي الثالثة مفعولا به ، وفي الرابعة جارا ومجرورا ، وفي الخامسة جاء مبتدأ .

أما المضاف إليه فحكمه الجر بالإضافة كما ذكرنا آنفا .

2 ـ يجب حذف تنوين المضاف المفرد ، ونون المضاف المثنى أو جمع المذكر السالم للتخفيف ، وقد مثلنا له في موضعه .

3 ـ وجوب حذف " أل " التعريف من المضاف إذا كانت الإضافة معنوية ، و " أل " زائدة للتعريف ، نحو : غلاف الكتاب جميل .

ولا يصح أن نقول : الغلاف الكتاب جميل . ففي مثل هذه الحالة لا يجوز إلحاق " أل " التعريف بالمضاف ، وهو كلمة " غلاف " ، لأن " أل " تكون حينئذ زائدة ، إلى جانب أن الإضافة المعنوية

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 33 النحل . 2 ـ 20 الإسراء .

3 ـ 32 الزخرف . 4 ـ 50 يوسف .

5 ـ 131 طه .



لا يقبل فيها المضاف دخول " أل " التعريف عليه .

4 ـ أما إذا كانت الإضافة لفظية فيجوز دخول " أل " التعريف على المضاف ، إذا كان مثنى ، أو جمع مذكر سالما ، أو مضافا إلى ما فيه أل ، أو مضافا إلى اسم مضاف إلى ما فيه أل .

مثال المضاف المثنى والجمع : هما المؤسسا المدرسة . وهم المشيدو المسجد .

ومثال المضاف إلى ما فيه أل : جاء اللاعب الكرة .

ومثال المضاف إلى الاسم المضاف لما فيه أل : رأيت المنشد قصيدةِ الشعر .

ووصل اللاعب كرةِ اليد .



الأسماء الملازمة للإضافة :

تنقسم الأسماء الملازمة للإضافة إلى قسمين :

1 ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد .

ومنه : عند ، ولدى ، وسوى ، وكل ، وبعض ، وأي .

2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل : ومنه : لإذ ، وإذا .

أولأ ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد :

تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة للمفرد إلى قسمين :

أ ـ ما يلزم الإضافة لفظا ومعنى ، وله أربع صور على النحو التالي :

1 ـ أن يضاف إلى الاسم الظاهر المفرد . ومنه : أولو ، أولات ، ذو ، ذوات ، ذات ، ذواتا ، ذوا ، ذوو .

وأمثلته هي " أولو " : نحن الآباء لنا فضل على الأبناء .

78 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض }1 .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 75 الأنفال .



وقوله تعالى : { نحن أولو قوة وأولو بأس }1 .

وقوله تعالى : { يتذكر أولو الألباب }2 .

" أولات " ، نحو : المعلمات أولات نعم على الطالبات .

79 ـ ومنه قوله تعالى : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن }3 .

وقوله تعالى : { وإن كن أولات حمل فانفقوا عليهن }4 .

" ذو " ، نحو : جاء ذو الفضل .

80 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة }5 .

وقوله تعالى : { إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }6 .

وقوله تعالى : { والحب ذو العصف والريحان }7 .

81 ـ " ذواتا " نحو قوله تعالى : { ذواتا أفنان }8 .

وقوله تعالى : { ذواتي أكل خمط }9 .

82 ـ " ذات " ، نحو قوله تعالى : { إرم ذات العماد }10 .

وقوله تعالى : { حدائق ذات بهجة }11 .

وقوله تعالى : { والسماء ذات البروج }12.

وقوله تعالى : { والأرض ذات الصدع }13 .

ومنه قول الرسول ما روي عن أبى الدرداء قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ، قالوا بلى ، قال : إصلاح ذات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 33 النمل . 2 ـ 21 الرعد . 3 ـ 4 الطلاق 4 ـ 6 الطلاق .

5 ـ 280 البقرة . 6 ـ 43 فصلت . 7 ـ 12 الرحمن .

8 ـ 48 الرحمن . 9 ـ 16 سبأ . 10 ـ 7 الفجر .

11 ـ 60 النمل . 12 ـ 1 البروج . 13 ـ 12 الطلاق .



البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة " 1 .

" ذوو ، وذوا ، وذوي " وكلها جمع " ذو " . نحو : جاء ذوو الفضل .

83 ـ وقوله تعالى : { ذوا عدل منكم }2 .

وقوله تعالى : { على حبه ذوي القربى }3 .

2 ـ أن يضاف إلى ضمير المخاطب في الغالب ، كالمصادر المثناة في لفظها دون معناها . ومنه : لبيك ، وسعديك ن ووحنانيك ، ودواليك ، وهذاذيك ، ووحديك .

كقولنا في التلبية : لبيك اللهم لبيك . وسعديك أيها المستعين بالله .

وحنانيك أيها المتألم .

20 ـ ومنه قول الشاعر :

حنانيك مسؤولا ولبيك داعيا وحسبي موهوبا وحسبك واهبا

21 ـ ومثال دواليك قول الشاعر :

نأكل الأرض ثم تأكلنا الأرض دواليك أفرعا وأصولا

ويلاحظ من الألفاظ السابقة أن لبيك وأخواتها مثناة لفظا دون معنى ، لذلك ألحقت في إعرابها بالمثنى ، وليست منه حقيقة .

3 ـ ما يلزم الإضافة إلى الضمير مطلقا . ومنه : وَحْد ، وكل التي للتوكيد المعنوي .

مثال " وحد " : ربي إني اعتمد عليك وحدك .

84 ـ ومنه قوله تعالى : { قالوا آمنا بالله وحده }4 .

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا " 5 .

ومثال " كل " : جاء الطلبة كلهم .

ــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ رواه أبو داود . 2 ـ 2 الطلاق . 3 ـ 177 البقرة .

4 ـ 84 غافر . 5 ـ مسند الإمام الشافعي ، وأخرجه الأربعة إلا النسائي .



85 ـ ومنه قوله تعالى : { وإليه يرجع الأمر كله }1 .

وقوله تعالى : { علم آدم الأسماء كلها }2 .

وقوله تعالى : { بما آتيتهن كلهن }3 .

4 ـ ما يلزم الإضافة إلى الاسم الظاهر ، أو الضمير لفظا ومعنى :

ومنه : كلا ، وكلتا ، وعند ، ولدى ، ولدن ، وسوى ، ومع ، وقصارى ، وحمادى .

نحو : فاز كلا الطالبين ، ونجح الطالبان كلاهما .

86 ـ ومنه قوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما }4 .

ونحو : تفوقت الطالبتان كلتاهما . ومنه قوله تعالى : كلتا الجنتين آتت أكلها }5 .

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أبي هريرة قال : " ما تصدق أحد بصدقة من طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، إلا أخذها الرحمن بيمينه ، وكلتا يديه يمين " 6 .

وكلا وكلتا من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، ويشترط في المضاف إليه بعدها الآتي :

1 ـ أن يكون دالا على اثنين ، أو اثنتين ، سواء أكان اسما ظاهرا ، أم ضميرا

بارزا ، كما بينا في الأمثلة السابقة .

2 ـ أن يكون المضاف إليه كلمة واحدة ، لأن تلك الكلمة هي التي تقوم بالدلالة على المثنى ، فلا يجوز أن نقول جاء كلا الأخ والصديق ، ولا قرأت كلتا الصحيفة والمجلة .

3 ـ أن يكون المضاف إليه معرفة كما ورد في الأمثلة ، ولا يجوز أن يأتي نكرة . نحو : حضر كلا طالبين ، وصافحت كلتا طالبتين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 123 هود . 2 ـ 99 يونس . 3 ـ 51 الأحزاب .

4 ـ 23 الإسراء . 5 ـ 33 الكهف . 6 ـ أخرجه الستة إلا أبا داود .



87 ـ ومثال " عند " . قوله تعالى : { وإن الله عنده أجر عظيم }1 .

وقوله تعالى : { فله أجره عند ربه }2 . وقوله تعالى : { والآخرة عند ربك }3 .

وقوله تعالى : { أم اتخذ عند الرحمن عهدا }4 .

88 ـ ومثال " لدى " . قوله تعالى : { وألفيا سيدها لدى الباب }5 .

وقوله تعالى : { إذ القلوب لدى الحناجر }6 .

وقوله تعالى : { بما لديهم فرحون }7 . وقوله تعالى : { جميع لدينا محضرون }8 .

وقوله تعالى : ما يبدل القول لديَ }9 .

" لدن " : مما يضاف لفظا ومعنى ، وتأتي غالبا بمعنى " عند " ، وتكون مجرورة بـ " من " ، ومبنية على السكون .

89 ـ نحو قوله تعالى : { من لدن حكيم خبير }10 .

وقوله تعالى : { هب لنا من لدنك رحمة }11 .

وقوله تعالى : { من لدنا أجرا عظيما }12 .

ومثال " سوى " . لا يبتغي المسلم سوى مرضاة الله . وكل شيء سوى الإيمان تافه .

ومنه قول الشاعر :

سواي بتحنان الأغاريد يطرب وغير باللذات يلهو ويلعب

ومثال " قصارى " . قصارى جهد المنافق كسب مؤقت .

ومنه " حمادى " . نحو : حمادى المنافق كسب سريع .

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 28 الأنفال . 2 ـ 112 البقرة . 3 ـ 35 الزخرف .

4 ـ 79 مريم . 5 ـ 25 يوسف . 6 ـ 18 غافر .

7 ـ 54 المؤمنون . 8 ـ 32 يس . 9 ـ 29 ق .

10 ـ 1 هود . 11 ـ 17 الأنبياء . 12 ـ 64 النساء .



وإعرابه كالتالي : حمادى : مبتدأ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، في محل رفع ، وهو مضاف ، المنافق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة .

كسب : خبر مرفوع بالضمة . وسريع : صفة مرفوعة .

ب ـ ما يلزم الإضافة إلى المفرد معنى ، مع جواز قطعه عن الإضافة لفظا ، وسواء أكان المفرد اسما ظاهرا ، أم ضميرا متصلا ، وذلك بعد حذف المضاف إليه والاستغناء عنه بالتنوين الذي يجئ عوضا عنه ، وتكون الإضافة معنى ، دون اللفظ ، ويحتفظ بحكمه في التعريف ، أو التنكير .

ومنه : كل ، وبعض ، وأي الشرطية ، وأي الاستفهامية ، وأي التي للنعت ، وأي التي تقع حالا ، وغير ، ومع ، وحسب ، وأول ، ودون ، وقبل ، وبعد ، وعل ، والجهات الست : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .

90 ـ الأمثلة : " كل " ، كقوله تعالى : { وآتيناه من كل شيء }1 .

وقوله تعالى :{ ويؤتي كل ذي فضل }2 .

وقوله تعالى : { ونزعنا من كل أمة شهيدا }3 .

وقوله تعالى : { كل نفس لما عليها حافظ }4 .

ومثال القطع في " كل " عن الإضافة لفظا دون المعنى ، وذلك بأن يحذف المضاف إليه مع إرادته في المعنى ، قوله تعالى : { كل يعمل على شاكلته }5 .

وقوله تعالى : { كل آمن بالله }6 . وقوله تعالى : { كل في كتاب مبين }7 .

والتقدير : كل إنسان ، على تقدير المضاف إليه المحذوف لفظا مع إرادة المعنى .

91 ـ مثال " بعض " ، قوله تعالى : { إن بعض الظن إثم }8 .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 85 الكهف . 2 ـ 3 هود . 3 ـ 75 القصص .

4 ـ 4 الطارق . 5 ـ 84 الإسراء .

6 ـ 285 البقرة . 7 ـ 6 هود . 8 ـ 12 الحجرات .



وقوله تعالى : { ونفضل بعضها على بعض }1 .

وقله تعالى : { كذلك نولي بعض الظالمين بعضا }2 .

وقوله تعالى : { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض }3 .

وقوله تعالى : { بغى بعضنا على بعض }4 .

مثال " أي " الملازمة للإضافة ، وهي خمسة أنواع كلها مبهمة ولا تتعين إلا بالمضاف إليه ، والأنواع الخمسة هي :

1 ـ أي الاستفهامية : معربة واجبة الإضافة لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، وتضاف إلى النكرة مطلقا ، سواء أكانت لمتعدد ، أم لغير متعدد . نحو : أي معلم صافحت ؟

وأي تلميذ علمت ؟ وأي طالبين هذبت ؟ وأي رجال فازوا بالسبق ؟

92 ـ ومنه قوله تعالى : { في أي صورة ما شاء ركبك }5 .

وقوله تعالى : { لأي يوم أجلت }6 .

وقوله تعالى : { وما تدري نفس بأي أرض تموت }7 .

وكما تضاف أي الاستفهامية إلى النكرة ، تضاف أيضا إلى المعرفة ، بشرط أن تكون دالة على متعدد ، سواء أكان المتعدد حقيقيا ، أم تقديريا ، ام معطوف بحرف العطف.

مثال المتعدد الحقيقي : أي الطالبين أحق بالنجاح ؟ وأي الطلاب أجدر بالفوز ؟

ومنه قوله تعالى : { أيكم أحسن عملا }8 .

93 ـ وقوله تعالى : { لنعلم أي الحزبين أحصى }9 .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 4 الرعد . 2 ـ 129 الأنعام .

3 ـ 253 البقرة . 4 ـ 22 ص .

5 ـ 8 الانفطار . 6 ـ 12 المرسلات .

7 ـ 34 لقمان . 8 ـ 7 الكهف . 9 ـ 12 الكهف



ومثال المتعدد الحكمي ، أو التقديري : أي الشجرة أنفع ؟ وأي القول مفيد ؟

والتقدير : أي أجزاء الشجرة انفع ؟ وأي أنواع القول مفيد ؟

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما روي عن الشيخان والنسائي " أن رجلا قال يا رسول الله أي الإسلام خير ؟ " .

ومثال التعدد بالعطف : أي رياضة الجسم ورياضة العقل أنفع ؟

والتقدير : أيهما ، بمعنى : أي واحدة من رياضة الجسم والعقل أنفع .

2 ـ أي الشرطية : وهي التي تجزم فعلين ، يسمى الأول فعلها ، والثاني جوابها وجزاؤها .

نحو : أي كتاب تقرأه تستفد منه . وهذه الإضافة لفظا ومعنى .

أما الإضافة معنى نحو : أي رجل يعمل يكسب من عمله .

ويجوز إضافة " أي " الشرطية إلى المتعدد ، سواء أكان الحقيي ، أو الحكمي ، أو المعطوف ، كما بينا في أمثلة " أي " الاستفهامية .

3 ـ أي الوصفية ، وهي اسم بمعنى الذي .

مثال إضافتها قولنا : أحببت من الطلاب أيهم هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .

التقدير : الذي هو أكثر علما ، وأحسن خلقا .

4 ـ أي التي تقع نعتل للنكرة ، وهي اسم معرب مبهم ، ويزيل المضاف إليه إبهامه ، والغرض من " أي " التي تقع نعتا ، الدلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى مدحا ، أو ذما . نحو : اعتز ببطلين من أبطال الإسلام : هما خالد بن الوليد ، ومحمد بن القاسم ، وأولهما قائد عظيم أيَُ قائد ، والآخر فاتح مظفر أيُّ فاتح .

ونحو : هذا شاعر مطبوع أيُّ شاعر . وهذا خطيب مفوه أيُّ خطيب .

5 ـ أي التي تقع حالا ، وهي اسم معرب مبهم يدل على ما تدل عليه الحال من بيان صاحبها المعرفة في الغالب . ويزال إبهام أي بالإضافة إليها ، ويشترط في المضاف إليه أن يكون نكرة مذكورة في الكلام .

نحو : جاء مدرب الكرة أيَّ مدرب . وسافر حارس المرمى أيَّ حارس .

ونحو : جلست مع عالم فاضل أيَّ عالم .

يلاحظ في المثال الأخير أن صاحب الحال جاء نكرة ومصوغ مجيئه نكرة ، أنه جاء موصوفا ، ومن شروط مجيء صاحب الحال نكرة أن يكون موصوفا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
Admin

المدير العام
Admin


عدد المساهمات : 116
شكروتقدير : 0
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

المجرورات Empty
مُساهمةموضوع: تكمله المجرورات   المجرورات Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 11, 2009 5:42 am

تكملة المجرورات



" غير " :

اسم يدل على مخالفة ما قبله لما بعده في ذاته حقيقة ، أو في وصف من الأوصاف العرضية التي تطرأ على الذات .

مثال النوع الأول : الماء غير النار .

أي أن ذات الماء وحقيقته ، غير ذات النار وحقيقتها .

ومثال الثاني قولنا : استخدمت طريقة في الوصول إلى الحقيقة غير التي استخدمتها قبلا .

والمقصود من ذلك هو : استخدام طريقة جديدة في الوصول إلى الحقيقة التي أرادها ، وليس معناه إلغاء الطرقة كلية .

وغير غالبا ما تكون ملازمة للإضافة لفظا ومعنى ، إلا في حالة واحدة قد تنقطع عن الإضافة لفظا ومعنى .

ومن أمثلة إضافتها لفظا ومعنى :

94 ـ قوله تعالى : { فلهم أجر غير ممنون }1 .

وقوله تعالى : { أو آخران من غيركم }2 .

وقوله تعالى : { لئن اتخذت إلها غيري }3 .

ومثال قطعها عن الإضافة لفظا دون معنى قولنا : اشتريت ثلاثة أقلام ليس غير .

والتقدير : ليس غير الثلاثة . ويشترط في هذه الحالة أن تسبق غير بنفي ، وهو ليس .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 6 التين . 2 ـ 109 المائدة .

3 ـ 29 الشعراء .



وقال بعض النحاة كذلك تسبق بـ " لا " النافية . نحو : في جيبي مئة ريال لا غير .

كما يشترط فيها ألاّ تنون حيث يقدر لفظ المضاف إليه المحذوف لفظا لا معنى .

أما الحالة التي تنقطع فيها غير عن الإضافة لفظا ومعنى ، هي تلك الحالة التي يحذف فيها المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه ، أي لا يلاحظ وجوده مطلقا ، فكأنه غير موجود في الأصل نحو : من أهمل واجباته جنى الرسوب ليس غيرا .

والتقدير : ليس الجني مغايرا .

وتكون " غير " في هذه الحالة معربة منونه نكرة .

وهناك حالة تكون فيها " غير " مبنية عندما تكون مضافة ، وذلك إذا حذف المضاف إليه لفظا ، ونوى معناه . نحو : شر ابن آدم أن يملأ معدته ليس غيرُ .

والتقدير : ليس غير المالئ لمعدته .

" مع " : تفيد المصاحبة نحو قوله تعالى : { إن مع العسر يسرا }1 . ولها في الإضافة ثلاثة أحوال ، تضاف في اثنتين ، وتفرد في واحدة .

1 ـ أن تكون " مع " ظرفية مكانية ، أو زمانية ، حسب ما تضاف إليه ، أو تحتمل الاثنين معا عند انعدام القرينة التي تعين أحدهما .

إضافة مع الدالة على المكان ، نحو : الفقر مع المرض شبح قاتل .

ونحو : لا مكان لجاهل مع عالم .

ومنه قوله تعالى : { كلا إن معي ربي سيهدين }2 .

ومثال دلالتها على الزمان قولنا : يخرج العمال من بيوتهم مع الصباح الباكر .

ونحو : يعود الطلبة إلى منازلهم مع الظهيرة .

ومثال صلاحيتها للمكان ، والزمان حين انعدام القرينة الدالة على أحدهما :

احتفل طلاب مدرستنا مع طلاب المدارس الأخرى بيوم الشجرة .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 6 الشرح . 1 ـ 62 الشعراء .



ونحو : التقى معلمو المدرسة مع معلمي المدارس المجاورة ، وكرمنا المميزين منهم مع المميزين من معلمينا .

2 ـ تضاف " مع " وتكون بمعنى " عند " في إفادة معنى الحضور المجرد ، وهي حينئذ تكون ظرفا معربا مضافا واجب الجر بـ " من " الابتدائية .

نحو : إذا أراد الرجل البذل فلينفق من معه لا من مع الآخرين .

ونحو : إذا وهبت فهب من معك .

3 ـ أن تكون " مع " اسما لا ظرفية فيه ، ومعناه " جميع " ، أو " كل " وهي حينئذ تدل على مجرد اصطحاب اثنين ، أو أكثر ، واجتماعهما في وقت متعدد ، وتكون " مع " في هذه الحالة معربة منصوبة منونة على أنها حال ، أو خبر ، وهي في الصورتين مؤولة بالمشتق ، ومفردة .

مثال الدلالة على الحال المثناة : أقبل الطالبان معا .

22 ـ ومنه قول الشاعر :

فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا .

ومنه قول امرئ القيس :

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل

ومثال جماعة الإناث قول الشاعر :

" إذا حنت الأولى سجعن معا "

23 ـ ومنه قول الشاعر في وصف إبل :

لا ترتجي حين تلاقى الزائدا أسبعةً لاقت معا ، أَم واحدا

الشاهد : معا ، حال من فاعل الفعل " لاقى " وهو الضمير المستتر تقديره : " هي " يعود على لإبل التي تدل على جماعة مؤنثة .

24 ـ ومثال جمع المذكر قول الشاعر :

وأفنى رجالي فبادوا معا فأصبح قلبي بهم مستفزُّ

ومثال الخبر : المجاهدان معا . والمجاهدون معا .

والتقدير : المجاهدان موجودان معا . والمجاهدون موجودون معا .



" حسب " تضاف لفظا ومعنى :

95 ـ نحو قوله تعالى : { فإن تولوا فقل حسبي الله }1 .

وقوله تعالى : { من توكل على الله فهو حسبه }2 .

وقوله تعالى : { حسبنا الله ونعم الوكيل }3 .

كما تضاف حسب معنى لا لفظا . نحو : قرأت الدرس حسبُ .

والتقدير : لا غير . وهي حينئذ مبنية على الضم في محل نصب .

ومنه : أمضيت في مكة ثلاثة أيام فحسب . أي ليس غير .



" أول " ، لإضافته ثلاثة استعمالات هي :

1 ـ أن يكون اسما لا ظرفية فيه . نحو : أول الغيث قطرة .

وهو هنا بمعنى مبدأ الشيء . وقد يكون بمعنى كلمة " قديم " .

نحو : هذا قول هراء لا أول له ولا آخر .

وقد تضمن معنى كلمة " سابق " ، أي متقدم الدالة على الوصف .

نحو : تنقلت في البلاد عاما أولا .

2 ـ أن تكون اسما جامدا لا ظرفية فيه ، ولكنه مؤول بالمشتق ، تضمن كلمة " أسبق " الدالة على التفضيل ، وهو حينئذ معرب تطبق عليه أحكام أفعل التفضيل .

نحو : أنت في المدرسة أول من هذين الطالبين . والتقدير : أسبق منهما .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 130 التوبة . 2 ـ 3 الطلاق .

1 ـ 173 آل عمران .



3 ـ أن يكون ظرفا للزمان بمعنى " قبل " كقوله تعالى : { وأنا أول المسلمين }1 .

وقوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس }2 .



" دون " ، تكون للظرفية في معنى المكان ، وهي حينئذ منصوبة على الظرفية المكانية نحو : محمد دون أحمد في الشجاعة والكرم .

ومنه قوله تعالى : { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول }3.

وتجر كلمة " دون " بحرف الجر " من " .

96 ـ نحو قوله تعالى : { فاتخذت من دونهم حجابا }4 .

وقوله تعالى: { إنما اتخذتم من دون الله }5 .

وقوله تعالى : { خالصة من دون الناس }6 .

وتأتي اسما وصفا بمعنى حقير . نحو : ثوب دون . أي : رديء .

ويقال هذا دونك . أي : حقيرك (7) . ويقولون : هذا دون المستوى المطلوب .

أي : أقل ، أو أحقر من المستوى المطلوب .



" قبل ، وبعد " ، لإضافتهما أربعة أحوال هي :

1 ـ تأتي قبل وبعد معربتين ، إذا أضيفتا لفظا .

97 ـ نحو قوله تعالى : { قبل طلوع الشمس }8 .

وقوله تعالى : { وما كنت تتلوا من قبله }9 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 164 الأنعام . 2 ـ 96 آل عمران .

3 ـ 204 الأنعام . 4 ـ 16 مريم .

5 ـ 25 العنكبوت . 6 ـ 94 البقرة .

7 ـ شرح المفصل ج2 ص129 . 8 ـ 130 طه .

9 ـ 48 العنكبوت .



وقوله تعالى : { قبل يوم الحساب }1 .

98 ـ ونحو قوله تعالى : { لا ينبغي لأحد من بعدي }2 .

وقوله تعالى : { وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين }3 .

2 ـ وإذا حذف المضاف إليه ، ونوي لفظه ، أعرب " قبل وبعد " من غير تنوين .

25 ـ كقول الشاعر :

ومن قبلِ نادى كل قوم قرابة

الشاهد قوله : " من قبلِ " حيث أعربت " قبلِ " مجرورة من غير تنوين ، لأن المضاف إليه حذف ونوى لفظه . والتقدير : من قبل ذلك .

3 ـ إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ، ولا معناه ، تكون " قبل وبعد " حينئذ نكرتين منونتين .

نحو قوله تعالى ـ في قراءة من قرأ بالتنوين { لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ }4 .

26 ـ ومنه قول الشاعر يزيد بن الصعق :

فصيغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الحميم

الشاهد في البيت قوله : " قبلاً " حيث أعربه منونا لانقطاعه عن الإضافة لفظا ومعنى.

4 ـ يحذف المضاف إليه وينوى معناه دون لفظه ، فتكون قبل وبعد مبنيتين على الضم . 99 ـ نحو قوله تعالى : { كما سئل الذين من قبلُ }5 .

وقوله تعالى : { كما توليتم من قبلٌ }6 . وقوله تعالى : { فلا تحل له من بعدُ }7 .

وقوله تعالى : { آمنوا من بعدُ }8 . وقوله تعالى : { لله الأمر من قبلُ ومن بعدُ }9 .

ـــــــــــــــــــــــ

1 ـ 16 ص . 2 ـ 35 ص . 3 ـ 6 الأنعام .

4 ـ 4 الروم . 5 ـ 108 البقرة .

6 ـ 16 الفتح . 7 ـ 230 البقرة .

8 ـ 75 الأنفال . 9 ـ 4 الروم .



" عل " :

توافق " فوق " في معناها ، ويجوز نصبها على الظرفية ، أو الحالية ، ولكن يشترط فيها شرطان :

1 ـ لا تأتي ‘لا مجرورة بـ " من " . نحو قول امرئ القيس :

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علِ

2 ـ لا تستعمل مضافة . فلا يجوز أن نقول : أخذت الكتاب من علِ المكتب .



" الجهات الست " ، وهي : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق .

هذه الظروف تأتي مضافة للمفرد معنى ، مع جواز قطعها عن الإضافة لفظا ، والاستغناء عن المضاف إليه ، وحينئذ تبنى جميعها على الضم .

نحو : مر المتسابقون عن يمين المنصة . وجاء الطلاب ومحمد يمين .

ومثال حذف المضاف إليه لفظا :

100 ـ ومعنى قوله تعالى : { جنتان عن يمينٍ وشمال }1 .

ومثال " شمال " غير مقطوعة عن الإضافة لفظا قوله تعالى :

{ ومن أوتى كتابه بشماله }2 .

ومنه ما أخرجه أبو داود في إحدى رواياته عن سبرة بن معبد رضي الله عنه قال ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة ". والضمير في الحديث عائد على الصبي .

ومثال " وراء " 101 ـ قوله تعالى : { من ورائه جهنم }3 .

وقوله تعالى : { فاسألوهن من وراء حجاب }4 .

وقوله تعالى : { والله من ورائهم محيط }5 . وقوله تعالى : { أو من وراء جدر }6 .

ـــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 15 سبأ . 2 ـ 25 الحاقة . 3 ـ 16 التغابن .

4 ـ 53 الأحزاب . 5 ـ 20 البروج . 6 ـ 14 الحشر .



ومثال " أمام " : وقف المذنب أمام القاضي . ومنه : البحر من ورائكم والعدو أمامكم.

102 ـ ومنه قوله تعالى : { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه }1 .

103 ـ ومثال " تحت " قوله تعالى : { يبايعونك تحت الشجرة }2 .

وقوله تعالى : { ومن تحت أرجلهم }3 .

وقوله تعالى : { تجري من تحتها الأنهار }4 .

104 ـ ومثال " فوق " قوله تعالى : { وبنينا فوقكم سبعا شدادا }5 .

وقوله تعالى : { فاضربوا فوق الأعناق }6 .

وقوله تعالى : { ورفعنا فوقكم الطور }7 .



ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجمل :

تنقسم الأسماء التي تلزم الإضافة إلى الجمل إلى قسمين : ـ

1 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية ، أو الفعلية ، وجواز قطع بعضه عن الإضافة لفظا ، وهو : " حيث ، وإذ " ، ويحمل عليه ما كان دالا على الماضي من أسماء الزمان غير المحدود ، مثل " حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة " .

2 ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط . ومنه " إذا " الشرطية الدالة على الزمان المستقبل . و" لمّا " الظرفية ، و " آية " التي بمعنى علامة ، و " ذي " .



أولا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الاسمية أو الفعلية :

" حيث " :

اسم للمكان ، ملازم البناء على الضم ، يضاف للجمل الاسمية ، أو الفعلية ، وله حالتان .

ــــــــــــــ

7 ـ 5 القيامة . 8 ـ 18 الفتح . 9 ـ 69 المائدة .

10 ـ 25 البقرة . 11 ـ 12 النبأ .

12 ـ 12 الأنفال . 13 ـ 153 النساء .



1 ـ تأتي ظرفية مكانية مبنية على الضم في محل نصب .

نحو : وقفت حيث محمد واقف . ونحو : جلست حيث أستطيع الرؤية .

105 ـ ومنه قوله تعالى : { رغدا حيث شئتما }1 .

وقوله تعالى : { وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم }2 .

2 ـ تأتي مجرورة بحرف الجر " من " .

106 ـ نحو قوله تعالى : { من حيث أخرجوكم }3 .

وقوله تعالى : { من حيث لا يعلمون }4 .

وقوله تعالى : { من حيث لم يحتسبوا }5 .



" إذ " :

أولا ـ تأتي للدلالة على الزمن الماضي ، فتكون كالتالي :

1 ـ ظرفا بمعنى " حين " .

107 ـ نحو قوله تعالى : { فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا }6 .

والمعنى : حين أخرجه الذين كفروا .

وقوله تعالى : { وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى }7 .

أي : حين جاءهم .

2 ـ مفعولا به . 108 ـ نحو قوله تعالى : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء }8 .

وقوله تعالى : { واذكروا إذ كنتم قليلا }9 .

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 35 البقرة . 2 ـ 144 البقرة . 3 ـ 191 البقرة .

4 ـ 181 الأعراف . 5 ـ 2 الحشر .

6 ـ 41 التوبة . 7 ـ 55 الكهف . 8 ـ 68 الأعراف .

9 ـ 85 الأعراف .



وقوله تعالى : { واذكروا إذ أنتم قليل }1.

فـ " إذا " في الشواهد القرآنية السابقة جاءت اسما مبنيا على السكون في محل نصب مفعول به للفعل " اذكروا " ، وإذ مضاف ، والجملة بعدها في محل جر مضاف إليه .

3 ـ تأتي بدلا من المفعول به . نحو قوله تعالى :

{ واذكروا أخا عاد إذ أنذره قومه }2 .

وقوله تعالى : { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها }3 .

" إذا " في الشواهد السابقة اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من " أخا " في الآية الأولى ، وبدل من " مريم " في الآية الثانية .

4 ـ وتأتي " إذ " مضافا إليه ، وتغلب إضافتها بعد الكلمات التالية : ( بعد ، وحين ، ويم ، وقبل ، وساعة ) .

109 ـ نحو قوله تعالى : { ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله }4.

وقوله تعالى : { وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم }5 .

وقوله تعالى : { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا }6 .

ثانيا ـ تأتي " إذ " للدلالة على الزمن المستقبل ، وحينئذ تكون ظرفا للزمان ليس غير 110 ـ نحو قوله تعالى : { فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم }7 فـ " إذ " اسم مبني على السكون ، في محل نصب ظرف للزمان المستقبل ، متعلق بـ " يعلمون " ، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ، وهو مضاف ، وجملة : الأغلال وما في حيزها في محل جر بالإضافة .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 26 الأنفال . 2 ـ 21 الأحقاف .

3 ـ 15 مريم . 4 ـ 71 الأنعام . 5 ـ 115 التوبة .

6 ـ 8 آل عمران .7 ـ 71 ، 72 غافر .



فوائد وتنبيهات :

1 ـ إذا قطعت " إذ " عن الإضافة لفظا ومعنى تنون ، ويكون التنوين عوضا عن لفظ الجملة المضاف إليها ، وغالبا ما يكون ذلك بإضافة اسم الزمان إليها ، كيوم ، حين ، وساعة ... إلخ . 111 ـ نحو قوله تعالى : { يومئذ يفرح المؤمنون }1 .

وقوله تعالى : { وأنتم حينئذ تنظرون }2 .

2 ـ ذكرنا أن بعض الظروف المبهمة تكون بمعنى " إذ " ، إذا أريد بها الدلالة على الماضي ، ومن تلك الظروف ( حين ، ووقت ، ويوم ، وساعة ... إلخ ) .

مثال " حين " ، 112 ـ قوله تعالى : { حين يرون العذاب }3 .

وقوله تعالى : {وسبح بحمد ربك حين تقوم }4 .

كما تضاف إلى المفرد نحو قوله تعالى : { والضراء وحين البأس }5 .

113 ـ وقوله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها }6 .

وقوله تعالى : { على حين غفلة من أهلها }7 .

وقد تقطع " حين " عن الإضافة لفظا ومعنى ، وحينئذ تنون عوضا من لفظ الجملة المضاف إليه . 114 ـ نحو قوله تعالى : { ومتعناهم إلى حين }8 .

وقوله تعالى : { ولتعلمن نبأه بعد حين }9 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 4 الروم . 2 ـ 84 الواقعة .

3 ـ 42 الفرقان . 4 ـ 48 الطور .

5 ـ 177 البقرة .6 ـ 42 الزمر .

7 ـ 15 القصص . 8 ـ 98 يونس .

9 ـ 88 ص .



وقوله تعالى : { فتنة لكم ومتاع إلى حين }1 .

ويلاحظ في هذه الحالة التي تقطع فيها " حين " عن الإضافة ، أن تكون مسبوقة بحرف جر كما هو موضح في الشواهد السابقة .

ومثل حين " يوم " 115 ـ نحو قوله تعالى : { يوم ترى المؤمنين }2 .

وقوله تعالى : { ويوم أبعث حيا }3 .

ومثال إضافة يوم إلى الاسم المفرد 116 ـ قوله تعالى : { يوم القيامة تبعثون }4 .

وقوله تعالى : { وأنذرهم يوم الآزفة }5 .

وقوله تعالى : { إلى يوم البعث فهذا يوم البعث }6 .



ثانيا ـ ما يلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية فقط : ـ

هناك ألفاظ تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ليس غير ، وهي :

إذا الشرطية الدالة على الزمان المستقبل ، ولما الظرفية ، وآية التي بمعنى علامة ، وذي .

1 ـ إذا : شرطية للدلالة على الزمان المستقبل .

117 ـ نحو قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }7 .

وقوله تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون }8 .

وقوله تعالى : { حتى إذا أخذت الأرض }9 .

2 ـ لمّا : ظرفية تضاف إلى الجمل الفعلية .

118 ـ نحو قوله تعالى : { فلما خر تبينت الجن }10 .

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 111 الأنبياء . 2 ـ 12 الحديد . 3 ـ 33 مريم .

4 ـ 16 المؤمنون . 5 ـ 57 النجم . 6 ـ 56 الروم .

7 ـ 1 النصر . 8 ـ 33 الأعراف . 9 ـ 24 يونس .

10 ـ 14 سبأ .



وقوله تعالى : { فلما بلغ مجمع بينهما }1 .

وقوله تعالى : { ولما جاء عيس بالبينات }2 .

وقوله تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا }3 .

ومما ألحق بإذا من غير الزمان كلمة " آية " . نحو : آتيتني بآية قام أخوك .

فأضافوا كلمة " آية " إلى الجملة الفعلية ، لأنها بمعنى الوقت .

27 ـ ومنه قول الشاعر :

بآية يقدمون الخيل شعتا كأن على سنابكها قدامى

ومما ألحق بإذا أيضا كلمة " ذي " . نحو قولهم : اذهب بذي تسلم .

والتقدير : اذهب بأمر سلامتك . ، أي : ومعك أمر هو سلامتك المصاحبة لك .

ويلاحظ في " ذي " أن تكون مجرورة بحرف الجر " الباء " .

تنبيه : هناك أسماء تمنع من الإضافة إلى غيرها ، ومن هذه الأسماء : ـ

الضمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ما عدا " أي " ، وأسماء الشرط ما عدا " أي " ، وأسماء الاستفهام ما عدا " أي " .



الفصل بين المضاف والمضاف إليه :

يحوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في النثر في المواضع الآتية :

1 ـ إذا كان المضاف إليه مصدرا مضافا إلى فاعله ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به . 119 ـ نحو قوله تعالى في قراءة ابن عامر : { قَتْلَ أولادَهم شركائهم }4 .

بنصب أولاد ، وجر شركاء .

وقد يفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 62 الكهف . 2 ـ 63 الزخرف .

3 ـ 82 هود . 4 ـ 137 الأنعام .



نحو قولهم : ترك يوما نفسِك وهواها . بجر نفس .

2 ـ إذا كان المضاف إليه وصفا مضافا إلى مفعوله الأول ، فإنه قد يفصل بينهما بالمفعول به الثاني . كقراءة بعضهم : { فلا تحسبن الله مخلف وعدَه رسلِه }1 .

بنصب وعد ، وجر رسل . أو الفصل بين المتضايفين بالظرف المتعلق به .

نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " هل أنتم تاركو لي صاحبي " . حيث فصل بين المضاف ، والمضاف إليه بالجار والمجرور " لي " .

28 ـ ومنه قول الشاعر :

فَرِشْني بخير لا أكونن مدحتي كناحت يوما صخرةِ بعسيل

الشاهد : " كناحت يوما صخرةِ " ، حيث فصل بين المضاف " ناحت " ، والمضاف إليه " ضخرة " ، بالظرف " يوم " .

3 ـ أن يكون الفاصل بينهما هو القسم . نحو : هذا كتابُ ـ والله ـ محمدٍ .

أما في الشعر فقد فصل بين المضاف ، والمضاف إليه في ثلاثة مواضع : ـ

1 ـ الفصل بينهما بأجنبي ، والمقصود بالأجنبي هو معمول غير المضاف سواء أكان : أ ـ فاعلا .

29 ـ نحو قول الشاعر :

أنجب أيام والداه به إذ نَجَلاه فنعم ما نجلا

والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه .

ب ـ أم مفعولا به .

30 ـ نحو قول الشاعر :

" تسقى امتياحا ندى المسوال ريقتها "

التقدير : تسقى ندى ريقتها المسوال .

ــــــــــــــــ

1 ـ 47 إبراهيم .



ج ـ أم كان ظرفا .

31 ـ نحو قول الشاعر :

كما خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب أو يزيل

التقدير : كما خط بكف يهودي يوما الكتاب .

2 ـ الفصل بينهما بنفي المضاف .

32 ـ نحو قول الشاعر :

ولئن حلفت على يديك لأحلفن بيمين أصدق من يمينك مقسم

التقدير : بيمين مقسم أصدق من يمينك .

3 ـ الفصل بينهما بالنداء .

33 ـ نحو قول الشاعر :

كأن برذون أبا عصامٍ زيدٍ حمارٌ دُقَّ باللجام

التقدير : كأن برذون زيد يا أبا عصام .



حذف المضاف : ـ

1 ـ يحذف المضاف إذا دل عليه دليل ، ويقوم المضاف إليه مقامه ، ويعرب بإعرابه .

120 ـ نحو قوله تعالى : { وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم }1 .

التقدير : حب العجل .

ومنه قوله تعالى : ر وجاء ربك }2 . أي : أمر ربك .

في الشاهدين السابقين حذف المضاف وهو كلمة " حب " في الآية الأولى ، وكلمة " ربك " في الآية الثانية .

ـــــــــــــــ

1 ـ 93 البقرة . 3 ـ 22 الفجر .



2 ـ قد يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه مجرورا ، كما لو كان المضاف موجودا ، ولكن يشترط في المضاف المحذوف مماثلا لما عليه قد عطف .

نحو قول الشاعر :

أكلُّ امرئ تحسبين امرأَ ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نارا

الشاهد قوله : " ونار " فحذف المضاف وهو " كل " التي دلت عليها كلمة " كل " في صدر البيت المعطوف عليه بحرف العطف في كلمة " ونار " ، وهي المضاف إليه .

3 ـ وقد يحذف المضاف ، ويبقى المضاف إليه على جره ، ولا يشترط في المحذوف أن يكون مماثلا للملفوظ ، ولكن يكتفى أن يكون مقابلا له .

نحو قوله تعالى في قراءة من جر كلمة الآخرة :

{ تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرةِ }1 . التقدير : والله يريد في الآخرة ، أو والله يريد عرض الآخرة . عند تقدير بعض المعربين ، ولكن الوجه الأول أولى .



حذف المضاف إليه :

يجوز حذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف على حاله ، كما لو كان مضافا ، حيث يحذف تنوينه ، وهذا النوع أكثر ما يكون إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول . نحو قولهم : قطع الله يدَ ورجلَ من قالها .

والتقدير : قطع الله يد من قالها ، ورجل من قالها . فحذف ما أضيف إليه " يد " وهو " من قالها " لدلالة ما أضيف إليه " رجل " عليه .

34 ـ ومنه قول الشاعر :

سقى الأرضين الغيثُ سهل وحزنها

ـــــــــــــ

1 ـ 67 الأنفال .



التقدير : " سهلها وحزنها " ، فحذف ما أضيف إليه " سهل " لدلالة ما أضيف إليه " حزن " عليه .



المضاف إلى ياء المتكلم :

للمضاف إلى ياء المتكلم أحكام على النحو الآتي : ـ

1 ـ يجب كسر آخر الاسم المضاف إلى ياء المتكلم للمناسبة . نحو : هذا كتابي .

121 ـ ومنه قوله تعالى : { اذهب بكتابي هذا }1 .

وقوله تعالى : { يا ليتني لم أوت كتابيه }2 .

ويستثنى من القاعد السابقة الآتي : ـ

أ ـ الاسم المقصور . نحو : فتايَ ، وهوايَ ، قوايَ .

ولاسم المنقوص . نحو : قاضيَّ ، واديَّ ، راميَّ .

ب ـ المثني وجمع المذكر السالم في حالتي النصب والجر . نحو : معلمَيَّ ، ومهندسَيَّ ، ومعلمِيَّ ، ومهندسِيَّ .

حيث يجب تسكين أواخرها ، وفتح الياء معها ، وإدغام ياء المنقوص والمثنى والجمع المذكر بياء المتكلم ، وقلب واو الجمع ياء ، ثم إدغامها بياء المتكلم .

35 ـ ومنه قول الشاعر :

أودى بنيَّ فأعقبوني حسرة عند الرفاء وعبرة لا تقلع

الشاهد : " بنيَّ " وأصلها " بنين " مضافة إلى ياء المتكلم ، فحذفت النون ، وأدغمت الياء في الياء .

ـــــــــــــــــ

2 ـ 28 النمل . 3 ـ 25 الحاقة .



أحكام عامة للمضاف إليه : ـ

1 ـ وجوب اشتمال الإضافة المحضة على حرف جر متخيل ، والغرض من هذا التخيل الاستعانة بحرف الجر على توصيل معنى ما قبله إلى ما رعده ، ولا يخرج حرف الجر المتخيل عن أحد هذه الحروف الثلاثة الأصلية وهي : من ، في ، اللام .

2 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه التعريف ، إذا كان المضاف إليه معرفا ، أو التخصيص إذا كان المضاف إليه نكرة ، ويشترط في ذلك أن تكون الإضافة محضة .

3 ـ عدم الفصل بين المتضايفين باسم ظاهر ، أو ضمير بارز ، أو بغيرهما ، لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة الكلمة الواحدة ذات الجزأين ، ومع ذلك يجوز الفصل بشروط ، كما أوضحنا .

4 ـ يستفيد المضاف من المضاف إليه وجوب التصدير . فإذا كان المضاف إليه من الألفاظ التي لها الصدارة في الجملة كأسماء الاستفهام ، والشرط ، فإنه يفقد التصدير عندما يصير مضافا إليه ، وينتقل وجوب التصدير إلى المضاف الذي ليس من ألفاظ الصدارة . نحو : قلم من معك ؟ وصباح أيِّ يومٍ السفر ؟

5 ـ يجب تقديم المضاف على المضاف إليه ، وكذلك تقديمه على معمولات المضاف إليه ، سواء أكانت تلك المعمولات مفردة ، أم جملة ، أم شبه جملة ، إلا في حالة واحدة يجوز فيها التقديم ، وهي : أن يكون المضاف كلمة " غير " التي يقصد بها النفي ، وعلامة ذلك أن يصح وضع حرف نفي وفعل مضارع محل كلمة " غير " والمضاف إليها ، مع استقامة المعنى . نحو : أما غير منكر فضلا .

فيجوز أن نقول : أنا ـ فضلا ـ غير منكر . بدليل جواز قولنا : أنا فضلا لا أنكر . حيث سدت " لا " النافية مع الفعل المضارع مسد " غير " والمضاف إليه .

6 ـ وجوب استفادة المضاف الذي ليس مصدرا المصدرية من المضاف إليه .

122 ـ نحو قوله تعالى : { سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }1 .

والتقدير : سيعلم الذين ظلموا ينقلبون منقلبا أي منقلب . فكلمة " أي " مفعول مطلق ، وناصبة للفعل المضارع " ينقلبون " ، ولكنه في هذا الموضع نائب عن المفعول المطلق ، واكتيب المصدرية من المضاف إليه " منقلب " .

7 ـ يجب أن يستفيد المضاف من المضاف إليه الظرفية ، بشرط أن يكون المضاف كلمة " كل " ، أو " بعض " ، أو ما يدل على الكلية ، أو الجزئية ، ويكون المضاف إليه ظرفا . نحو : أمضيت في الرحلة كل الوقت . وانقطعت عن زيارته بعض الوقت.

ومنه قولهم : قد تخفى خديعة اللئيم بعض الأحيان ، ولكنها لا تخفى كل الأحيان .

8 ـ جواز استفادة المضاف المذكر من المضاف إليه التأنيث ، إذا كان الأخير مؤنثا ، ويتحقق ذلك بشرطين : ـ

أ ـ أن يكون المضاف جزءا من المضاف إليه ، أو مثل جزئه ، أو كلا له .

مثال المضاف الذي هو جزء من المضاف إليه : أسرعت بعض السحائب حين ساقتها بعض الرياح . فقد لحقت " تاء " التأنيث كلا من الفعل " أسرع " ، " وساق " للتدليل على تأنيث فاعلهما ، وههو كلمة " بعض " .

ومثال المضاف الذي يشبه جزءا من المضاف إليه .

36 ـ قول الشاعر :

وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

فكلمة " حب " في صدر البيت : مبتدأ مذكر ، وخبره الجملة الفعلية " شغفن " ، والرابط بين المبتدأ وخبره ، هو ضمير النسوة " النون " ، وكلمة " ديار " مضاف إليه ، ولكن يشبهه بأن له اتصالا ، وارتباطا سببيا به .

ــــــــــــــ

1 ـ 227 الشعراء .



ومثال المضاف الذي هو كل للمضاف إليه ،

37 ـ قول الشاعر :

جادت عليه كل عين ثرة فتركن كل حديقة كالدرهم

الشاهد قوله : " جادت " ، يلاحظ أن تاء التأنيث قد لحقت أخر الفعل " جاد " للدلالة على تأنيث فاعله وهو كلمة " كل " مع أن هذا الفاعل مذكر في ذاته .

ب ـ أن يكون المضاف صالحا للحذف ، وإقامة المضاف إليه مقامه من دون أن يتغير المعنى . نحو أن يقال : أسرعت السحائب حين ساقتها الرياح .

فقد حذف المضاف وهو كلمة " بعض " دون أن يفسد المعنى .

9 ـ جواز حذف تاء التأنيث من آخر المضاف ، شريطة أمن اللبس عند حذفها ، وعدم خفاء المعنى ،

123 ـ كقوله تعالى : { وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }1 .

والتقدير : " إقامة الصلاة " فقد حذف " تاء " التأنيث من المضاف تخفيفا في النطق ، ولم يترتب عليه لبس ، أو إخفاء في المعنى . ومنه قوله تعالى :

{ رجال لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة } 2 .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 73 الأنبياء . 2 ـ 37 النور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elomiry1.yoo7.com
 
المجرورات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأميرى :: (·.¸.°°·.¸.°`·.¸ قسم خاص باللغة العربيه وادابها¸.·¯`··._.·) :: قواعد النحو-
انتقل الى: